شاك الله بكش - (أ ف ب): أخلَت الهند أمس الجمعة قرى حدودية مع باكستان التي تفكر في كيفية الرد على العمليات العسكرية التي قامت بها نيودلهي في كشمير، وسط توتر متصاعد بين القوتين النوويتين. ودعت الأمم المتحدة إلى الهدوء بعد عملية للقوات الخاصة قالت الهند انها «ضربات محددة الأهداف»، وأكدت باكستان انها مجرد «تبادل لإطلاق النار» على جانبي الحدود القائمة بحكم الأمر الواقع بين شطري كشمير. ودعا رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف حكومته إلى اجتماع أمس الجمعة. وقد أدرج على جدول أعمال الاجتماع التوتر في المنطقة التي يتنازع البلدان السيادة عليها منذ حوالي سبعين عاما وتشهد منذ يوليو تصاعدا في العنف. والغليان نفسه يسود كواليس نيودلهي، إذ يترأس رئيس الحكومة الهندي ناريندرا مودي اجتماعا للجنته الأمنية لمناقشة الوضع. وأعلنت الهند أمس الأول الخميس انها شنت عمليات قصف ليلا على مخابئ «لإرهابيين» بالقرب من خط مراقبة شطري كشمير الهندي والباكستاني، معترفة ضمنا بأن هذه المواقع كانت في الجانب الخاضع لسيطرة باكستان. وأكدت نيودلهي أن المخابئ التي دمرت كانت المواقع الأخيرة لخلايا صغيرة لمتمردين كانوا يستعدون للتسلل إلى الشطر الخاضع للهند من هذه المنطقة ذات الغالبية المسلمة. وجاءت هذه العملية العسكرية بعد حوالي عشرة أيام من هجوم على قاعدة هندية في كشمير أسفر عن مقتل 19 جنديا هنديا، وكان الأخطر منذ أكثر من عقد، بعد وفاة جندي متأثرا بجروحه. وخوفا من أعمال انتقامية بعد عمليات القصف الهندية، أمرت السلطات آلافا من سكان القرى في البنجاب الهندي (شمال غرب) بمغادرة منازلهم. وتشرف السلطات على عمليات إخلاء القرى الواقعة في شريط عرضه عشرة كيلومترات مواز للحدود مع باكستان. ويمكن ان تشمل هذه العملية ست مناطق في البنجاب على طول حاجز الأسلاك الشائكة. وكانت عائلات بأكملها تنتقل بجرارات أو شاحنات أو على دراجات نارية إلى مخيمات مؤقتة أقامتها السلطات. وقال جاسوانت كور المزارع البالغ من العمر 55 عاما إن عملية الإخلاء هذه هي الرابعة في السنوات الأخيرة. وأضاف أن «الرحيل من المنزل والحقل وترك الماشية ليس أمرا جيدا.. العيش هنا يعني البقاء في حالة تأهب». وتجري عمليات إخلاء على نطاق أضيق في شمالي الهند بالقرب من مدينة جامو. وعلى جانبي الحدود عكست وسائل الإعلام صعود نزعة قومية حادة صباح أمس الجمعة؛ فقد اشادت صحيفة «ذي ايكونوميك تايمز» الهندية بالحكومة الهندوسية القومية لأنها أعلنت هذه الضربات للمرة الأولى، وواجهت باكستان بشكل مباشر. وعبرت الصحيفة عن ارتياحها لأن هذا الإعلان «يعني انتهاء الإدارة التقليدية لعلاقاتنا مع جار عدو يرسم خطا أحمر جديدا». وفي الجانب الباكستاني، وصفت الصحف الباكستانية «الضربات الجراحية» للهند بـ«المهزلة». ونقلت صحيفة «ذي اكسبريس» التي تصدر بلغة الأوردو على صفحتها الأولى عن شهباز شريف حاكم ولاية البنجاب الباكستانية وشقيق رئيس الوزراء ان «كل الأمة متحدة مع جيشنا الباسل لقبر أهداف أعدائنا المبيتة». لكن موقفا أكثر اعتدالا صدر عن صحيفة «دون» التي حذرت من «حرب الكلمات» التي تعد بالدرجة نفسها من الخطورة التي تتسم بها «حرب السيوف».
مشاركة :