وبينهما مفارقة عجيبة.. الأمل طويل يمتد إلى ما لا نهاية.. والعمر قصير جداً.. ولله حكمة، فلولا الأمل لما عمل الناس وعمروا هذه الحياة الدنيا.. حتى الشيخ الطاعن في السن قد يزرع فسائل النخل ليتوالى تسليم الإنجاز للأجيال بعد الأجيال.. (ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل) على رأي الشاعر القديم.. فالأمل كالبصر يمتد بعيداً بعيداً.. كلنا يرى النجوم في الليل ولكن من يطولها؟ والآمال كذلك في كثير من الأحيان.. والأمل إذا قُرن بالعمل فهو جيد، أما إذا ظل مجرداً هائماً فهو مجرد أمانٍي وأوهام كأنها السراب.. من أروع أبيات كعب بن زهير: يسعى الفتى لأمورٍ ليس مدركها والنفس واحدة والهم منتشر لو كنت أعجب من شيءٍ لأعجبني سعي الفتى وهو مخبوء له القدر والمرء ما عاش ممدود له أثر لا تنتهي العين حتى ينتهي الأثر وقد قال الهذلي: والنفس راغبة إذا رغّبتها وإذا تُرد إلى قليلٍ تقنع
مشاركة :