بر الوالدين.. طريق النجاة

  • 10/1/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قال فضيلة د. محمود عبدالعزيز إن الإسلام حرص على الإحسان إلى الوالدين وقرن طاعة الله بطاعة الوالدين، بل وجعل إحسان المرء لوالديه من أعلى درجات الإحسان التي بها الأجر والسداد والتوفيق في الدنيا والآخرة، حتى وإن لم يكونا من المسلمين. وأشار في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع المانع بالوعب إن الإسلام أولى بر الوالدين اهتماماً كبيراً فجعل أعظم البر وأفضل الأعمال بعد الصلاة المكتوبة هو بر الوالدين، لافتا إلى أن في هذا إشارة ولفتة على عظمتهما ودورهما الكبير في حياة الفرد، فهما من أنجباه وتكفلاه بالحب والرعاية والتوجيه والإرشاد، وهما من علماه فكانا له خير قدوة ودليل، وهما من رافقاه في مسيرته الصغيرة حتى ولج إلى حياة الكبار رجلاً راشداً له دوره ومكانته وأهميته. وذكر أنه للأب أن يأخذ من مال ولده إذا احتاج بشرط أن لا يجحف به، ولا يأخذ شيئاً تعلقت به حاجته. ولا يأخذ من مال ولده فيعطيه الولد الآخر، وإذا تعارض حق الأب وحق الأم فحق الأم مقدم لحديث: (أمك ثم أمك ثم أمك ثم أباك) رواه الشيخان. وبين أن المرأة إذا تزوجت فحق زوجها مقدم على حق والديها. وليس للابن مطالبة أبيه بدين ولا قيمة متلف ولا عوض عن جناية، وعلى الوالدين أن لا ينسيا دورهما في إعانة الولد على برهما، وذلك بالرفق به، والإحسان إليه، والتسوية بين الأولاد في المعاملة والعطاء. عقوق الوالدين وشدد على أن العقوق عكس البر، وعاقبة العقوق وخيمة لحديث جبير بن مطعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يدخل الجنة قاطع). قال سفيان في روايته: (يعني قاطع رحم) متفق عليه. وأوضح أن العقوق من كبائر الذنوب بل كما وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم من أكبر الكبائر وفي الحديث: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين). متفق عليه. وأشار إلى قول الإمام النووي رحمه الله: (اتفق أهل العلم على أن بر الوالدين فرض، وعلى أن عقوقهما من الكبائر، وذلك بالإجماع). فضائل بر الوالدين وذكر د. محمود أن بر الوالدين كله فضائل وبركات ومن أعانه الله تعالى على بر الوالدين؛ فقد ساق إليه خيرًا عظيمًا ووفقه وهداه إلى طريق النجاة، ودلت نصوص شرعية على فضل بر الوالدين وكونه مفتاح الخير. وتحدث الخطيب عن هذه المفاتيح فأشار إلى أنه سبب لدخول الجنة: فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه)، قيل: من يا رسول الله؟ قال: (من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة) رواه مسلم والترمذي. وقال إن بر الوالدين أقرب طريق إلى الجنة: فعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال: قلت: يا نبي الله، أي الأعمال أقرب إلى الجنة؟! قال: الصلاة على مواقيتها قلت: وماذا يا نبي الله؟ قال: بر الوالدين قلت: وماذا يا نبي الله؟ قال: الجهاد في سبيل الله رواه البخاري ومسلم. ولفت إلى أن رضا الوالدين سبب في رضا الله تعالى: وإذا رضي الله تعالى عن عبد من عباده أسعده في الدنيا والآخرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رضا الله في رضا الوالد، وسخط الله في سخط الوالد رواه الترمذي، وابن حبان، والحاكم صحيح الترغيب للألباني. زيادة العمر وأكد أن بر الوالدين زيادة في العمر والرزق مشيرا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سره أن يمد له في عمره، ويزاد في رزقه؛ فليبر والديه، وليصل رحمه رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الترغيب.

مشاركة :