رَفْضُ الكونجرس الأمريكي لاعتراض الرئيس (أوباما) على قانون جَاستا (JASTA)، والموافقة عليه، وهو الذي يسمح للمواطنين الأمريكيين بمقاضاة دولٍ على خلفية أحداث 11 سبتمبر 2001م؛ شَكَّل صَدمةً للرأي العام العالمي؛ لما أنَّه يحمل معاقبةَ دولٍ وحكوماتٍ وشعوبٍ جرَّاء أفعال شَاذَّة لأفرادٍ منها (إنْ ثَبَتَتْ). * أيضًا كانت المفاجأة الزَّجَّ باسم (السعوديَّة) في إرهاصات ذلك النظام، أو القانون، مع أنَّها من أكثر الدول تعرُّضًا للهجمات الإرهابيَّة، أو محاولاتها التي وصلت لأكثر من (100 عمليَّة) منذ العام 1992م، ولأنَّها من الجادِّين في محاربته فكريًّا وعسكريًّا، وشاركت في الاتفاقيَّات الدوليَّة للحَدِّ منه؛ بل وأنشأت مركزًا دوليًّا لهذا الغرض؛ وبالتالي فكلُّ محاولات الرَّبط بينها وبين الإرهاب، وجرائمه (ظالمة)، وتخالف العقل والواقع، ونبض كُلِّ ضميرٍ منصف. * الخبراء يُؤكِّدون أنَّ قوى الضغط الأمريكي التي كانت وراء تمرير ذلك القانون، وربطه مبكرًا بالمملكة (رغم تبرئة محاكم أمريكيَّة لها من أحداث 11 سبتمبر)، إنَّما يهدف إلى ابتزازها سياسيًّا، والإملاء عليها بمواقف تُخالف قناعاتها الثابتة تجاه الأحداث التي تمرُّ بها المنطقة. * وكذا ابتزازها ماليًّا، ولاسيما وقد أشار بعض المختصين والمطَّلعين إلى أنَّ شركات التأمين التي خسرت أموالاً طائلة جرَّاء التعويضات التي دفعتها عقب عمليَّات الحادي عشر من سبتمبر، ضمن مَن سعى ووقف وراء (قانون جاستا). * وهنا أمام (صدور ذلك القانون)، وفي ظل تقلُّبات السياسة الأمريكيَّة، وما تتعرَّض له (السعوديَّة) من ضغوطات كبيرة، سياسيًّا واقتصاديًّا؛ لمواقفها الثابتة والحازمة في العديد من القضايا الراهنة على الساحة الإقليميَّة، فأنا مع الكاتبة الأستاذة «زينب غاصب» في أهميَّة إطلاق ودعم (جَاستا سعوديّ) في الأوساط الأمريكيَّة، والعالميَّة عبر بوابات الإعلام، والقانون، والثقافة، والعلاقات الدبلوماسيَّة لكشف الحقائق، ومواجهة (جاستا الأمريكي)، والتذكير باستباحة الحكومات والقوات الأمريكيَّة ماضيًا وحاضرًا دماء العديد من الشعوب حول العالم؛ بحُجَجٍ واهيةٍ. * أخيرًا (السعودية) قادرة -بإذن الله- على مواجهة (قانون جاستا) إنْ صدرَ رسميًّا، وقد تكون أمريكا هي مَن يكتوي بنيرانه؛ ولكن مَن تابع بعض وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي عقب اعتماد الكونجرس له، سيعجب من سياسيين ومثقفين وإعلاميين (عَرب)، هلَّلوا له، وطبَّلوا، وكانت تعليقاتهم تحمل لغة التشفِّي بالمملكة؛ رغم أَكْلهم من خيراتها؛ وهذا يستدعي إعادة النظر في تعاملاتنا مع مَن غدروا بنا، وكُنَّا نظنُّهم معنا. aaljamili@yahoo.com
مشاركة :