أكدت الحكومة العراقية إنهاء ترتيباتها لمواجهة حركة نزوح جديدة من محافظة نينوى، يُتوقع أن تبدأ بعد الشروع في الحملة العسكرية لاستعادة مدينة الموصل من أيدي تنظيم «داعش». وأشارت، في الإطار ذاته، إلى إجلاء مئات الأشخاص من الحويجة (محافظة كركوك) إلى مخيم ليلان في جنوب المحافظة، وعودة آلاف العائلات إلى بلدة الشرقاط المحررة حديثاً في محافظة صلاح الدين. وأعلن وزير الهجرة والمهجّرين العراقي جاسم محمد، في بيان أمس، أن «الوزارة واللجنة العليا لإغاثة وإيواء النازحين وضعتا اللمسات الأخيرة لخطة الاستجابة الإنسانية لإغاثة نازحي نينوى بالتنسيق مع الجهات المعنية في قيادة العمليات المشتركة وحكومة الإقليم والجهات المساندة، فضلاً عن التنسيق مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في البلاد لغرض تقديم المساعدات اللازمة لنازحي نينوى خلال عمليات التحرير». وجاء موقف الوزير خلال استقباله رئيس لجنة حقوق الإنسان البرلمانية النائب عبدالرحيم الشمري، للبحث في استعدادات الوزارة واللجنة العليا لإغاثة وإيواء النازحين لعمليات الإغاثة والإيواء، المرافقة لعمليات تحرير نينوى وآليات تطبيقها مع الجهات المعنية بملف التحرير. وأكد الوزير محمد في البيان، «استمرار التنسيق مع اللجان المعنية بملف النازحين، ومنها لجنة حقوق الإنسان البرلمانية للاطلاع على استعدادات الإغاثة وماهية المشاكل التي قد تواجه الفارين من بطش داعش». وتتوقع الأمم المتحدة نزوح ما يصل إلى مليون شخص من الأهالي خلال الحملة العسكرية المرتقبة لانتزاع الموصل من «داعش». ويرجّح مسؤولون عراقيون وأميركيون أن تبدأ الحملة أواخر الشهر المقبل. وأشار عمار صباح، مدير فرع الوزارة في كركوك، في بيان آخر تسلّمت «الحياة» نسخة منه، إلى «مواصلة إجلاء النازحين ونقلهم من المناطق التي يتم تحريرها من عصابات داعش الإرهابية إلى مخيماتها في المناطق الآمنة من المحافظة وتوزيع المساعدات الإغاثية العاجلة بينهم». ولفت إلى أن «الفرع قام بإجلاء ونقل 600 نازح من بلدة الحويجة إلى مخيم ليلان في المحافظة»، موضحاً أن «عملية إجلاء النازحين تمت من طريق محور خالد شمال غربي كركوك، وتمت بواسطة باصات خصصتها الوزارة لنقلهم إلى مخيم ليلان، فيما وزّع فرع الوزارة مساعدات غذائية ومنزلية عليهم فور وصولهم إلى المأوى». وفي صلاح الدين، قال المحافظ عبدالله الجبوري، في بيان، إن «4500 عائلة نازحة عادت إلى منازلها في بلدة الشرقاط، شمال تكريت، بعد الانتهاء من عمليات التحرير أخيراً»، مشيراً إلى أن «الدوائر الخدمية فيها مستمرة في أداء عملها وتقديم الخدمات للمواطنين». ودعا الحكومة المركزية إلى «إطلاق موازنة المحافظة التي لم يُصرف منها حتى الآن سوى سبعة بلايين دينار (5.5 مليون دولار) من أصل 163 بليون دينار (نحو 130 مليون دولار)»، مؤكداً أن «المحافظة أنجزت أعمالاً عدة في مختلف القطاعات بتكلفة تصل إلى نحو 58 بليون دينار (120 مليون دولار)». يُذكر أن قيادة العمليات المشتركة أعلنت قبل أيام قليلة، تحرير الشرقاط بالكامل.
مشاركة :