روسيا ترسل قاذفات إضافية إلى سورية و«المرصد» يحصي 10 آلاف قتيل بغاراتها - خارجيات

  • 10/1/2016
  • 00:00
  • 26
  • 0
  • 0
news-picture

عواصم - وكالات - أرسلت موسكو عددا إضافيا من قاذفات من طراز «سو- 24» و«سو- 34» إلى قاعدة حميميم العسكرية في اللاذقية شمال غربي سورية، التي تستخدم طائرات سلاح الجو الروسي مطارها لشن الغارات الجوية، حسب ما نقلت صحيفة «أزفستيا» الروسية أمس، عن مصدر عسكري روسي، لم تسمّه. من جانبه، قال رئيس مجموعة الأبحاث الاستشارية «مجلس السياسة الخارجية والدفاعية» الخبير فيودور لوكيانوف، إن تكثيف وجود سلاح الجو الروسي في سورية قد يكون ردا على انهيار اتفاق وقف النار الذي توصّلت اليه الولايات المتحدة وروسيا في 9 سبتمبر الماضي، وبدأ تنفيذه في 12 من الشهر نفس. وكان الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اعلن أن روسيا ستواصل «عمليتها الجوية دعما للحملة ضد الارهاب التي تخوضها القوات المسلحة السورية». وأمس، ذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان» أن «الغارات الروسية في سورية أودت بحياة ما يقرب من عشرة آلاف شخص، منذ بدايتها، في سبتمبر من العام الماضي. واوضح أن «عدد القتلى يشمل 3804 مدنيين سوريين، هم 906 أطفال، دون سن الـ 18، و561 مواطنة فوق سن الثامنة عشرة، و2337 رجلاً وفتى، إضافة إلى 2746 عنصرا من داعش، و2814 مقاتلا من المعارضة». من ناحيتها، أكدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زخاروفا، أنه «لم يتم تعليق المشاورات الروسية - الاميركية حول سورية في جنيف»، مردفة أن «الجانبين يواصلان تبادل المعلومات، والجانب الروسي لم يقفل الباب امام هذه الاتصالات». ولفتت زاخاروفا إلى «استعداد موسكو لمواصلة العمل على معالجة الوضع في سورية ضمن الاطار الذي وضعته مجموعة الدعم الدولية لسورية ومجلس الامن الدولي»، مردفة أن «أفضل هدية للارهابيين ستكون رفض واشنطن التعاون مع روسيا لحل النزاع في سورية». في المقابل، ندّد الرئيس باراك اوباما والمستشارة الالمانية أنجيلا ميركل، أول من أمس، خلال اتصال هاتفي، بالغارات «الوحشية» للطيران الروسي والسوري على الاحياء الشرقية لمدينة حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة و»هي منطقة يسكنها مئات الاف المدنيين، نصفهم من الاطفال» حسب تصريحيهما. وذكر البيت الابيض في بيان ان «الجانبين اتفقا خلال الاتصال على تحميل روسيا والنظام السوري مسؤولية خاصة لإنهاء القتال في سورية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إلى المناطق المحاصرة التي يصعب الوصول إليها في سورية». في السياق نفسه، أفاد وزير الخارجية الاميركي، جون كيري، بأن بلاده توشك على تجميد محادثاتها مع روسيا، في شأن تسوية النزاع السوري، قائلاً: «نوشك على تعليق المحادثات، لانه بات من غير المنطقي وسط هذا القصف، ان نجلس ونحاول أخذ الامور بجدية (...) وسط كل ما يحصل حاليا، لا توجد اي اشارة الى مسعى جدي». اضاف: «بلغنا مرحلة يتوجّب علينا في اطارها ان نبحث (...) عن بدائل، ما لم يعلن أطراف النزاع بوضوح استعدادهم للنظر في مقاربة اكثر فعالية». وفي الإطار نفسه، بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع ميركل، في اتصال هاتفي، آخر تطورات الازمة السورية. ونقلت «وكالة أنباء الأناضول» عن مصادر في الرئاسة التركية أن «الجانبين ناقشا ايضا تفاقم الوضع الانساني في حلب ومحيطها الى جانب الجهود الرامية لمكافحة الارهاب». على صعيد متصل، حضّ وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، روسيا على بذل مزيد من الجهد للتوصّل إلى وقف للنار قابل للاستمرار في سورية، يتيح إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين. وخلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، دعا شتاينماير، موسكو وواشنطن إلى استئناف المحادثات في شأن الهدنة، مردفاً: «كلما طال أمد الهجمات الوحشية التي تشنها القوات الجوية السورية وجرى نشر القوات البرية في شرق حلب، ابتعدنا عن أي فرصة لإنهاء العنف». وعقب اجتماع لمجلس الأمن حول سورية، لم يخرج بنيجة، أول من أمس، قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سمانثا باور للصحافيين، إن ما يفعله الأسد وروسيا في حلب»يفطر القلب (...) ما يفعلونه ليس فقط نثر بذور هلاك هذا البلد... وإنما سيؤدي أيضا إلى زيادة تدفق اللاجئين وزيادة التطرف. ما يفعلونه هدية لتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة... وهما الجماعتان اللتان يزعمون أنهم يريدون التصدي لهما». وفيما أوضح سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر أنه شرع في مناقشات مع بعض أعضاء المجلس، في شأن مسوَّدة قرار لمحاولة فرض وقف للنار في حلب، ذكر سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة ماتيو ريكروفت، أنه حان الوقت «للانتقال إلى شكل جديد من الديبلوماسية» بالنسبة لمجلس الأمن. ورفض ريكروفت العرض الروسي بهدنة إنسانية مدتها 48 ساعة في حلب، قائلاً: «الاقتراح الروسي أعد ليبدو جيدا... لكن يسمح لهم أيضا بمواصلة حملة القصف الفتاكة». ميدانياً، دمّر قصف قوات النظام أمس، محطة مياه سليمان الحلبي، الوحيدة، في حلب، خلال اشتباكات مع المعارضة، أسفرت عن مقتل 8 من قوات النظام، وسط استمرار الغارات السورية - الروسية على شرق حلب، لليوم الـ 12 على التوالي. وفي ريف حلب الشمالي، واصل «الجيش السوري الحر» ضمن غرفة عمليات «درع الفرات» تقدمه وسيطر على قرى غرور وعويلين والخليلية والزيادية وتلعار شرقي وغربي، في الجهة الجنوبية الغربية لبلدة الراعي، بعد معارك مع «داعش»، فيما قصف الجيش التركي المتمركز في المناطق الحدودية مع سورية 50 هدفاً للتنظيم. وأعلن «الجيش السوري الحر» قرى صوران ودابق واحتيملات واخترين و وتركمان بارح، مناطق عسكرية. وفي إدلب، قتل 11 شخصا وأصيب العشرات جراء قصف جوي مكثف بالصواريخ الفراغية، استهدف أحياء سكنية في مدينتي إدلب وجرجناز. وفي ريف دمشق، شنت طائرات تابعة للنظام غارات على الأحياء السكنية في مدينة عربين في الغوطة الشرقية، وعلى بلدات الريحان وتل الصوان وبيت نايم، فيما ألقت مروحيات براميل متفجرة على مخيم خان الشيخ.

مشاركة :