بحث ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، خلال لقائه في ماليه أمس الرئيس المالديفي عبدالله يمين عبدالقيوم، في أوجه التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها. وصدر بعد المحادثات بيان مشترك شدد على التعاون الأمني ومحاربة القرصنة. إلى ذلك، صدر أمس بيان مشترك سعودي هندي في ختام زيارة الأمير سلمان نيودلهي وفيه: «تلبية لدعوة نائب رئيس الهند محمد حامد أنصاري، قام ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، بزيارة رسمية إلى الهند لمدة ثلاثة أيام اعتباراً من 26 شباط (فبراير) 2014، التقى خلالها رئيس الهند براناب موكرجي، وعقد محادثات مع نائب الرئيس الهندي، ورئيس الوزراء الدكتور مانموهان سينغ. وأكد الجانبان خلال المحادثات أهمية تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، ومواصلة تطوير العلاقات في المجالات كافة بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما، ونوها بالنتائج الإيجابية لاجتماعات الدورة الـ 10 للجنة السعودية الهندية التي عقدت في الرياض خلال كانون الثاني (يناير) 2014، وما صدر عنها من توصيات لتعزيز التعاون المشترك في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والتقنية. واتفق الجانبان على أهمية تشجيع رجال الأعمال في البلدين على زيادة الاستثمار والاستفادة من الفرص الاستثمارية الكبيرة المتاحة في السعودية والهند وخصوصاً في مجالات البنية التحتية، ونقل التقنية، وزيادة التعاون في مجال الموارد البشرية المؤهلة في مجالات تقنية المعلومات والإلكترونيات، والاتصالات. وحضّ الجانبان الجهات المختصة في البلدين على سرعة إنجاز الاتفاق الإطاري بين الهيئة العامة للاستثمار في السعودية، وهيئة الاستثمار الهندية للمساهمة في تسهيل استثمارات رجال الأعمال في البلدين خصوصاً في قطاع الصناعات البتروكيماوية، والصناعات الدوائية، والمعدات الطبية، وتأسيس استثمارات مشتركة في هذه المجالات، واتفق الجانبان على إزالة الصعوبات والعوائق التي قد تقف أمام زيادة وتدفق الاستثمارات أو نمو التجارة بين البلدين. وأعرب الجانبان عن سعادتهما بتطور التعاون الدفاعي بين البلدين، وخصوصاً في مجال تبادل الخبرات والتدريب، ورحبا في هذا الخصوص بالتوقيع على مذكرة التفاهم حول التعاون العسكري بين السعودية والهند. وجدد الجانبان إدانتهما ظاهرة الإرهاب والتطرف والعنف، مؤكدين أنها ظاهرة عالمية وتهدد كل المجتمعات ولا ترتبط بأي عرق أو لون أو معتقد. وأعرب الجانبان عن ارتياحهما إلى نمو التجارة الثنائية في قطاع الطاقة وكون السعودية أكبر مزوّد للنفط إلى الهند، وأعرب الجانب الهندي عن تقديره للسعودية لكونها مصدراً موثوقاً به للنفط الخام. وأكد الجانب السعودي التزامه تلبية الحاجات المستقبلية للهند، وفق ما تضمنه إعلانا دلهي 2006 والرياض 2010. وثمّن الجانب الهندي الجهود المشكورة للمملكة في توفير الإمدادات اللازمة لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط العالمية. وطبقاً لما ورد في إعلاني دلهي 2006 والرياض 2010، اتفق الجانبان على استكشاف الطرق والوسائل للارتقاء بالعلاقة في مجال الطاقة إلى مستوى شراكة أعمق تركز على الاستثمار والمشاريع المشتركة على المستوى الثنائي، وأيضاً في دول ثالثة. واتفقا على عقد المزيد من المحادثات حول هذا الموضوع خلال الاجتماع المقبل للمشاورات السعودية - الهندية حول الطاقة. وشكر الجانب الهندي السعودية على استضافة جالية هندية كبيرة وضمان رفاهيتهم وسلامتهم. واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في مجالي الإذاعة والتلفزيون، وفي مجالات التغطية الإعلامية وتبادل البرامج والتدريب، كما اتفقا على تبادل الخبرات بين البلدين في مجال تنظيم الإعلام المسموع والمرئي بين الهيئات التنظيمية المعنية في البلدين. وبحث الجانبان خلال الزيارة عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك تطورات الأزمة السورية، والملف النووي الإيراني، والوضع في أفغانستان، وذلك في إطار حرص البلدين على أمن واستقرار المنطقة وسلامتها. وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أعرب الجانبان عن أملهما بتحقيق سلام عادل وشامل ودائم، وفق مبادرة السلام العربية ومبادئ الشرعية الدولية، بما يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأعرب الجانبان عن قلقهما البالغ إزاء خطورة الوضع في سورية، وشددا على الحاجة الملحة لوقف قتل الأبرياء، ودعم الجانبان التنفيذ الكامل لبيان جنيف الصادر في 30 حزيران (يونيو) 2012، الذي دعا إلى إجراء مفاوضات بين كل الأطراف بما يؤدي إلى تشكيل هيئة الحكم الانتقالية».
مشاركة :