قال الموسيقار العالمي ياني: إن العاصمة أبوظبي، التي يزورها حالياً لأول مرة، تعدّ نموذجاً مثالياً للمدينة العالمية، التي تجمع بين العديد من الثقافات والجنسيات، وهو ما يمنحها طابعاً مميزاً يختلف عن غيرها من المدن، إضافة إلى ما تتسم به من جمال وأناقة، مشيراً إلى ارتباطه القوي بدولة الإمارات، حيث قدم من قبل حفلات في دبي والشارقة، الذي يزداد مع كل زيارة للدولة، حتى بات يشعر بأنها بمثابة وطنه. كامل العدد ذكرت شركة فلاش للترفيه، المنظمة لحفل الفنان ياني في قاعة دو بجزيرة ياس، أن الحفل الذي يقام مساء اليوم الجمعة، كامل العدد، حيث بيعت كل التذاكر في وقت مبكر، وهو ما دعا الشركة إلى إقامة حفل إضافي مساء أمس. ويصاحب ياني فرقة أوركسترا دولية تضم 15 عازفاً، حيث يقدم معزوفات من ألبومه الأحدث (سنشواس تشيل)، الذي تم تقديمه للمرة الأولى في جولة ياني في أميركا الشمالية، التي بدأت في فبراير الماضي، إلى جانب مجموعة من أشهر أعماله على مدى مسيرته المهنية التي تمتد لأكثر من 30 عاماً. سانتوريني رداً على سؤال حول سانتوريني الباندا التي تلقاها هدية من الصين، ويعدّ هو أول فنان يتم تكريمه من قبل الشعب الصيني بتبنّي صغيرة الباندا العملاقة، أعرب ياني عن سعادته واعتزازه بهذا التكريم، خصوصاً أنه يقتصر عادةً على الدول وليس الأشخاص، مشيراً إلى أن العناية بـسانتوريني تتطلب توفير مناخ خاص، وهي بخير. وكان الموسيقار اليوناني قد اطلق اسم سانتوريني على صغيرة الباندا، لأنّ كلمة إيريني تعني السلام باللغة اليونانية، ولأنّ سانتوريني هي أيضاً من أجمل الجزر اليونانية. وأضاف: عندما حضرت إلى الإمارات لأول مرة منذ ما يقرب من سبع سنوات لإقامة حفل في دبي، لم تكن لدي صورة واضحة عن البلد، وكنت أشعر بالفضول لمشاهدتها، وعند وصولي للمطار وجدت الناس ينظرون إليّ، واكتشفت أن كثيراً منهم يعرفني ويحييني بحفاوة، وعندما شاهدت دبي أحببتها جداً، ومنذ ذلك الوقت بدأت علاقتي بالإمارات، وهي علاقة تزيد قوة في كل مرة أزورها، حتى أصبحت أشعر فيها براحة كبيرة، وأنني وسط عائلتي. ورداً على سؤال الإمارات اليوم، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده عصر أول من أمس، في فندق فيرمونت أبوظبي، حول قدرة الموسيقى على تغيير الواقع أو التأثير في ما يقع من أحداث، أكد ياني أن الموسيقى لغة قوية قادرة على الوصول إلى جمهور عريض من جنسيات وثقافات ومختلفة ويتحدث بلغات مختلفة، وهو ما لمسه منذ بداياته، من خلال جولاته الموسيقية في دول عدة، مثل ألمانيا والصين وموسكو، مشيراً إلى أن كل ثقافة لديها موسيقى تعبّر عن جوهرها وروحها. وأضاف: عندما أكتب مقطوعاتي أضع فيها جزءاً من روحي، بعيداً تماماً عن التكلف، ولذلك تصل إلى الجهور بسهولة، فالموسيقى تستمد قوتها وتأثيرها من قدرتها على الوصول إلى القلوب والعقول أيضاً. وأوضح ياني أنه لا يفضل نوعاً محدداً من الموسيقى، فهو منفتح على كل الأشكال والأنواع، وقادر على تقبلها والتفاعل معها، وعندما يؤلف موسيقاه لا يتقيد بأسلوب أو لون معين، ولكن يستخدم ما يمكن أن يعبّر عما بداخله من مشاعر وأفكار كما يشعر بها، فالموسيقى لا تعرف القواعد والقوالب الجامدة. معتبراً نفسه محظوظاً لأنه قادر على القيام بذلك، وأن الجمهور مازال يستمتع بما يقدمه من موسيقى. مشيراً إلى أنه لا يطلب من غيره من الفنانين اتباع أسلوبه في كتابة وتلحين الموسيقى، ولكن على الفنان دائماً ألا ينساق وراء المكسب المالي وزيادة المبيعات فقط، وعدم الكذب والتصنّع. واعتبر الموسيقار العالمي إقامته حفلات في أماكن تاريخية ومعالم بارزة في مختلف دول العالم، مثل أهرامات الجيزة في مصر، وتاج محل في الهند، والأكروبوليس في اليونان، وبرج خليفة في دبي، دليلاً على الثقة التي يضعها القائمون على الدول بقدرته على تقديم أعمال تتناسب مع عظمة وقيمة هذه الأماكن، وهي ثقة لم تتحقق بسهولة. لافتاً إلى أن إقامة حفلات في مثل هذه الأماكن التاريخية يفرض عليه عبئاً إضافياً من حيث انتقاء المقطوعات التي سيقدمها الحفل، والاهتمام بالاستعدادات التي تسبق الحفلات، ومراعاة كل اشتراطات السلامة، التي تضمن عدم المساس بهذه المباني التاريخية. كما أشار إلى أنه يستشعر في هذه المعالم الفريدة من نوعها على مستوى العالم، التي لا يمكن أن تتكرر مرة أخرى مثل تاج محل، أو الأهرامات، بقوة خاصة تنبع من بنية هذه المعالم والأحجار التي تتكون منها، وهذه القوة تنعكس على أدائه على المسرح. واعتبر نفسي محظوظاً جداً لتقديم حفلات أمام هذه المعالم المهمة، وهو ما لم يتح لأحد غيري، ولذلك أبذل كل جهدي لتقديم ما يتناسب مع هذه الثقة الكبيرة. وأضاف ياني أن جمهور حفلاته يضم مختلف الأعمار، لافتاً إلى أن الجيل الجديد يتواصل مع موسيقاه بصورة واضحة في الحفلات التي يقدمها. وتحدث ياني عن حفليه في أبوظبي، وهي المرة الأولى التي يعزف فيها في العاصمة الإماراتية، مشيراً إلى أن الحفل يمتد ساعتين ونصف الساعة، وهو مختلف تماماً عن حفلاته السابقة، فهو يقدم العديد من معزوفاته من قديمه وحديثه، فيما يشبه رحلة في الحياة، تبدأ بمعزوفات هادئة ثم تنتقل إلى أخرى أكثر قوة.
مشاركة :