قدم النادي الأدبي الثقافي بجدة ضمن فعاليات اليوم الوطني أمس الأول في مقر النادي محاضرة بعنوان لمحات من ثقافة مكة المكرمة خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين، قدمها الدكتور إسماعيل خليل كتبخانة، وبداية استعرض الدكتور أنمار مطاوع سيرة كتبخانة وأهم إنجازاته. واستهل كتبخانة المحاضرة بقوله إن هذا الوطن المعطاء ليس مجرد ثلاثة أحرف وكلمة واحدة بل هو المكان الذي نعيش فيه بأمان وكرامة، وتقديمي لهذه المحاضرة الجميلة وبهذا الجمع المبارك ضمن فعاليات اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية شرف لي. وأضاف كتبخانة أن الله سبحانه وتعالى أراد أن تكون انطلاقة المسيرة العلمية والثقافية من مكة المكرمة الأرض الطاهرة مع نزول آيات قرآنية فيها لتكسب هذه البقعة المباركة تفردا دينيا وإسلاميا وتربويا وثقافيا وحضاريا، ونلاحظ أنه في كل عام يهبط إلى مكة المكرمة الحجاج والمعتمرون والزوار، فيهبون إليها بشجرات من ثقافتهم، وتهديهم مكة في المقابل بدورها علما واسعا ومعارف نافعة. ومبينا أن مكة المكرمة صلة الوصل ونقطة الالتقاء بين علماء المسلمين، ولقد اقتضت حكمة الله عز وجل بأن يفاضل بين الأمم والأجناس وبين الأزمنة والأمكنة، ومن الأمثلة التي فازت بالحظ الأوفر مكة المكرمة التي أقسم الله بها في القرآن الكريم ووردت عنها فضائل عدة. وذكر كتبخانة أن نمط الأسر في السابق بمكة المكرمة اختلف عن الحاضر، إذ كان الأب والأم والأبناء المتزوجون وغيرهم تحت سقف واحد، وطاعة كبير السن تمثل عنصرا بارزا في الحياة الأسرية، والسلطة كانت بيد كبير العائلة ويطاع من قبل الجميع. وتعد الأسرة في المجتمع المكي وحدة اقتصادية منتجة فكان الرجل يعمل وربة المنزل والأبناء يشاركون بالأعمال مع والدهم. وأضاف كتبخانة أن تزويج الفتيات في سن مبكرة عادة قديمة لدى الأسر المكية والتي لا يزال هناك من يمارسها حتى وقتنا الحاضر، وذلك لصيانة الشباب والشابات من الانحراف وغالبا يتم عقد النكاح في المسجد الحرام. وكما ذكر أن عمدة الحارة في السابق هو الرجل الأول والمسؤول عن كل ما يحدث في الحارة وله منزلة كبيرة ويسمى «أبو الحارة» ويشترط أن يكون من مواليد الحارة، وللعمدة الحق في أن يسجن ويضرب ويعاقب.
مشاركة :