قبل 39 يوماً من موعد التصويت العام في الانتخابات الأميركية، انطلق أمس الاقتراع المبكر في ولاية أيوا، التي زارتها المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون، معولة على ماكينة انتخابية نشطة قد تُحدث مفاجآت هناك، فيما حاول المرشح الجمهوري دونالد ترامب تخطي عقبة أدائه السيئ في مناظرته الأولى مع هيلاري والتحضير لمواجهة ثانية. ومع إدلاء ٤٠ في المئة من الناخبين في ولاية أيوا الريفية بأصواتهم مبكراً، بدأت كلينتون جولة في عشر مناطق في الولاية، حيث ساهم الاقتراع المبكر في فوز الديموقراطيين هناك عام 2012 على رغم تراجعهم في استطلاعات الرأي. كما بدأت ولاية نورث كارولينا بإرسال وتسلم البطاقات الغيابية لأميركيين في الخارج أو ممن يقترعون بريدياً. ولوحظت هذه السنة زيادة في عدد الأصوات، من دون معرفة ميولها الحزبية. وتحظى حملة كلينتون بماكينة انتخابية أكبر على الأرض، في الولايات الحاسمة وبـ51 مركزاً انتخابياً في ولاية فلوريدا في مقابل 18 لحملة ترامب، وهي تعول على ذلك لزيادة نسب الاقتراع رغم هبوط الحماسة في هذا السباق، وخصوصاً في أوساط الشباب والجامعيين ممن صوتوا للرئيس الأميركي باراك أوباما أو للمرشح اليساري بيرني ساندرز. وشارك ساندرز إلى جانب كلينتون في نشاط انتخابي في نيو هامبشير، حيث نوه بخطتها للتعليم المجاني لذوي الدخل المحدود، ولتحسين الرعاية الصحية. في المقابل، عانى المرشح الجمهوري من انقسام بين مؤيديه حول استراتيجية المناظرة الثانية في 9 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، في ولاية ميسوري. وإذ قال ترامب إنه قد يستحضر فضائح الرئيس السابق بيل كلينتون مع مونيكا لوينسكي وغيرها ممن زعمن أنهن كن عشيقاته، حذر نواب جمهوريون من مغبة اتباعه استراتيجية كهذه قد ترتد عكسياً وتزيد التعاطف مع هيلاري. إلا أن الاستطلاعات التي تلت المناظرة أعطت الاميركية الأولى سابقاً، تقدماً محورياً على ترامب في ولايات فلوريدا وبنسلفانيا وكولورادو وفيرجينيا. غير أن الاستطلاعات أشارت أيضاً إلى أن مرشح «الليبرتاريين» غاري جونسون، بدأ يضر بكلينتون، خصوصاً في أوساط الشباب، وهو كان تلقى أمس دعم صحيفة «ديترويت نيوز» والتي تؤيد مرشحاً من الصف الثالث للمرة الأولى منذ ١٣٨ سنة. غير أن سقطة جونسون على محطة «أم أس أن بي سي»، حيث فشل في تسمية رئيس أجنبي واحد، تسببت في إحراجه في الإعلام الأميركي، بعد ثلاثة أسابيع من ظهور تلفزيوني له قال فيه إنه لا يعرف مدينة حلب السورية. وصمت جونسون قرابة دقيقة كاملة عندما سأله الصحافي كريس ماثيوز: «أي زعيم أجنبي مفضل لديك؟ من أي قارة أو أي بلد، اذكر اسم زعيم تكنّ له الاحترام والإعجاب». ثم حاول الإشارة إلى «الرئيس السابق للمكسيك»، لكنه لم يستطع تذكر اسمه، متذرعاً بـ «صداع»، غير أن مرشحه لمنصب نائب الرئيس بيل ويلد، سارع إلى نجدته بتسمية الرئيس المكسيكي السابق فيسينتي فوكس.
مشاركة :