أكد وزير البترول والثروة المعدنية، أن العزوف عن الوظائف التقنية بالمملكة معضلة كبرى نحرص على تفاديها دوماً من خلال برامج تهدف إلى نشر الوعي بين الشباب عن أهمية العلم والعلوم الطبيعية، التي نستطيع أن نؤسس من خلالها صناعات تحويلية. وأشار إلى أن أكثر من ٩٥٪ من الشباب يتوجهون إلى الجامعات، ولا بدّ من تقليص هذه النسبة... لإحداث توازن في التنمية المستدامة (صحيفة المدينة). وهذا ليس بالأمر الهيّن. فلتقليص هذه النسبة الكبيرة من الشباب الذين يتجهون إلى الجامعات مباشرة وبدون تفكير، بل وكأن العملية التعليمية في الجامعة هي ضرورة هامة لإكمال التعليم! هذه الإشكالية نشأت من الجهل بالواقع، وتصديق مقولة أهميّة الحصول على (الشهادة الكبيرة) ليكتمل تعليم الفرد. فهذا، وللأسف الشديد، هو الذي وضع الوطن في إشكالية استقدام الأعداد الكبيرة من الفنيين والحرفيين والعمالة المدربة الأجنبية. فنشأ من ذلك ارتفاع نسبة الأجانب في التركيبة السكانية، وارتفاع نسبة البطالة للسعوديين. ولو نظرنا لضياع وقت الذين التحقوا بالجامعات من الشباب، في تخصصات غير مرغوبة، ثم تحوّلُ المبادرين منهم نحو أعمال ليست في مجالات اختصاصاتهم، من أجل لقمة العيش، كالعمل في المطاعم، والمبيعات، وسياقة سيارات الأجرة، وغير ذلك من الأعمال الشريفة؛ لعرفنا مدى تحسُّر كل واحد منهم على ضياع الوقت، وعلى لقمة العيش ورغده الذي تأخر. إشكالية العزوف عن الوظائف التقنية، لا يمكن حلها إلا بتغيير العقليات، والثقافة المجتمعية، بالإضافة إلى المعاهد التقنية، والبرامج المنتجة للأيدي الفنية، والعمالة الماهرة. فإن أردنا أن نكون شعباً متقدماً متطوراً فلنحاكِ الشعوب المتطورة. أنظروا إلى أمريكا واليابان وألمانيا وغيرها لتعرفوا قيمة عمالتها الماهرة، وأهميتها في صنع تقدمها. m.mashat@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (60) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain