عاودت أسواق الأسهم العالمية في كل من أميركا وأوروبا وآسيا انتعاشها في آخر أيام التداولات الأسبوعية بعد أسبوع عصيب، شهد العديد من التقلبات بسبب المخاطر الكبيرة التي أحاطت بالأسواق الأوروبية، بعد المخاوف التي أنتجها قطاع البنوك والمستجدات العالمية الأخرى في النفط والانتخابات الرئاسية الأميركية. فقد سجلت أسواق الأسهم الاميركية خصوصاً أسهم قطاعات الطاقة أفضل أداء هذا الأسبوع، حيث سجل قطاع الطاقة أفضل أداء على مؤشر إس آند بي 500 في آخر يوم من التداولات، وذلك بأن أغلق المؤشر تداولاته الأسبوعية بارتفاع بلغ 0.19%، على الرغم من التقلبات الإضافية التي نتجت عن أسعار النفط العالمية والقلق المرتبط بـدويتشه بنك بعد قيام مستثمرين بسحب مبالغ نقدية كبيرة بسبب ما يبدو أنه عدم ثقة في البنك. وعلى الصعيد الاسبوعي، فقد ارتفع مؤشر الداو جونز الاميركي 46 نقطة فقط اي بنسبة 0.3% الى مستوى 18308 نقطة. وعلى الجانب الآخر، سجل مؤشر فاينانشيال تايمز البريطاني خسارة بلغت 0.3% في تداولات يوم الجمعة، ليغلق الاسبوع بهبوط بلغ 0.15%، ما يعني خسارة إضافية للمكاسب الربعية التي حققها بـ6.7% بسبب الأداء المتواضع لأسهم الطاقة والتعدين ورؤوس الأموال. وعلى الصعيد الأوروبي قاد ارتداد سهم دويتشه بنك الألماني بـ 6.4% في تداولات اليوم الأخير الأسواق الأوروبية إلى استعادة بعض من انتعاشها بعد اسبوع عصيب من التقلبات، حيث سجل مؤشر يورو فيرست 300 خسارة اسبوعية بلغت 0.65% على الرغم من الصعود الذي تحقق في تداولات الجمعة. وأنخفض مؤشر فاينانشيال تايمز البريطاني خلال تداولات الاسبوع الماضي بنسبة طفيفة وصلت الى 0.2% خاسرا 10 نقاط، وهبط مؤشر كاك الفرنسي ما يقارب 1%، ولكن مؤشر داكس الالماني أكثر من نقاط بضغط من سهم دويتشه بنك ليصل الى مستويات 10511 نقطة. وكان لأزمة دويتشه بنك الألماني الأثر الأكبر أيضا على أسواق الأسهم والمؤشرات الآسيوية، حيث كان مؤشر نيكاي 225 الخاسر الأكبر هذا الاسبوع بتسجيله انخفاضا بمقدار 1.82% جراء المخاوف المرتبطة بالبنك، على الرغم من أنه أنهى الربع الثالث من العام الجاري بمكاسب بلغت 5.6% طوال الأشهر الـ3 الماضية. وتمحورت التقلبات العالمية التي شهدتها الأسواق والمؤشرات المالية العالمية حول أزمة دويتشه بنك بعد قيام مستثمرين بسحب مبالغ طائلة ونشوء موجة بيع كبيرة في الأسهم المدرجة في الأسواق الأميركية، بعد أن تواترت أنباء عن قيام بعض المساهمين في البنك بفقدان ثقتهم فيه، وهي جزء من الأزمات المتوالية التي بدأت تضرب البنك منذ فترة، حيث طالبت وزارة العدل الأميركية البنك قبل فترة بدفع مبلغ 14 مليار دولار كتسوية عن مطالبات خاصة بالرهن العقاري والضمانات المرتبطة به. كما زاد من حدة تقلبات هذا الاسبوع تبني بعض البنوك المركزية حول العالم سياسات نقدية غير تقليدية كان الهدف منها تعزيز السيولة في الأسواق ودفع عجلة النمو الاقتصادي. وعلى الرغم من الأداء الجيد نسبياً لأسهم الطاقة في المؤشرات الأمريكية، فقد كانت أسعار النفط العالمية سبباً مباشراً في الأداء المتقلب للأسواق حول العالم،. وشهد سعر خام برنت القياسي ارتفاعاً اسبوعياً بـ8.5% عقب الإعلان عن التوصل إلى اتفاق بتحديد مستويات الإنتاج من جانب أعضاء أوبك، على الرغم من القلق المرتبط بالمخاطر طويلة الأمد للاتفاق المعلن. وصعد خام نايمكس 7.8% كاسبا 3.4 دولارا للبرميل ليصل مستويات 48 دولارا. وهبط الذهب أكثر من 21 دولارا للاونصة ليصل مستوى 1315.8 دولارا.
مشاركة :