تجنبي التأثير السلبي للصداقة على حياتك الزوجية

  • 9/30/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تعتبر الصداقة جزءا لا يتجزأ من الحياة الإنسانية، فلا يمكن العيش من دون أصدقاء، حيث إنهم يشكلون نصف حياة الإنسان، وأحيانا تكن علاقة الزوج بالأصدقاء متوطدة للدرجة التي تؤثر على المنزل والزوجة والأبناء، وقد يصبح أصدقاء الزوج أعداء للزوجة، حيث إنهم قد يجذبونه إلى السهر، وقد يطالبونه بالشدة والقسوة في التعامل مع الزوجة. فيستسلم وينقاد إليهم، ويتحول منزل الزوجية إلى ساحة للصراع والخلافات، وقد تستسلم الزوجة أيضا للصديقات، وتعيش في وهم وقلق من غدر الزوج، فترهقه بالمطالب المادية، وتظل تراقبه وتتصيد الأخطاء، فيكون الطلاق في النهاية على يد الخبثاء من الأصدقاء. وقد أكدت دراسة أجراها باحثون من أميركا أن الأصدقاء من الأسباب الرئيسية للطلاق، بنسبة تصل إلى %65، حيث ازدادت معدلات الطلاق بين الأزواج الذين لهم صداقات سيئة إلى أكثر من %40، في حين تتراجع تلك النسبة بين الأزواج الذين لهم صداقات طيبة، ما جعل خبراء الطب النفسي وعلماء الاجتماع يطالبون بالحذر من الأصدقاء، وعدم الاستسلام لنصائحهم التي تدمر البيوت وتشرد الأسر، وأن يحاول الزوج دائما قضاء وقت الفراغ مع الأسرة، وأن يكون هناك حوار بين الزوجين، وألا تسمح الزوجة لأي صديقة بأن تتدخل في حياتها بما يؤثر سلبا عليها. من أهم التأثيرات السلبية التي تحدث للعلاقة الزوجية بسبب الأصدقاء، أن بعض الأصدقاء قد يجذبون الزوج للسهر خارج المنزل، وقد يطبق بعض النصائح التي تعجل بنهاية الحياة الزوجية، ومنها على سبيل المثال، ضرورة القسوة على الزوجة، ومنعها من التواصل مع أهلها، ومنع أهلها من التردد عليها، وغيرها من الأمور التي تؤثر سلبا على الأسرة، وعلى الجانب الآخر قد تتسبب صديقات الزوجة في انهيار العلاقة الزوجية، كأن يحثثنها على مطالبة الزوج بمطالب كثيرة، ويوهمنها بأن تفعل ذلك حتى لا يتزوج عليها، وهنا يدخل الشك والقلق منزل الزوجية، والكثير من حالات فشل الزواج كانت بسبب الأصدقاء، ولذلك ننصح دائما الزوجات بضرورة الحفاظ على أسرار الأسرة، وعدم الحديث مع أي صديقة عن الزوج، سواء كان ذلك سلبيا أو إيجابيا. العلاقة بين الزوجين لا بد أن تقوم على المودة والرحمة، فلا يجوز بأي حال من الأحوال أن يتحدث الزوج عن أخطاء الزوجة أو المشكلات الزوجية أمام الأصدقاء، وكذلك الزوجة عليها ألا تتحدث مع صديقاتها عن أي خلاف مع الزوج، بل ليس مطلوبا أيضا أن يتحدث الزوج مع الأصدقاء عن مميزات الزوجة، فهناك ضوابط شرعية وضعتها الشريعة الإسلامية للحفاظ على الأسرة. نصائح للزوجة - يجب ترتيب الوقت وتحديد الأولويات وتحديد وقت للزوج أو الزوجة ووقت للأصدقاء، فهذا يعد أمرا هاما جدا، وإلا سبب ذلك إهمالا للحياة الزوجية. - تحدثي مع زوجك في وقت جيد عن تقسيم وقته بين الأهل وبينك وبين أصدقائه. - لا للغيرة، فالعلاقة بين الأصدقاء تختلف عن الحب بين الزوجين، لذا لا مجال لغيرة لا معنى لها. - أشركيه في كل المناسبات والأحداث العائلية بشكل مباشر وغير مباشر. - تحدثي معه في الأمور المحببة له، غيري من مظهرك وديكور المنزل وربما نوعية الأحاديث التي تدور بينكما، ربما يكن هروبه للأصدقاء هروبا من الملل والمشاكل الزوجية. - اتركي له مساحة شخصية وخاصة مع الأصدقاء، ولكن نبهيه أن للمنزل والأسرة حقا في وقته ووجوده في المنزل. - لا للحديث عن حياتكما الزوجية أمام