في الوقت الذي تباينت فيه ردود أفعال كل من مؤيدي المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون ومنافسها المرشح الجمهوري دونالد ترامب حول من قدم أداءً أفضل في أول مناظرة رئاسية بينهما، كان الأمر مختلفاً من وجهة نظر خبراء لغة الجسد الذين دأبوا على تحليل تصرفات وحركات المرشحين لمعرفة ما يدور في عقل كل منهما حينما وقفا وجهاً لوجه لأول مرة في مناظرة رسمية. وبحسب هؤلاء فإن تركيز كلينتون كان منصبا على جذب المزيد من الاهتمام إلى نفسها، وهو ما دلت عليه حركتها حينما صعدا إلى المنصة، حيث قامت كلينتون بإدارة وجهها عن ترامب لتلفت إليها مزيداً من الانتباه، فيما سعى منافسها المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى تأكيد سلطته وهيمنته، فبدا في موقف المدافع، حيث كانت يداه معظم الوقت على جانبيه أو على منصة الحديث وكأنه يحمي شيئا، حيث فسرت خبيرة لعة الجسد روث شيرمان حركات ترامب بالقول: وإن كان يتحدث معظم الوقت بشكل جيد إلا أن طريقة استخدامه ليديه بدت ضعيفة ولا تعبر عن وقفة قائد. في حين كانت يدا كلينتون مفتوحة ومرفوعة لأعلى أكثر من مرة وبشكل تلقائي وهي علامة تدل على الثقة أو الانتصار والسعادة بذلك. الإشارات استخدم ترامب إشارة OK التي يمد فيها 3 أصابع ويضم اصبعين حتى يبدو وكأنه يتحدث بصراحة، كما كان يوجه إصبعا واحدا الى الأمام وكأنه يوجه تحذيرا أو اتهاما، وهو إستخدم هذه الإشارة عندما تحدثت كلينتون عن كون ترامب من عائلة ثرية بعكس عائلتها هي التي تنحدر من أصول متواضعة. أما هيلاري كلينتون فقد إستخدمت الابهام مرفوعا لأعلى كلامة على إنها لا تهاجم أحدا لكنها واثقة من موقفها، وهو الوضع ذاته الذي تستخدمه عندما تشرح أي معلومة حيث تشبك يديها وتريح إصبع الإبهام على مقدمة اليد الأخرى. هز الكتفين تشابهت هذه الحركة بين ترامب وكلينتون فكلاهما يستخدم هز الكتفين على نحو متفاوت لإظهار عدم اهتمامهما بما يقال أو بالاتهام أو الانتقاد الموجه لهما. وأحيانا إستخدمت هيلاري هز الكتفين كعلامة على عدم علمها بما يقال أو كأنها تسمع هذا الكلام لأول مرة بدون إبداء رأي إن كان هذا صحيحا أم لا. التكشيرة هي إشارة يتخصص بها ترامب فهو عادة ما يرسم على وجهه علامة الامتعاض برفع جانبي فمه بشكل حاد، وهو في الحقيقة يبدو وكأنه غير مرتاح لما يقول. حركة الرأس في الوقت الذي تحدثت فيه كلينتون عن حوادث العنف بين الشرطة والمواطنين السود وأنها تنوي التعامل مع ذلك كان ترامب صامتا ورأسه يميل لأسفل مع إيماءة تظهر وكأنه لا يصدق ما تقول. في حين كانت إيماءة كلينتون أكثر حركة بالتوازي مع المناظرة، ولكن عندما كان يوجه لها ترامب الحديث كان رأسها ثابتا وبشكل يوحي بالاستعلاء. الملابس المعروف تاريخيا أنّ مرشحي الرئاسة الأميركيين يتعمدون إرتداء ألوان تعبر عن انتمائهم الحزبي بمعنى أن يرتدي المرشح الجمهوري اللون الأحمر ويرتدي المرشح الديموقراطي اللون الأزرق ولكن بحسب كلينتون وترامب توجها عكس القاعدة في المناظرة الأولى بينهما حيث إرتدت هي اللون الأحمر الذي يعبر عن طاقة وحيوية أكبر كما يوحي بالجرأة، ويلفت نظر الجمهور أكثر. أما دونالد ترامب فاختار ربطة عنق زرقاء حيث بدا أكثر في مظهر المدافع وأعطى إنطباعا بالهدوء والثبات.
مشاركة :