ارتفع إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" من النفط في شباط (فبراير) من أدنى مستوياته في عامين ونصف الذي سجله في كانون الأول (ديسمبر) بفعل زيادة الشحنات القادمة من العراق وأنجولا وتزايد الصادرات الإيرانية. وأشار مسح أجرته "رويترز" يستند إلى بيانات ملاحية ومعلومات من مصادر في شركات النفط وأوبك وشركات استشارية إلى أن متوسط إنتاج المنظمة بلغ 29.96 مليون برميل يوميا ارتفاعا من 29.79 مليون برميل يوميا بعد التعديل في كانون الثاني (يناير). ويعكس المسح إمكانية تعافي إمدادات أوبك في عام 2014 إذا استمرت زيادة إنتاج العراق وإيران وهو ما قد يضغط على أسعار النفط ما لم يستمر تعطل الإنتاج في ليبيا أو تخفض السعودية إنتاجها. وبدأ أسطول ناقلات النفط الإيراني يستعيد نشاطه ويستعد لمزيد من العمل مع إبحار بعض السفن إلى أعالي البحار بعد بقائها لأكثر من عام راسية في الموانئ الإيرانية في علامة جديدة على أن تخفيف العقوبات الغربية أدى إلى زيادة الصادرات. وأدت العقوبات الأمريكية والأوروبية التي فرضت على طهران في العامين الماضيين إلى تقليص حاد لصادرات إيران النفطية، حيث أصبح من الصعب على المشترين ترتيب صفقات الدفع مقابل النفط، وكذلك التأمين على الشحنات. ويتضمن اتفاق جنيف تخفيف القيود على التأمين على السفن وعلى شحنات النفط التي تبيعها إيران وبصفة خاصة لمشترين في آسيا، وذكرت مصادر أن ثلاث ناقلات نفط إيرانية عملاقة أبحرت في الأسابيع الماضية إلى آسيا بعد أشهر من بقائها راسية في إيران حاملة نفط غير مبيع، وتستطيع الناقلة العملاقة حمل ما يصل إلى مليوني برميل من الخام. وأوضحت المصادر أن صادرات النفط الإيرانية شهدت مزيدا من الارتفاع، وذلك للشهر الرابع على التوالي وزادت 100 ألف برميل يوميا على الأقل إلى 1.3 مليون برميل يوميا في الشهر الماضي أعلى قليلا من نصف مستوياتها قبل العقوبات في2011. وزاد المشترون الآسيويون وارداتهم من النفط الإيراني 22 في المائة في كانون الثاني (يناير)، مقارنة بها قبل عام مع تخفيف العقوبات المفروضة على طهران منذ عام 2012 عقب التوصل لاتفاق نووي في تشرين الثاني (نوفمبر). وتجاوزت واردات الخام الإيراني إلى أكبر أربعة مشترين له في كانون الثاني (يناير) المليون برميل يوميا وهو المستوى الذي أرادت القوى الغربية إبقاء الشحنات عنده لمواصلة الضغط على إيران لوقف برنامجها المثير للخلاف. وأظهرت بيانات حكومية وصناعية أن الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية اشترت إجمالا 1.25 مليون برميل يوميا في المتوسط الشهر الماضي، وكانت هذه الدول قد اشترت 1.03 مليون برميل يوميا في كانون الثاني (يناير) 2013. وقد تؤدي زيادة صادرات الخام الإيراني إلى كبح أسعار النفط بعد أن زادت دول أخرى أعضاء في "أوبك" مثل السعودية والعراق الإنتاج لسد الفجوة التي سببتها العقوبات الغربية وتعطل الإنتاج في شمال إفريقيا والشرق الأوسط. وأشار جوناثان بارات الرئيس التنفيذي لشركة باراتس بوليتن لأبحاث السلع الأولية في سيدني، إلى أن الصادرات الإيرانية تزداد وهو ما يعني أن هناك مزيدا من الإمدادات قادمة إلى سوق تتمتع بالفعل بوفرة في المعروض، ونحن الآن عند أعلى مستوى في نطاق الأسعار. فيما أظهرت بيانات من وزارة التجارة اليابانية أن طوكيو رابع أكبر مستورد للنفط في العالم اشترت 210517 برميلا يوميا من إيران الشهر الماضي مقابل 239085 برميلا يوميا في نفس الشهر من عام 2013. واستوردت الصين أكبر مشتر للخام الإيراني 564536 برميلا يوميا الشهر الماضي بارتفاع 82 في المائة عن كانون الثاني (يناير) 2013، فيما زادت واردات الهند من الخام الإيراني إلى أكثر من المثلين الشهر الماضي، مقارنة بكانون الأول (ديسمبر) لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ شباط (فبراير) 2012 مع عودة شركة تكرير حكومية إلى الشراء بعد توقف استمر ثلاثة أشهر. وزادت مشتريات النفط الهندية من إيران لتصل إلى 412 ألف برميل يوميا في كانون الثاني (يناير) من 189100 برميل يوميا في كانون الأول (ديسمبر) مسجلة زيادة 44 في المائة عن مستواها قبل عام. واستوردت كوريا الجنوبية نحو 65 ألف برميل يوميا في كانون الثاني (يناير) وهو ما يعادل ثلث مشترياتها قبل عام، بينما كانت الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية قد قلصت مشترياتها من الخام الإيراني بنسبة 15 في المائة في العام الماضي ليصل إجماليها إلى 935862 برميلا يوميا في المتوسط.
مشاركة :