لا تستطيع ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح العيش، إلا في الفوضى، ووضع يفتقد للسلام والأمان، كحال أي عصابة خارجة عن القانون والنظام، وكلما طلب منها المجتمع الدولي الجلوس على طاولة المفاوضات للوصول إلى حل، يرضي الأطراف كافة، ويساعد في وضع أوزار الحرب، تختلق المشكلات، وتسعى إلى تأجيج الوضع، كما حدث اليوم حين أمطرت محافظة الطوال السعودية بنحو 23 مقذوفاً تسبب في أضرار للمتاجر، وخلفت إصابات، بإستراتيجية أكدت أن الانقلابيين في النزع الأخير، وباتوا يعيشون حالة من الهيستريا. وجاءت المحاولات اليائسة للحوثيين والمخلوع صالح، بعد أن تكبدوا خسائر فادحة في قيادات الصف الأول، كان آخرهم مصرع القيادي في جيش المخلوع العميد حسن الملصي الذي قتلته القوات السعودية خلال محاولته التسلل إلى نجران، الأسبوع الماضي، وبينت مجريات الأحداث أن تلك الميليشيات لا تدخل المفاوضات، إلا من أجل كسب مزيد من الوقت لترتيب صفوفهم، ولا توجد في أجندتهم أي رؤية أو هدف نحو التوصل للحلول وإرساء السلام والاستقرار في اليمن، فهم مثل حشرة الجعلان التي لا تعيش إلا بين الروث والقذارة. بينما أكدت مصادر سياسية رفيعة في الحكومة اليمنية أن الشرعية تقدمت بشرط للمبعوث الأممي إلى اليمن مقابل الهدنة والدخول في مشاورات قادمة مع الحوثيين، يتمثل في فك الحصار بالكامل من جميع الجهات عن مدينة تعز المحاصرة من قبل مليشيات الحوثي وصالح . وذكرت المصادر أن الحكومة شددت على الأمم المتحدة قولها إنها لن تدخل في أي مفاوضات عبثية كالمفاوضات السابقة قبل الاعتراف والإقرار الكامل بالمرجعيات من قبل الحوثيين، وصالح قبل الدخول في المفاوضات القادمة. وأشارت المصادر أن الحكومة اليمنية قالت أنها لن تدخل في أي مفاوضات مع الحوثيين وصالح تحت مسمى المجلس السياسي لأنه يعد اعترافاً رسمياً من قبل الدول الراعية للمشاورات إذا تم ذلك. وأضافت المصادر أن الحكومة اليمنية طلبت ضمانات دولية تحدد الطرف المعرقل يعلن من مجلس الأمن إذا فشلت أي مشاورات قادمة أو حال رفض الحوثيين مجدداً أي مبادرات لحل الأزمة في اليمن . في حين، أكدت المتحدث باسم قوات التحالف العربي في اليمن أن التحالف لن يقبل بأي اتفاق سلام في اليمن إلا إذا اشترط قيام جماعة الحوثي بحل جناحهم المسلح. وأضاف اللواء ركن أحمد عسيري -خلال لقائه بصحفيين في برلين- أنه رغم الحاجة لحل سياسي للصراع في اليمن فإن السعودية لن تؤيد اتفاقاً يسمح للحوثيين بالإبقاء على المسلحين. من جانبه، دعا رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر الحوثيين، وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح إلى البدء بتسليم السلاح والانسحاب من المناطق والمدن، واستعادة السلطة الشرعية لمكانتها. وقال بن دغر -في كلمة ألقاها في عدن خلال الاحتفال بالذكرى الـ54 لـالثورة اليمنية، إن أمام الحكومة مهام ملحة وعاجلة تكمن في استعادة الأمن، والاستقرار في المناطق المحررة. واعتبر رئيس الحكومة أن عاصفة الحزم التي أطلقها التحالف العربي بقيادة السعودية، قبل أكثر من عام ونصف العام ضد الحوثيين وحلفائهم منعت كارثة أمنية وإقليمية كانت ستصيب العرب جميعاً في مقتل لو تركت على حالها.
مشاركة :