مؤشرات إيجابية قبل مواجهة النمور الكورية

  • 10/1/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة - صفاء العبد: لأسباب تتعلّق بقناعات المدرب الجديد القديم الأوروجوياني فوساتي لم نتمكن من متابعة مباراة العنابي التجريبية الأخيرة التي خاضها أمام منتخب صربيا أمس الأول وانتهت بفوز عنابي صريح وبثلاثية نظيفة، وذلك في إطار تحضيراته المهمة لمباراته المرتقبة والكبيرة التي سيقابل فيها مضيفه منتخب كوريا الجنوبية في مدينة سوون يوم الخميس المقبل في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الأولى لتصفيات الحسم الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم "روسيا 2018". نحترم رأي المدرب ومع أننا كنا نتمنى أن تتاح للإعلام المحلي تحديداً فرصة متابعة منتخبه وهو يستعدّ لمباراة في غاية الأهمية وتحت قيادة مدرب جديد كان قد حل بديلاً للأوروجوياني السابق كارينيو، إلا أن الأمر في النهاية يعود إلى تقديرات المسؤول الأول في الجهاز الفني إذ له كل الحق في أن يغلق الأبواب ويخوض تدريباته وتجاربه بعيداً عن أنظار منافسيه في المنتخبات الأخرى التي تشاركه المنافسة في مجموعته حتى وإن جاء ذلك مغايراً لانطباعاتنا التي تذهب إلى أن الإعلام المحلي يمثل حلقة مهمة من مجموعة حلقات تشكل منظومتنا الكروية بوجهها الشامل، مع الإشارة هنا إلى أن فوساتي، على وجه التحديد، يقرّ بذلك تماماً وفقاً لتجربتنا السابقة معه يوم كان يقود العنابي في مرحلة سابقة. ورغم ذلك نقول إن الأهم في كل ذلك يبقى مرتبطاً بحجم الفوائد التي يمكن أن يخرج بها العنابي من مثل هذه التجربة التي تنطوي بالتأكيد على الكثير من تلك الفوائد، خصوصاً إذا ما كانت أمام منتخب صربيا بتشكيلته الأساسية التي تجعل منه منتخباً جيداً على المستوى الأوروبي وحتى العالمي كونه يشغل المركز الخمسين حالياً في أحدث تصنيف دولي للفيفا. ماذا عن صربيا..؟ وعندما نتحدث هنا عن التشكيلة الأساسية فذلك لأننا نتمنى أن تكون تجربتنا هذه قد جاءت فعلاً أمام منتخب له ثقله المهم ويمتلك أسماء مهمة وله طموحاته الكبيرة في الوصول إلى المونديال للمرة الثانية في تاريخه منذ ظهور صربيا كدولة مستقلة بعد تفتت يوغسلافيا السابقة، مع الإشارة هنا إلى أن المنتخب الصربي هذا يستعد بدوره أيضاً لمباراتين مهمتين سيخوضهما أمام مولدوفا والنمسا يومي السادس والتاسع من هذا الشهر في إطار منافسات المجموعة الأوروبية الرابعة التي يشغل فيها المركز الثالث حالياً خلف ويلز والنمسا وأمام منتخبات أيرلندا وجورجيا ومولدوفا، علماً أنه كان قد أنهى مباراته الأولى في المجموعة بالتعادل مع أيرلندا (2 - 2) في الخامس من سبتمبر المنتهي. غير أننا في الحقيقة لا نستطيع أن نجزم بطبيعة التشكيلة التي لعب بها المنتخب الصربي مباراته هذه أمام العنابي أمس الأول، رغم أننا نعتقد أنه كان قد خاضها بأغلب لاعبيه الأساسيين على الأقل بحكم استعداداته لمباراتين قريبتين جداً حتى وإن غاب عنه بعض الأساسيين من المحترفين المرتبطين بأنديتهم التي يلعبون فيها ضمن دوريات إنجلترا وإيطاليا وألمانيا. ولكن، وفي كل الأحوال يمكننا القول إن مباراة من هذا النوع تبقى مفيدة جداً حتى مع غياب بعض لاعبي صربيا الأساسيين لأننا هنا إنما نتحدث عن منتخب أوروبي يمتلك العديد من المقومات الكبيرة التي يتفوق بها كثيراً على أغلب منتخبات آسيا.. مؤشرات إيجابية