دخلت العملة الصينية أمس، إلى النادي المغلق للعملات المرجعية المعتمدة لدى صندوق النقد الدولي، في تطور اعتبرته بكين «منعطفاً تاريخياً» في طريق تحوّل اليوان إلى عملة دولية، واعدة بـ «تعميق» الإصلاحات المالية. وبذلك، اندمج اليوان رسمياً في سلة حقوق السحب الخاصة، الوحدة الحسابية المعتمدة من صندوق النقد، منضماً إلى العملتين الأميركية والأوروبية، إضافة إلى الجنيه البريطاني والين الياباني. وعلق البنك المركزي الصيني في بيان: «إنها مرحلة تاريخية (لليوان) تؤكد نجاحات الصين على صعيد التطور الاقتصادي، وهي ثمرة الإصلاحات وفتح قطاعها المالي». وتابع أن «الصين تعتبر دمج (عملتها) منعطفاً. وستعمد إلى تعميق إصلاحاتها وتوسيع انفتاح قطاعها المالي وتعزيز مساهماتها» من أجل «تعزيز النظام المالي العالمي». وتبذل الصين منذ سنوات، جهوداً حثيثة لتجعل من اليوان عملة احتياط دولية بما يلائم مستواها كثاني قوة اقتصادية في العالم، وذلك في موازاة فتح سوقها في صورة تدريجية. ويأتي اعتراف المؤسسة المالية التي تتخذ من واشنطن مقراً، بموقع العملة الصينية بإدخالها رسمياً إلى مجموعة العملات العالمية الكبرى، في مثابة انتصار ديبلوماسي لبكين. وخلافاً للعملات الأخرى الداخلة في تركيبة حقوق السحب الخاصة، فإن اليوان غير قابل للتحويل في صورة كاملة، وتبقى صعبة إعادة رؤوس الأموال التي يوظفها أجانب في الصين. واستقر اليوان الصيني حيث تم تداوله بسعر 6.6745 يوان في مقابل الدولار. وفي الأسواق، تعافى اليورو أول من أمس، من أدنى مستوى في تسعة أيام أمام الدولار، بفعل انحسار المخاوف في شأن متانة «دويتشه بنك»، فيما تعرّض الملاذان الآمنان الين الياباني والفرنك السويسري لضغوط نتيجة زيادة الهدوء في ما يتعلق بأكبر مصرف في ألمانيا. وارتفعت أسهم «دويتشه بنك» المدرجة في الولايات المتحدة نحو 15 في المئة، بعدما سجلت مستويات قياسية منخفضة الخميس. وكان السبب الفوري لأزمة دويتشه بنك غرامة من وزارة العدل الأميركية يعارضها المصرف، وقيمتها 14 بليون دولار، على خلفية بيع أوارق مالية مدعومة بالرهن العقاري. ونشرت وكالة «فرانس برس» تقريراً حول اقتراب البنك من الاتفاق على تسوية مخفّضة بقيمة 5.4 بليون دولار، ما ساعد اليورو على التعافي بعدما هبطت العملة الأوروبية الموحدة إلى 1.1153 دولار عند بداية جلسة التداول في الولايات المتحدة. واتجه اليورو إلى الارتفاع 0.8 في المئة في أيلول (سبتمبر)، ليحقق أفضل أداء شهري في ستة أشهر ويرتفع 1.2 في المئة في الربع الثالث، بعدما خسر 2.4 في المئة في الربع الثاني. وارتفع الدولار في أحدث قراءة 0.34 في المئة أمام العملة اليابانية إلى 101.35 ين، بعدما سجل أعلى مستوى خلال الجلسة عند 101.75 ين. وما زالت العملة اليابانية متّجهة للارتفاع بنحو 1.8 في المئة أمام الدولار هذا الربع، لتسجل ثالث زيادة فصلية على التوالي. وساعد هدوء المخاوف في شأن «دويتشه بنك» الدولار على تسجيل أعلى مستوى في تسعة أيام أمام الفرنك السويسري عند 0.9752 فرنك، معوضاً خسائر الخميس. وارتفع الدولار 0.49 في المئة في أحدث قراءة أمام العملة السويسرية إلى 0.9707 فرنك، بعدما سجل أدنى مستوى في أكثر من شهر عند 0.9635 فرنك الخميس. وانخفض مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة تضم ست عملات رئيسة 0.09 في المئة إلى 95.449 نقطة في أحدث قراءة.
مشاركة :