جنيف (وام) أكد فضيلة الأمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، أن الإرهاب الذي تتعرض له العديد من بلدان العالم، بكل أسمائه وألقابه ولافتاته، لا يعرف الإسلام ولا يعرفه الإسلام، وأن البحث عن أصول هذا الإرهاب في القرآن وشريعته تضليل للناس، وانحراف عن منهج الاستدلال المنطقي الصحيح. وقال الطيب «أولى بهؤلاء المضلِّلين الذين ينشرون هذا الإفك، أن يبحثوا عن أسباب الإرهاب في السياسات المتسلطة التي تكيل بألف مكيال ومكيال، وفي الأطماع الدولية والإقليمية، وفي مصانع السلاح وأسواق التسليح، وقبل كل شيء نسيان الله تعالى، والتنكر له، والسخرية من أنبيائه وكتبه ورسله». وأكد، في كلمة له خلال لقاء دعا إليه مجلس الكنائس العالمي بمعهد المسكوني بسويسرا، أهمية هذا اللقاء لكونه يضم نخبة مختارة من قادة الأديان السماوية الكبرى وعلمائها، ليلتقوا في قلب أوروبا، وفي جنيف الهادئة الوادعة، ليحملوا مسؤولياتهم أمام ضمائرهم وأمام الله تعالى، في الإسهام في بعث الأمل في قلوب الملايين من الخائفين والمذعورين والمشرَّدين، وإعادة البسمة إلى البؤساء واليتامى والأرامل، مِمَّن شاءت لهم أقدارهم أن يدفعوا ثمن حروب فُرِضَت عليهم فرضاً، وليس لهم فيها ناقة ولا جمل. وشدد على أن العالَم لم يكن في عصر ما من العصور بحاجة إلى مثل هذه اللقاءات لتخفيف عذاباته وويلاته مثل ما هو عليه اليوم. وحذر من خطورة ما تشير إليه الإحصاءات الدولية التي تكشف عن الإنفاق المرعب لإنتاج السلاح والتكسبِ ببيعه، وإشعال الحروب بين الشعوب الجائعة لضخ الأموال في اقتصادات أنظمة عالمية كبرى لا تشعر بوخز الضمير، وهي تقتات على دماء القتلى وأشلائهم، وعلى صراخ الأطفال وعويل النساء. كما حذر من خطورة السياسات الجائرة التي تعبث بمصائر الفقراء والبؤساء، وتعمل على تفكيك مجتمعاتها، وتصادر إرادة شعوبها واختياراتها، وتراهن على حاضرها ومستقبلها، بفلسفات ونظريات مُعلَنة ومكشوفة، من أمثال صراع الحضارات ونهاية التاريخ والفوضى الخلَّاقة.
مشاركة :