وبعيداً عن التفاصيل الفنية التي لم نطلع عليها للسبب أعلاه نقول إن المؤشرات تبدو إيجابية في أول تجربة للعنابي تحت قيادة فوساتي الذي زج بـ (17) لاعباً في هذه التجربة .. فرغم أهمية الفوز من الناحية المعنوية إلا أن الأهم من وجهة نظرنا هو استعادة لاعبينا لثقتهم بأنفسهم بعد أن كانوا قد خسروا أول مباراتين أمام إيران في إيران (صفر - 2)، وأمام أوزبكستان في الدوحة (صفر - 1).. وفي الحقيقة فإن الجانب المعنوي هنا سيكون في غاية الأهمية لأن أخشى ما كنا نخشاه، بعد الخسارتين اللتين وضعت العنابي في مثل هذا الموقف الحرج بهذه التصفيات، هو أن تمتد تأثيرات تلك الخسارتين على ما يليهما من مباريات، خصوصاً المباراة المرتقبة وبالغة الأهمية هذه أمام كوريا الجنوبية يوم الخميس المقبل.. وعندما نشدد هنا على أهمية هذه المباراة، فذلك لأن كلاً من العنابي والكوري سيخوضانها تحت شعار البحث عن الفوز فقط، حيث يتطلع الكوريون إلى تسريع وتيرتهم التنافسية بعد التلكؤ الذي عانوا منه في الجولتين الأولى والثانية عندما فازوا بشق الأنفس في ملعبهم وسط جمهورهم (3 - 2) على الصين ثم تعادلوا سلباً خارج ملعبهم مع المنتخب السوري ليصبح ترتيبهم الثالث في المجموعة خلف أوزبكستان (6 نقاط) وإيران (4 نقاط) وبفارق الأهداف عنهم.. أما العنابي فإنه في وضع أصعب بالتأكيد بعد أن خسر مباراتيه السابقتين ليشغل المركز السادس والأخير في المجموعة بلا نقاط حتى الآن الأمر الذي يجعله مطالباً بتصحيح انطلاقته وتسجيل فوز سيكون في غاية الأهمية وربما يكون هو المفتاح الحقيقي في رحلته مع هذه المرحلة الحاسمة من التصفيات.. فوساتي وسبستيان وكلمة السر وإلى جانب مثل هذه الأهمية المعنوية الكبيرة التي يعنيها الفوز في تجربة صربيا فإن هناك ما هو مهم أيضاً، حيث إن العنابي، الذي سبق أن عانى من العقم التهديفي الذي جعله يخرج من كلتا المباراتين السابقتين دون أن يسجل فيهما أي هدف، استطاع أن يضع حداً لهذا العقم من خلال ثلاثية نظيفة أنهى بها هذه التجربة، إضافة إلى أن الأهداف الثلاثة هذه كانت بتوقيع رأس الحربة سبستيان وهو ما يعني أن اللاعب هذا تحديداً كان قد استعاد خطورته الهجومية والتهديفية وهو ما كنا نتوقعه منه تحت إشراف مدربه فوساتي الذي سبق أن جعله يستعيد مثل هذه الخطورة بسيناريو مماثل منذ تولى قيادة فريق الريان، حيث عرف جيداً كيف يفجر طاقات ومهارة هذا اللاعب إلى أقصاها، وذلك ما صرنا اليوم بأمسّ الحاجة إليه مع العنابي أيضاً في مرحلته المقبلة التي قد لاتحتمل المزيد من التعثرات إذا ما أردنا تصحيح المسار والتواصل مع الأمل في التنافس على فرصة الصعود إلى كأس العالم سواء من خلال إحدى البطاقتين المباشرتين عن هذه المجموعة أو من خلال الملحق الذي يوفره المركز الثالث فيها على الأقل. قد لا نستطيع الخوض كثيراً في تفاصيل ما حدث في تجربة صربيا هذه، لكننا واثقون تماماً من أن فوساتي قد خرج منها بالفوائد المرجوة التي يمكن أن تسعفه في سعيه لمعالجة ما يمكن معالجته تجاوزاً لما حدث من أخطاء في المباراتين السابقتين أمام إيران وأوزبكستان، وبالتالي محاولة الظهور بثوب مختلف بدءاً من مباراة الخميس المقبل التي نرجو أن تأتي في مستوى الطموح وبالشكل الذي يعيد الأمور إلى نصابها ويضع العنابي في قلب المنافسة من جديد بحثاً عن حلم التأهل لأول مرة إلى المونديال العالمي بإذن الله.

مشاركة :