أي شخص كان من الأهل أو الأصدقاء. اجعلوا ذلك مبدأ وأساس المنزل دائما. - كونا صداقة بينكما وشاركا بعضكما البعض الاهتمامات قدر المستطاع. - مشكلاتكما يجب حلها بينكما وإن لزم الأمر فتدخل الأهل أسلم. - لا تقارني أبدا بينك وبين أصدقاء زوجك ولا تجعليه يلجأ لهذا الأمر. أهمية الصداقة الصداقة مهمة جدا في حياة كل شريكين حيث يحتاج كل طرف إلى صديق في الحياة لكي يبوح له بكل أسراره وأتراحه وأفراحه دون أن يخجل منه، والمرأة أشد احتياجا من الرجل لوجود صديقة بجانبها تصارحها وتشكي لها كل همومها، خاصة أنها كانت تحلم قبل الزواج بأن يكون زوجها هو الصديق المفضل والمقرب لها، ولكن تصطدم بالواقع المر الذي يفسد كل الطرق التي تساعدها على إقامة صداقة مع شريك حياتها. يجب ألا تؤثر الصداقة على الحياة الزوجية، هناك كثير من الأزواج يرفضون أن يكون في حياة شريكة العمر صداقات وأكثرهم لا يقبل هذه النوعية من العلاقات باعتبارها أقوى من الرباط الزوجي، مما يؤدي إلى مشاحنات ومصادمات يومية بينهما بسبب الأصدقاء، فالبعض يشعر بالضيق إذا وجد زوجته تتحدث في التليفون مع إحدى صديقاتها، كما أن الزوجة تقلق إذا خرج زوجها مع صديق قديم وقضى معه أوقاتا طويلة. ويؤكد العلماء أن كل هذه الأسباب واهية، والسبب الحقيقي أن كلا من الزوجين فشلا في إقامة صداقة مع شريك عمره رغم أن كلا منهما يحلم بأن يكون شريكه هو صديقه الوحيد الحنون الذي يستمع إلى مشاكله ويشاركه متاعبه، إلا أن ظروف الحياة وطبيعة الزواج قد لا تسمح بهذه المساحة من الصداقة. دعمي صداقتك بزوجك ولأن الصداقة هي أساس معرفة الآخر واللجوء إليه في أوقات معينة، فيمكنك عزيزتي أن تفوزي بقلب زوجك وبعقله والاعتماد على مشورته ونصيحته وتبادل الهموم اليومية معه، وإجباره على أن يسمعك بطرق ذكية وأن تفكري أمامه بصوت عال، وتتحدثي معه عن عملك وطموحاتك، وأن تعيشي معه بوجدانك في أجواء عمله وعلاقاته مع زملائه ومشاكله. ولنجاحك في هذه العلاقة يقدم لك خبراء علم النفس بعض الخطوات المهمة التي يمكنك بها إعادة توازن العلاقة بينك وبين زوجك: - استمعي جيدا لزوجك‏، لأن الرجل بطبيعته يحب الحديث عن مشاعره ومخاوفه لمن يجيد الاستماع أكثر من الحديث. - اكسبي ثقته في البداية وتفهمي طبيعته من كل النواحي‏،‏ إذا كان خجولا أو اجتماعيا أو يتمتع بالذكاء أو يمل من المسؤولية، وذلك حتى تستطيعي التعامل معه بفهم‏.‏ ‏‏- احرصي دائما على أن تكوني هادئة، لأنها من أكثر الصفات التي يحبها الزوج في زوجته عندما يكون مشغولا أو متضايقا من شيء ما‏، فهذا يمنحه الراحة‏، أي لا تضغطي عليه بالحديث أو تكثري من السؤال‏: ‏ ماذا بك ماذا حدث؟ - هيئي جوا مناسبا قبل أن تنفردي بزوجك ولا تكثري من الحديث عن هموم البيت والأولاد، إنما أعطيه الوقت الكافي أن يخرج ما بداخله أو ما يخفيه عنك‏.‏ ‏- شاركيه القرار عن طريق جعله يفكر معك بصوت عال‏، وأعطيه المشورة المناسبة بقدر الإمكان‏، وإن كان القرار ضد رأيك فيجب أن توافقي عليه في البداية ثم ناقشيه بحكمة وعقلانية محاولة إظهار الأخطاء التي يجب تلافيها‏. - من البديهي أن علاقة الصداقة بين الزوجين لا تأتي عفويا وبصورة تلقائية لمجرد أنهما يعيشان تحت سقف واحد، ولا بد من أن يتعلم الزوجان كيفية الموازنة بين نقاط الضعف والأخطاء اليومية المرتكبة من قبل شريك الحياة ولتكوين علاقة صداقة مع شريك الحياة تتطلب الصبر، التفهم، المثابرة، وقبل كل هذا الحب الصادق.;

مشاركة :