الخيانة المهنيّة - د. ناهد باشطح

  • 10/2/2016
  • 00:00
  • 94
  • 0
  • 0
news-picture

د. ناهد باشطح فاصلة: ((الضمير يساوي ألف شاهد)) - حكمة عالمية - برأيي توجد الخيانة المهنية كما توجد الخيانة الأكاديمية التي يمكن أن تكون سرقة فكرية أو غشًا أو عدم موضوعية. والخيانة المهنية في الصحافة يمكن أن تتفشى لعدم وجود ميثاق شرف للمهنة وعدم معرفة بعض الصحافيين بأخلاقيات المهنة. لطالما تحدَّثت وغيري من الزملاء في وسائل الإعلام عن أهمية وجود ميثاق الشرف المهني للصحافة ومع الأسف بقينًا من دون هذا الميثاق حتى في ظل وجود هيئة الصحافيين السعوديين وجمعية الاتصال والإعلام. قد لا يوجد مواثيق شرف صحفية في كثير من الدول منها ولكن يوجد ما يسمى إعلان المبادئ‏.‏ لكن أن يخلو مجتمع من الميثاق أو المبادئ فهذا خطير وهو ما نشهده من ضعف المهنية من قبل الصحافيين والمساهمة في خلق البلبلة في المجتمع، إِذ ينشرون الأخبار دون تحري مصداقيتها ودون ذكر المصادر. خبر مثال استقالة عدد من الأطباء من مستشفى حكومي لا يمكن أن ينشر - وإن كان في وسائل الإعلام الجديد - من قبل صحفي دون إدراك لخطورة تأثيره على المجتمع إن لم يكن صحيحًا، وإن كان صحيحًا فهناك اعتبارات مهنية لنشره بما يحقق المقاييس المهنية والمصلحة العامة. صحيح أن من حق المجتمع المعرفة كحق من حقوق الإنسان ولكن لا بد من حفظ المصداقية لأن الإضرار بسلامتها لا يضر المجتمع وحده بل الصحافيين ومؤسساتهم. من المؤسف بالفعل أن تحتوى حسابات بعض الصحافيين في «تويتر» على تغريدات بها أخبار ليست صحيحة أو تجعل المواطن يقلق لأن الخبر من دون مصادر. مع احترامي لنظرية الحرية الصحفية التي ظهرت في بريطانيا عام 1688 التي تعطي المواطن الحق في نشر ما يعتقد أنه صحيح فإن المسؤولية برأيي لا تنفصل عن الحرية. وليس صحيحًا أن على الصحافي أن ينشر كل ما يعرفه من أخبار وليس صحيحًا أن ذلك يعد سبقًا صحفيًا. لا بد من توفر المصداقية التي تستند على مقاييس مثل الدقة، إحداث التوازن بين المصلحة الخاصة والعامة، والشمولية ومقاييس عديدة. ولا بد من تحرك وزارة الثقافة والإعلام والتنسيق مع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان وهيئة حقوق الإنسان لدعم هيئة الصحافيين السعوديين لتأسيس ميثاق شرف لمهنة الصحافة. لا أعرف إلى متى ستستمر مهنة الصحافة في مجتمعنا متخبطة من دون تطبيق القوانين والأنظمة المتعارف عليها عالميًا، ولا أعرف إلى متى يظل استمرار سلبيتنا كصحافيين ومؤسسات صحافية بينما المهنة تنهار ومع الأسف على يد من يعملون تحت مظلتها. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.

مشاركة :