أشرفُ الثأرِ العفوُ عند المقدرة

  • 9/29/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يا تُرى ما سبب عبوسك اليوم على غير عادتك؟ كان هذا سؤالي لصديق تربطني به علاقة وطيدة منذ أمد طويل، فأنا أعلمُ بأخلاقه الحميدة وتفاؤله المنقطع النظير.. هو حقاً أيقونة أمل لكل عابس مهموم، فبمجرد جلوسك معه تبتسم وتشعر بارتياح عظيم، جاوبني بأن هناك بعض الأقاويل التي طالته من ذَمّ خطيبته السابقة له عند كل مجلس لها مع أصدقائهما المشتركين، فتارة تقول إنه طامع في أموال أهلها، وتارة تقول إنه ليس على خُلقٍ حميد ودون المستوى!! أشفقت عليه وواسيته مستنكراً ما تفعله، خاصة أنني معاصر لكل ما دار بينهما من قصص الحب والولع التي فاقت روميو وجولييت وعنترة وعبلة!! ابتسم يا رجل فلا شيء يستحق العبوس، أنت أعلم بكيد النساء مني ومدى قدرتهن على اختلاق الأحداث وإظهار أنفسهم ضحايا، خاصة بعد قصتكم المعروفة للجميع!.. هذا كان ردي عليه محاولاً تدارك الأمر. - ثم أعقبت كلامي بسؤال: وانت ناوي ترد وتدافع عن نفسك بإيه؟ عاد بظهره إلى الوراء واتكأ على ذراع الكرسي، وقال: أنا خلاص رديت. - ابتسمت وقلت في نفسي: أُمال قارفني ليه من الصبح؟! ورديت إزاي بقى.. لَسِنت عليها ولا سَيحتِلها ولا كلمتها تهددها بإنك تقول للناس انت سِبتها ليه؟ لأ خالص، أنا عملت لأبوها المتوفى عمرة. - نعم!! زي ما سمعت، أنا عملت لأبوها عمرة. - في البداية لم أستوعب ما ردده، ولكني سألته لماذا وكان في يديك أن تدعو عليها وعلى اللي خلّفوها كمان!!.. وأنا متأكد من مظلمتك ودعوتك ستستجاب في الحرم!! انت شايف اللي أنا عملته ده غلط؟ - عمر الخير ما كان غلط، بس اشمعنى مع الناس اللي بتؤذيك؟ تفتكر لو لقيت كلب بينبح عليك أمام الجموع بشكل مبالغ فيه بعد ما عضك من غير سبب، هتعضه انت كمان؟ - أكيد لأ. طب لو أكلته أدامهم!، هينبح تاني؟، أكيد لأ، وإن نبح سيحتقره الكل وسيقومون بتلقينه درساً لن ينساه بدلاً عني، وبكده أبقى أخدت ثواب في الراجل المتوفى وفي نفس الوقت وقفتها عن كلامها السيئ. عجبني رد فعله وتذكرت قول أديبنا نجيب محفوظ عندما قال: أن تُحسن لمن أحسن إليك الكل يستطيع ذلك، لكن أن تُحسن لمن أساء إليك ذلك لا يستطيع فعلهُ إلا العظماء. الحكمة: سيظل الخير هو الدفاع الراجح لكل شر ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :