مسقط: الخليج فنان مبدع بدأ، من الرسم والتشكيل اليدوي، لينطلق نحو الفضاءات الرقمية، مواكباً العصر، فبرع في مجالات متعددة، منها التصميم ثلاثي الأبعاد والجرافيك وهندسة الصوت والألحان والمونتاج، ووجد في تلك الفضاءات مجالاً واسعاً، يتنقل فيه بخفة، تاركاً بصمات مميزة، وباحثاً عن الفرصة الثمينة التي تقدم موهبته إلى الجمهور بصورة أكبر. إنه المصمم ماجد البيماني الذي كان ضيفنا في هذا الحوار: } حدثنا عن موهبتك الفنية في مجال الرسم وكيف اتجهت بها إلى الفضاء الرقمي والتصميم؟ حلمت منذ طفولتي أن أصبح فنانا وعندما كنت في الصف الأول الابتدائي، علمنا معلم الفنون التشكيلية، كيفية رسم النخلة، وطلب أن نرسمها له بمفردنا، وعندها رسمتها بشكل أجمل من لوحات زملائي، اكتشفت في ذلك اليوم محبتي للرسم، وأنه هوايتي المفضلة، وعندما أصبحت في الصف الثامن، شاركت في مسابقة للرسم، وحصلت على المركز الثاني على مستوى المنطقة، وفي السنة نفسها، دخلت عالم التشكيل بالخامات وأبدعت فيه، وشاركت بأعمالي في معارض وحصلت على شهادات وتكريم في كلا المجالين، وبعد سنة بدأت أفكر في المستقبل، وأنه يجب أن أتعلم الفن الرقمي، الذي سيشهد إقبالاً أكثر من الفن اليدوي، وفعلا تعلمت التصميم، وأبدعت فيه ومن ثم المونتاج، ومن ثم هندسة وإنتاج الصوت والألحان، وبعدها التصميم ثلاثي الأبعاد والمحاكي للواقع، واشتغلت في أعمال عديدة وحصلت على شهادات وجوائز، وفي مرحلتي الجامعية، تعلمت نظم المعلومات، ولكن توقفت، وفي الوقت نفسه، أسست شركة طلابية في الإنتاج الفني، وبعدها انتقلت للعمل في إحدى القنوات الفضائية، واكتسبت الخبرة في مجال الإعلام والتلفزيون. } كيف تعرف لنا الفن الرقمي.. البعض لا يزال يجهل معنى ذلك؟ الفن الرقمي هو الفن المصنوع أو المجهز بواسطة جهاز الكمبيوتر، سواء كان بالرسم على لوحة إلكترونية، أو تصميما بإحدى برامج التصميم الجرافيكي وثلاثي الأبعاد أو الصوتيات والفيديو، وكل عمل فني أعد بالحاسوب، يسمى الفن الرقمي، لأنه، كما هو معلوم، فإن الحاسوب يترجم كل تفاعلات المستخدم له بلغة الأرقام، لذلك سمي رقميا. } حدثنا عن عملك في مجال التصميم، وما التجارب التي خضتها؟ مجال التصميم مجال كبير وواسع، وقد أنتجت أعمالاً كثيرة في هذا المجال، وأبحرت فيها بقوة، حيث كانت البداية من التصميم الجرافيكي، وصممت صوراً، إعلانات، شعارات، خلفيات وبطاقات ومطويات ومجلات، وغيرها من الأعمال، ثم انتقلت إلى عالم التصميم ثلاثي الأبعاد، وأبدعت فيه، وصممت أعمالاً هندسية، وموديلات لأثاث وسيارات وبيوت وعمارات ومقدمات تلفزيونية وللفيديو وأعمال الخيال، وكثير غيرها، وهذا المجال هو أفضل مجال أبحر فيه في الوقت الحالي، وهو المفضل لدي، والآن أشتغل على مدينة خيالية متكاملة. } ماذا عن المونتاج.. ما الأعمال التي أنجزتها؟ المونتاج عالم جميل وممتع، وقد قمت بعمل المونتاج لأول فيلم صورته، وكان من إخراجي أيضاً، وهو فيلم وثائقي لأحد الحصون في عُمان، وشاركت به في الجمعية العمانية للسينما، كما قمت بالمونتاج لأعمالي الخاصة، ولبعض البرامج، مثل برنامج يلا سوا، الذي بث على قناة سند الفضائية، وأعمال يوتيوبية أخرى، وفي مجال الخيال العلمي كذلك. } خضت كل هذه التجارب خلال سنوات.. أين وجدت قدرتك على العطاء بصورة أكبر؟ أكثر مجال أحببته ووجدت أنني قادر على العطاء فيه، هو مجال التصميم، وبالأخص ثلاثي الأبعاد والجرافيك، حيث أن الخيال الواسع في مخيلتي يساعدني على الإبداع أكثر وأكثر. } كانت بدايتك في مجال الفن التشكيلي.. هل أغلقت هذا الباب نهائياً ؟ نعم توقفت عن الرسم نهائياً، ولم يعد لدي وقت لممارسته، فالحياة الرقمية الممتعة والمتجددة بشكل يومي، وجلوسي اليومي لفترات طويلة أمام الحاسوب، ألهتني عن ممارسة الأعمال الفنية اليدوية، وأعتقد أن هذا طبيعي في يومنا هذا، حيث تذهب الحياة بشكل مستمر نحو الحداثة والتطور والطفرة الرقمية. } في رأيك ما أبرز الصعوبات التي تواجه الشباب اليوم في سوق العمل؟ أكبر التحديات التي تواجه الشباب هي أنهم يحصلون اليوم على تعليم ممتاز، ولكن الفرص الوظيفية ليست متاحة أو سهلة المنال في سوق العمل، فيشعر الشباب بالإحباط وكأنهم تعلموا من دون جدوى، وأنه لا مستقبل لهم. لكنني أرى أن البحث عن مبدعين أصبح أكثر في الفترة الأخيرة، حيث على الشباب ألا يقتصروا على شهاداتهم العلمية، وأن يسعوا لاكتساب المزيد من المهارات والخبرات عبر التعلم الذاتي، والمبدع سيفرض نفسه في النهاية ويصل للمبتغى. } ما خطواتك وطموحاتك المستقبلية؟ ما زلت في بداية مشواري المهني اليوم، وسأسعى لتحقيق الكثير من الأمنيات التي يأتي أولها الحصول على مقابل يتناسب مع الموهبة والتميز، اللذين أتمتع بهما، كما أحلم بتأسيس شركتي الفنية الخاصة التي أنتج من خلالها أعمالاً إبداعية تتصدر السوق الفنية، وطبعا لدي خطة مستقبلية للعمل على فيلم من فئة الخيال العلمي، الذي يستهويني كثيراً وإظهار قدراتي للجمهور، وعسى أن تتحقق كل هذه الأحلام في المستقبل.
مشاركة :