رئيس هيئة المساحة الجيولوجية لـ"الاقتصادية" : المعادن «ثروة» المستقبل

  • 3/2/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أكد زهير نواب رئيس هيئة المساحة الجيولوجية أن السعودية مقبلة على ثروة اقتصادية ثالثة ورافد من أقوى الروافد للاقتصاد وهو المعادن، متوقعا أن تتصدر المملكة خلال السنوات المقبلة القريبة قائمة الدول الموفرة لاحتياطيات بعض المعادن الخام، خاصة مع الاكتشافات الحديثة، الأمر الذي سيؤهلها للمناصب الأولى في إنتاج المخصبات الزراعية. وكشف عن توجه الهيئة إلى إقامة أول متحف للجيولوجيا والأحافير وفق مواصفات عالمية، مؤملا أن يكون ضمن قائمة أفضل المتاحف العالمية، وسيضم جميع الاكتشافات التي تمت في المملكة على مر السنين، وتخصيص ميزانية لشراء القطع النادرة من الخارج. وأرجع نواب الانزلاقات التي تحدث في المناطق الجبلية إلى غياب شبكات الصرف الصحي فيها وعدم استخدام التفجير الآمن عند شق الطرق، مطالبا بضرورة تفعيل الإجراءات الاحترازية في المباني عبر تطبيق كود البناء، مؤكدا أن وجود إخوان وسط منسوبي الهيئة لا يشكّل سوى أقل من 1 في المائة. وإلى مزيد من التفاصيل خلال الحوار التالي: ما التوصيات التي خرج بها فريق العمل المكلف بمتابعة الهزات الأرضية التي تقدربنحو 46 هزة في جازان؟ الهيئة أرسلت ثمانية فرق ميدانية لمنطقة الأحداث الزلزالية التي سجلت 53 هزة ارتدادية، لكن لم يتم الشعور إلا بهزتين لصغر قوة باقي الهزات، وقام الفريق بالاستطلاع على منطقة النشاط الزلزالي بشكل عام، عبر استخدام الطائرات المروحية التابعة للهيئة، وراقب فريق النشاط الحراري وفريق آخر تركيزات غاز الراديون. وتمت دراسة تأثير الموقع في الموجات الزلزالية من حيث تضخيم الموجات أو اضمحلالها، وعمل مسح ميداني لخريطة توزيعات الشدة الزلزالية في المنطقة. وتم تكليف فريق متخصص في مجال جيولوجيا التراكيب البنائية، وآخر لتركيب عشر محطات رصد زلزالي متنقلة والكشف عن الهزات الأرضية الدقيقة، وثالث لتركيب 12 محطة لقياس عجلة التسارع الأرضية. كما قامت الهيئة بدراسة ميكانيكية حدوث الزلزال الرئيسي الذي وقع في 2014/1/23م, بقوة 5.1 درجة على مقياس ريختر، لتحديد نوعية وطبيعة الصدع المسبب لهذه الهزة، واتضح من خلال دراسة ميكانيكة الزلازل بطريقة عزم المتجه الانعكاسي أن الصدع المسبب للهزة يأخذ اتجاه شمال شرق - جنوب غرب بزاوية n70e ، وهو ذو إزاحة أفقية جانبية. وبناء على ذلك تمت التوصيات بضرورة إنشاء شبكة محلية للرصد الزلزالي حول منطقة النشاط الزلزالي الحالي الذي يبعد "13 كيلومترا" شرق مدينة بيش مكونة من 15 محطة رصد زلزالي. وكذلك إنشاء شبكة جيوديسية لمراقبة أي تشوهات أرضية في منطقة الأحداث الزلزالية الحالية وهي مفيدة لخرائط المخاطر الزلزالية في المنطقة، وإنشاء شبكة آبار بيزومترية لمراقبة مستوى المياه المحتجزة خلف السد لمعرفة مدى تأثير ذلك في حدوث زلازل مستحثة، ودراسة معاملات تكبير واضمحلال الموجات السيزمية وتحديد الترددات السائدة في المنطقة باستخدام تقنية الشوشرة السيزمية والمسح السيزمي الضحل للموجات السطحية. ودراسة الزلازل القديمة من خلال حفر خنادق وتحديد معدلات الإزاحة على الصدوع الموجودة لمعرفة تكرار حدوث الزلزال ومقدارها في المنطقة لتقييم المخاطر في منطقة جيزان، ومراقبة النشاط الحراري وقلوية وملوحة مياه العيون الحارة من خلال إنشاء شبكة للقياسات الحرارية وتثبيت آبار تصل أعماقها إلى 100 متر. ما احتمالية وقوع زلزال آخر في المنطقة؟ العالم يتوقع حدوث الزلزال ولا يمكن تحديد مكانه أو وقته، وساحل البحر الأحمر من اليمن إلى الأردن مسافة مهيأة لحدوث الزلازل، ونتوقع حدوث الزلازل فيها في أي وقت وبأي قوة خفيفة إلى متوسطة؛ لكن متى وأين؟ لا أحد يعلم. إضافة إلى الساحل الشرقي الذي سيتأثر بارتدادات زلزال إيران، لذلك لابد من التعايش معها وتفعيل الإجراءات الاحترازية. تشهد بعض المواقع انزلاقات صخرية كثيرة مثل منطقة جيزان وجبال فيفا والهدا. ما الأسباب؟ وكيف تتم معالجتها؟ بعد كثرة الانزلاقات وتكرارها في المنطقة وخطورتها على السكان، كلفت الهيئة بدراستها، وحددت وزارة المالية ميزانية خاصة لذلك، وأنهت الهيئة 66 في المائة من الدراسة، التي أوضحت أن سبب الانزلاقات يعود إلى طبيعة الجبال وتصريف المياه، فعدم وجود شبكة صرف صحي في المنطقة وصعوبة توفيرها، وذلك لتباعد المنازل ووجودها في أماكن متفرقة مع وعورة المنطقة، ما جعل تصريف المياه لهذه المنازل بشكل عشوائي، فتدخل المياه في الشقوق والصدوع، إلى جانب مياه الأمطار حيث تعد جيزان من أغنى مناطق المملكة بمياه الأمطار، جميعها أثرت في الجبال وأحدثت صدوعا وتشققات نتيجة الحرارة والبرودة وتمدد وانكماش المياه، مما دفعها إلى الانزلاقات. وقدمنا توصيات ورفعناها لإمارة جيزان، بضرورة نقل المنازل إلى أماكن أكثر أمنا متجمعة وغير متفرقة كضاحية، تستطيع الدولة توفير خدمات لها بشكل يخدم جميع المنطقة وقابلتها للتوسع مع توفير كافة الخدمات التي حرمت منها. وفيما يخص الانهيارات في منطقة الهدا في الطائف فإن الجبال وتركيبتها الصخرية من ملايين السنين تعرضت لتصدعات، وشقت فيها طرق تسببت في خلخلة بعض الصدوع نتيجة التفجيرات، في ظل اختفاء التفجير الآمن، هو ما أحدث خللا، إضافة إلى نزول الأمطار فحدثت انهيارات؛ وهذه تتم معالجتها بالتثبيت والصيانة الدورية. ما حجم التعاون بين الهيئة والأمانات في إصدار تراخيص فسح المخططات؟ وماذا عن كود البناء؟ لا يوجد أي تعاون بين الهيئة والأمانات لإصدار تصاريح البناء، حيث انحصر دور الهيئة في مراجعة دراسات المناطق المخصصة للإسكان فيما يخص السيول، والآن هناك إقبال كبير لاعتماد المناطق وحمايتها من السيول، وكيفية تنفيذ إجراءات السلامة، فالثقافة أصبحت موجودة، لكن لا توجد أجراءات احترازية للزلازل. وفيما يخص كود البناء فالهيئة شاركت ضمن اللجان الخاصة بمعايير الكود، لكن وزارة الشؤون القروية والبلدية هي المسؤولة عن التنفيذ، والهيئة حرصت على المطالبة بتطبيق كود البناء، وتكلفته تزيد على تكلفة البناء بما لا يتجاوز 10 في المائة؛ لكنه مهم لحماية الأرواح والاستثمارات، خاصة أن منطقة مثل جيزان مهيأة لحدوث الزلازل في أي وقت؛ لذا فإن تطبيق الكود أمر مهم. ما آخر اكتشافات الأحافير في السعودية؟ تتوجه الهيئة لإقامة أول متحف متخصص في العلوم الجيولوجية والأحافير، وهو عبارة عن متحف تثقيفي للمواطنين يتم فيه عرض المقتنيات التي اكتشفتها الهيئة، مع شريط ناطق إضافة إلى استقطاب قطع من الخارج. وحددت وزارة المالية ميزانية للمتحف ودراسته، وستكون مساحته المبدئية 2000 متر مربع في موقع الهيئة، لكن له مدخل منفصل على الهيئة ليعمل في أوقات مختلفة، كما ستحدد ميزانية سنوية للمتحف تقدر بثلاثة ملايين ريال لشراء القطع واستقطاب أخرى نادرة حتى نضمن التجديد للمتحف ومواكبة الاكتشافات الحديثة، بهدف جعله متحفا نموذجيا على مستوى العالم. وعن آخر اكتشافات الهيئة فقد كان ذلك قبل ست سنوات لسعدون الحجاز، فعمل الأحافير يحتاج إلى فترات طويلة وأشخاص متخصصة. لا يزال دور المعادن محدودا في السعودية رغم الاكتشافات المتتالية لبعض المعادن الحيوية. فلماذا؟ السعودية مقبلة على ثروة معدنية من المتوقع أن تكون العمود الاقتصادي الثالث لها بعد البترول والبتروكيماويات، وتنوع تلك المعادن كبير جدا، خاصة مع الاكتشافات الحديثة، التي على أثرها قامت الحكومة بإنشاء شركة تعدين "معادن" فالمملكة تحتوي على عدة معادن "كالذهب والفضة والبلاتين والنحاس والزنك والرصاص، إضافة إلى خامات النيوبيوم والتيتانيوم والليثيوم والعناصر النادرة. والمملكة اليوم يوجد فيها أكبر احتياطي على مستوى العالم من معدن الفوسفات، وبدأت شركة "معادن" في إنتاجه وتصديره كمخصب زراعي، حيث ستكون المملكة خلال السنوات القليلة من كبار منتحي ومصدري المخصبات الزراعية، وسيكون دورها محوريا في هذه الثروة. وكذلك معدن البوكسايت وهو خام الألمونيوم، وأيضا شركة التعدين بدأت الخطوات لإنتاجه ومعها معادن أخرى، فلدينا مجموعة من معادن النحاس والزنك والرصاص والذهب، وتم اكتشاف ثمانية مواقع منها ستة للذهب وموقعين نحاس، وتم تطوير أحد مواقع النحاس وهو موقع وادي الغثيرة للنحاس والذهب في الرياض، حيث قامت الهيئة بإجراء أعمال تنقيب تفصيلية حيث تم الانتهاء من جميع الأعمال من مسح طبوغرافي، وجمع العينات السطحية والخرائط التفصيلية. وقامت الهيئة بإعادة تقييم ستة مواقع مختلفة لخامات النيوبيوم والتيتانيوم والعناصر الأرضية النادرة في منطقة الدرع العربي، لمعرفة تقديرات الخام فيها، وذلك من خلال الفرص الاستثمارية التي يحددها نظام الاستثمار التعديني، وقد تم تنفيذ أكثر من عشرة آلاف متر طولي لأكثر من 50 لبية. كما أن الهيئة لديها مشروع طموح في الكشف عن مكامن الرواسب المعدنية المكتنزة داخل طيات الأرض ألا وهو "مشروع نشأة الرواسب المعدنية للمملكة" وهو مشروع وطني مستمر يرتكز على الربط بين أنواع الرواسب المعدنية وتوزيع الوحدات الصخرية المختلفة مع التأكيد على التراكيب البنائية المتحكمة في التوزيع بناء على معطيات قاعدة البيانات التي تمتلكها الهيئة لأعمال المسح الجيولوجي والتنقيب المعدني. ومن المأمول أن يختصر المشروع الكثير من الوقت والمال في أعمال التنقيب المعدني بعد أن يحدد من خلال معطيات كثيرة المناطق ذات الأولولية في التنقيب المعدني. السعودية مقبلة على ثروة معدنية من المتوقع أن تكون العمود الاقتصادي الثالث، وفي الصورة منجم مهد الذهب. "الاقتصادية" ما دور الهيئة في استثمار المعادن في السعودية؟ تقوم الهيئة بعمل الدراسات والأبحاث والاكتشاف ولا تتدخل في الاستثمارات، فليس لدينا الصلاحيات في مراحل التعدين والإنتاج والتصنيع، واتفقنا مع شركة معادن على التعاون في أعمال المسح والتنقيب عن الثروات المعدنية ومساعدتها فقط. منطقة العيص من أكثر المناطق المعرضة للزلازل والبراكين بحسب الخبراء. فلماذا لا يتم وقف البناء فيها ونقل السكان إلى أماكن أكثر أمنا؟ من المعروف أن هناك عدة مصادر مؤثرة في المملكة وهي التركيز على حواف الصحيفة العربية في كل من شمال غرب المملكة بما في ذلك خليج العقبة والجنوب الغربي بما في ذلك منطقة جيزان، إضافة إلى النشاط الزلزالي الذي يحدث في الدرع العربي سواء كان هذا النشاط الزلزالي بسبب صدوع العصر السينيوزي الحديث أو إعادة تنشيط الصدوع التي تنتمي إلى عصر ما قبل الكمبري القديم، إضافة إلى النشاط الزلزالي الذي يحدث في المناطق البركانية، ومنها حرة الشاقة المستقرة حاليا ولا تدعو إلى الخوف والقلق. ولا أرى داعيا لتهجير الناس من أماكنهم لأنه عناء عليهم وتكلفة غير مبررة على الدولة لإيجاد مناطق أخرى بعيدة، خاصة مع إمكانية عمل احترازات كافية لمنطقة العيص، التي تعد منطقة بركانية قديمة ثار فيها بركان وخرجت منه الحمم، وأصبحت الهزات الأرضية تتكرر في المنطقة، لذلك لابد من أخذ الإجراءات الاحترازية المقاومة للزلازل والبراكين، ومن غير المنطقي نقل الناس من مناطقهم. إضافة إلى ضرورة رفع الوعي لدى المواطنين عن طريق المدارس، واعتماد دراستها للعلوم الجيولوجية، حيث تساعد على توسيع مدارك المجتمع بطبيعة الأرض في المملكة وكيفية أخذ الإجراءات الاحترازية، ونحن نناشد وزير التربية والتعليم بتخصيص منهج مختص بعلوم الأرض وطبيعة الجيولوجيا السعودية، ليتم دراسته في مراحل التعليم، ونحن على أتم الاستعداد لإعداد هذا المنهج. هناك أقاويل لبعض المختصين في تأثير النفط على حدوث هزات أرضية وتهيئتها لوقوع زلازل. فما تعليقكم؟ تحدث هزات أرضية في منطقة حرض، لكن سببها غير معروف هناك مدارس أرجعتها إلى أعمال التنقيب وأخرى استبعدت تأثير تلك الأعمال فيها. وشكلت الحكومة لجنة من عدة جهات حكومية لبحث وفهم أسباب هذه الظاهرة ووضع التوصيات اللازمة من أجل الحفاظ على هذه الثروة التي تساهم بشكل كبير في اقتصاد بلدنا الغالي. وخرجت التوصيات بأخذ الإجراءات الاحترازية للهزات الأرضية في تلك المنطقة في المباني والتعايش معها، لأنه من غير المنطق وقف التنقيب بسبب الهزات، خاصة أن هناك أراضي زلزالية في العالم تعايش أهلها مع طبيعتها بالإجراءات الاحترازية لها. حول ما أشير أخيرا عن "العائلة الجيولوجية" عبر اتهام الهيئة بتوظيف الكوادر العاملة فيها بحسب المحسوبية؟ أغلب من أشير إليهم كانوا موظفين منذ 25 عاما في جهات مختلفة، وتم جمعهم في الهيئة بعد أن رغبت الدولة في إنهاء أعمال البعثات الأجنبية، مما صادف جمع بعض الإخوان والأقارب، فعمر الهيئة 13 عاما فقط، وقبل ذلك كانت توجد وكالة الوزارة للثروة والمسح والتنقيب والبعثات الخارجية الأمريكية والبريطانية والفرنسية جهات مختلفة تقوم بعمل الهيئة، فقررت الدولة إنهاء البعثات وجمعها في هيئة مخصصة للمساحة الجيولوجية. وهل يعقل أن تخرج الهيئة الموظفين لمجرد أنهم أشقاء وأقارب، يوجد لدينا 800 موظف، والأشقاء منهم لا يشكلون سوى أقل من 1 في المائة، والهيئة تحتاج إلى تخصصات دقيقة لا يمكن التوسط فيها للتوظيف، وأكثر من 300 موظف يحملون شهادات ماجستير وأعلى في التخصصات الجيولوجية. ولا يوجد مانع أن يقبل الإخوان في العمل في مكان واحد طالما وجدت الخبرات والمؤهلات، خاصة أن التوظيف يمر بمراحل اختبارات واشتراطات للمؤهلات، وجميع الموظفين الإداريين يعملون لخدمة العمالة الفنية في الهيئة فهم أساس وجودهم. تتوجه كثير من القطاعات الحكومية في البلاد إلى توظيف المرأة، فأين الهيئة من ذلك؟ حاليا لا توجد أي فرص وظيفية للسيدات خاصة أن الأعمال لا تتناسب مع المرأة وطبيعتها، فجميعها أعمال فنية في الحقول تستلزم الخروج من المنزل والمكوث فيها من أسبوعين إلى أربعة أسابيع، ولا يمكن للفتيات العمل مع الرجال، والمختبرات تستلزم الاختلاط، لكن في المستقبل فإن وجود المتحف يجعل قسم المكتبة وتقنية المعلومات في حاجة إلى متخصصات.

مشاركة :