مسجد «الحل» بالجعرانة.. مكانة تاريخية يهددها الإهمال

  • 9/30/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يتوافد العديد من حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزائرين خلال هذه الأيام على مسجد الحل بحي الجعرانة باعتباره من أهم المساجد التاريخية والأثرية التي لها شأن عظيم في تاريخ الإسلام، ويقع المسجد شمال شرق مكة المكرمة بمسافة تبعد عن المسجد الحرام ما يقارب 30 كيلومترًا إلا أنه يعاني من الإهمال وعدم الاهتمام من قبل إدارة أوقاف المساجد بالمنطقة طوال العقود الماضية، رغم أنه يقع في منطقة الجعرانة التي ستدخل قريبًا عالم التنمية خاصة مع تنفيذ مشروع طريق مكة المكرمة القصيم، فضلًا عن ضيق مساحته وافتقاده إلى الخدمات التي تليق بمكانته وتاريخه. يقول إمام وخطيب المسجد محمد بن عطية: طالبنا بتوسعته منذ 10 سنوات، ولكن ذلك لم يتم، بل تتفاقم في ظل ضيق المساحة المخصصة للصلاة إلى جانب ندرة مواقف السيارات التي لا تستوعب الأعداد الهائلة من الباصات والحافلات التي تنقل الحجاج، مما يتسبب في تكدسها. الصلاة تحت الشمس وأضاف الشيخ محمد أن المصلين في المسجد يعانون كثيرًا من الصلاة تحت لهيب الشمس خاصة في يوم الجمعة، مما استدعى المطالبة بمساحة أوسع بكثير من المساحة الموجودة حاليًا. فإن هذا المسجد له ما يقارب 40 عامًا وتبلغ مساحته أقل من 900م ويستوعب ما يقارب 500 مصل يوميًا فقط، وأضاف: بعد أن ضاق المسجد بالمصلين بادر فاعل خير بمحاولة زيادة مساحته لتصبح أكثر من 900 م وذلك قبل نحو 8 سنوات تقريبًا لكن تعثرت هذه المحاولات بسبب رفض أوقاف المنطقة لأسباب لا نعرفها، وبعد كثرة زيارة المعتمرين والحجاج والزوار وأيضًا مع زيادة أعداد السكان بالمنطقة خاصة في الوقت الحالـي، أصبح الجامع لا يستوعب المصلين مما يجبرهم على الصلاة خارج المسجد خاصة أوقات الجمع والأعياد، وفي كل مرة نسمع عن اعتماد مشروع هدم وإنشاء للجامع من جديد، ولكن لا يحدث شيء، إضافة إلى أن المسجد يخلو من مغسلة الموتى مع العلم أنه واجهة تاريخية للمساجد بالمنطقة التي فيها مرافق لا يمكن أن يستغني عنها أحد. مفتوح على مدار الساعة وأوضح ابن عطية أن مسجد الحل بالجعرانة يتوافد إليه بشكل يومي ما يقارب ألف زائر من جميع دول العالم خاصة في موسم الحج الذي يزداد فيها الزائرون من الحجاج إلى أرقام خيالية لا يمكن لأحد أن يتخيلها في الوقت الذي نجد فيه الخدمات والمرافق العامة بالمسجد في أدنى مستوياتها، إضافة إلى وجود ظواهر بيئية خطيرة تضع خطوطًا حمراء تحت تساؤلات كثيرة عن سر غياب الجهات المسؤولة ومنها الأمنية والخدمية الحكومية، لافتًا إلى أن باب المسجد مفتوح 24 ساعة ومن الصعب إغلاقه لكثرة مرتاديه في كل الأوقات. وعبَّر الشيخ عن أمله في أن تقوم إدارة الأوقاف بالمنطقة بتوسعة مساحة المسجد حيث إنه بوضعه الحالي لن يخدم قاصديه، مرتجيًا منهم العمل على حل هذه الإشكالية قبل فوات الأوان وأن يحدث مكروه لضيوف الرحمن بسبب الزحام مثل التدافع وغيره، وقال أيضًا: من المؤسف أن يكون هناك مسجد تاريخي بحجم مسجد الحل بالجعرانة وتجده بهذه الحالة الصعبة، وأهاب بفاعلي الخير انتهاز الفرصة للحصول على الأجر من الله خلال هذا الشهر المبارك من خلال دعم بناء المسجد لتوسعة مساحته وزيادة مساحة مصلى نساء وبناء ملحق بالمسجد يليق بالعبادة. الأوقاف تتابع من جانبها تواصلت «المدينة» مع مسؤولي فرع أوقاف مكة حول معاناة مسجد الجعرانة، واتصلنا بمتحدث فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة مكة المكرمة سمير خيري وقد نفى أن تكون مساحة المسجد 900 متر مربع موضحًا بأن مساحته الحقيقة تبلغ 2000 متر مربع وطاقته الاستيعابية 2000 مصلٍ ويتكون المسجد من سكن للإمام والمؤذن بالإضافة إلـى مصلى للنساء ومئذنة واحدة كما أكد على أن الأوقاف تتابع بشكل مستمر أعمال صيانة المسجد من خلال إحدى مؤسسات الصيانة طيلة العام، فيما أكد صحة الأنباء التي ترددت حول هدم المسجد وإعادة إنشائه مرة أخرى بهدف زيادة مساحته وطاقته الاستيعابية، إلا أنه قال لم يتم تحديد موعد هدم المسجد وإنشائه من جديد. قيمة تاريخية ويقع مسجد الحل في وادي اسمه جعرانة على أرض منبسطة المتخذ على الأكمة في الجعرانة وقرية صغيرة في صدر وادي سرف الذي تحيط به بعض الجبال، وتربط جعرانة اليوم بمكة المكرمة شبكة طرق رئيسة حيث يعتمر منه أهل مكة وتربطها بمكة طريق السيل مكة - الطائف ويبعد المسجد عن الحرم حوالى ثلاثين كيلو تقريبًا. ويعود تاريخ المسجد إلى أنه المكان الذي أحرم منه النبي صلى الله عليه وسلم وقد اعتمر منها بعد غزوة الطائف ثم خرج منها ليلًا ثم أتى بالعمرة وعاد من ليلته وروى ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمر عمرة الحديبية وعمرة القضاء من قابل، والثالثة من الجعرانة، والرابعة التي مع حجته، وقد صلى فيه بعد عودته منتصرًا على ثقيف وهوازن. ويقال إن رجلًا من قريش هو من قام ببنائه وأيضًا سماه مسجد الجعرانة وهو وراء الوادي بالعدوة القصوى وقد رمم مرة واحدة عام 1430هـ. ولم يتم توسعته حيث أعيد بناء مسجد ميقات الجعرانة على مساحة أقل من 900م ليتسع لنحو (500) مصل فقط.

مشاركة :