الشبكة العنكبوتية سلاح ذو حدين، فهي وسيلة مفيدة كونها توفر المعلومات والمعارف التي تقدمها لمتصفحيها شرط استعمالها في شكل معتدل ومفيد يفي بما هو مطلوب منها. في المقابل فإن الاستخدام الزائد عن الحد للشبكة يعرض الشخص للوقوع في شباكها لتصبح الشغل الشاغل له ويغدو كل همه هو الرجوع إليها إذا ما فارقها، وبهذا يفقد استقلاليته، ويصبح العبد المأمور لها ما يعرضه لاضطرابات سلوكية ونفسية. لكن يجب اغفال أن هناك مخاوف مشروعة من الآثار السلبية النفسية والجسدية والاجتماعية والثقافية التي قد تحدثها بسبب الإقبال المتزايد على الشبكة وسوء استخدامها المتمثل في قضاء وقت طويل في الإبحار فيها، وبالتالي بروز ما يعرف بإدمان الشبكة العنكبوتية كظاهرة لا يمكن تجاهلها. وفي هذا الإطار تقول عالمة النفس الأميركية كيمبيرلي يونغ أن كل من يمضي أكثر من 38 ساعة أسبوعياً على الشبكة العنكبوتية هو مدمن عليها. وتكمن مشكلة الإدمان على الشبكة في أن معظم مستـــخدميها لا يدركون خطورة أو حدود المشكلة، فتجدهم يقعون في فخها من دون أن يعرفوا بذلك، فتبدأ عندها المــعاناة من عوارض نفـــسية وجسدية واجـــتماعية، ابرزها العزلة، والقلق، والإحـــباط، والعصبية الزائدة، والخمول، ومشاكل في العمل أو في الدراسة. إن الوقاية من ادمان الشبكة العنكبوتية يحتاج إلى خطة تقوم على الاستخدام المعتدل للشبكة، ووضع ضوابط له، والتدرب على نمط حياة صحي يكون فيه لكل شيء وقته، الى جانب مقاومة الحاجة الملحة لفتح الشبكة بالقيام بنشاطات أخرى، ووضع منبه للتذكير بنهاية فترة التجوال عليها. أما إذا فـشل المدمن على الشبكة في وضع حد لإدمانه، فيجب أن يستعين بالاختصاصيين النفسيين للخــروج من المحنة من خلال البرامج العلاجية المتنوعة.
مشاركة :