صحيفة وصف : أصدرت دار جداول للنشر والترجمة والتوزيع بالعاصمة اللبنانية بيروت كتاب رجال القاعدة في إيران-الملاذ الآمن والتحالف المشبوه لمؤلفه الدكتور هاني نسيرة، والباحث محمد الشافعي، ربعي المدهون. ويستعرض الكتاب علاقة تنظيم القاعدة بإيران، التي تبدو طارئة ووليدة ظروف معينة، بينما في الأصل كما يؤكد الكاتب قديمة وعميقة، حيث خضعت هذه العلاقة، شأن كل علاقة بين طرفين، لتحولات وتغييرات نظرًا لإختلاف طبيعة طرفيها. ولفت المؤلف خلال مقدمة الكتاب على أن علاقة طهران بتنظيم القاعدة وشبكتها استمرت إلى حد كبير، لكي تبقى كدولة وكنطاق جغرافي، استثناء من عمليات القاعدة ومن الإرهاب، من دون بقية العالم كما كانت استثناء في الحرب عليه، ولكنها كانت ولا تزال مصدرا لإرهاق المنطقة والعالم، تصنع مختلف الفراغات عبر تدخلاتها وعبر الحروب التي تخوضها بالوكالة. وقد اعتمد مؤلف الكتاب على وثائق ابوت آباد التي وجدت بمقر أمير تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، تلك الوثائق التي أفرجت عنها الولايات المتحدة وأكدت أنها حصلت عليها من منزل بن لادن في أبوت آباد ووجدت على شكل خطابات مكتوبة. واستعرض الكتاب وثائق القضاء الأمريكي الجديدة والتي استندت اليها محكمة أمريكية فيدرالية في نيويورك عند إصدارها في مارس الماضي قرارا بتغريم إيران 10.5 مليار دولار لعلاقاتها بهجمات 11 سبتمبر عن تورط ما حزب الله اللبناني في تقديم مساعدات وتوجيهات لعدد من منفذي الهجمات. والخلاصة أن الكتاب يؤكد أن الدولة الفارسية أحسنت استثمار علاقاتها بتنظيم القاعدة لحد بعيد حتى توقيع الاتفاق النووي مع الدول الكبرى، ويستدل على نجاحها في ذلك بصفتها الدولة الوحيدة التي بقيت بعيدة عن ضربات وهجمات القاعدة الإرهابية والتي لم يسلم منها إلا القليل من الدول. (0)