أنهى طالب طب الأسنان بجامعة جازان عبدالله حسين يحيى محنشي «21 عاما»، معاناة والده «50 عاما» مع الفشل الكلوى الذي أرهقه لأكثر من ثلاثة عقود، عندما بادر بمنحه إحدى كليتيه. وبأعين يملؤها الفرح يقول محنشي بعد نجاح عملية والده: «الحمد لله تحسنت حالة والدي وأشعر بالغبطة والسرور الوافر وأعجز عن وصف مشاعري، فالتبرع بالأعضاء من أجود وأعظم أنواع العطاء الإنساني النبيل، فكيف بعطائك لأحد الوالدين اللذين يستحقان منا الكثير ومهما قدمت لوالدي فلن أوفيه حقا أبدا». ويسترجع شريط الذكريات الأليمة قائلا: «والدي سرد لي قصة مرضه وجدتي رحمها الله، وكيف عانيا منه، وبين لي أنها كانت تعاني من الفشل الكلوي وأراد أن يتبرع لها ورفض إجراء عملية زراعة لها خارج المملكة وذهب لإجراء الفحوصات والتحاليل الطبية للمطابقة وكانت الصدمة عند ظهور النتيجة، إذ ذكر له الطبيب أنه يعاني من ضعف في وظائف الكلى وهو غير مؤهل للتبرع ويحتاج من يتبرع له بعد خمس أو عشر سنوات، وكان ذلك في عام 1403 فسافر مع جدتي وأحد أعمامي إلى الهند وأجريت عملية الزراعة لها، وبعد ثلاث عقود ساءت حالة والدي وقدر الأطباء عمل وظائف الكلى بنسبة 25% وبدأ الغسيل الدموي ومن ثم (البريوتوني) إلى أن أجريت له العملية الآن». وأضاف محنشي «جئت إلى جدة وطلبت من المستشفى إجراء الفحوصات والتحاليل الطبية للمطابقة ولله الحمد حصل تطابق بنسبة كبيرة تخللتها بعض الشروط من ضمنها إنقاص الوزن ووافقت على ذلك، على الرغم من أن والدي كان رافضا فكرة التبرع ولكن اقنعناه بعد محاولات عدة».
مشاركة :