غاندي، هو رجل سياسة وزعيم روحي للهند، وله دور كبير في استقلال بلاده، ولُقب بـ «أبو الأمة»، حتى أن عيد ميلاده أصبح عطلة رسمية في الهند، وهو تاريخ 2 اكتوبر. سافر غاندي إلى بريطانيا لدراسة القانون في العام 1882 وحاول أن يتصرف كرجل نبيل مثل بعض الإنكليز، مع العلم أن وضعه المادي والاجتماعي متدهور... لكن في النهاية رجع إلى عقله وقرر أن يعمل ليسد بعض التزاماته حتى حصل على الإجازة الجامعية في القانون وعاد إلى الهند العام 1890. وهو بلا شك شخصية مثيرة للجدل ولكنه يبقى رمزاً وطنياً يتذكره جميع الهنود إلى أبد الدهر. اليوم غاندي الكويت، يحاول زوراً وبهتاناً أن يتصدر المشهد السياسي وأن يجعل من نفسه خازناً للمال العام وحافظاً لمصالح البلاد والعباد. ولا أخفيكم أن الحكومة نفسها من صنعت منه بطلاً معارضاً في وقت من الأوقات. وكل ما أتذكر قصته السياسية يتبادر إلى ذهني فيلم فريد شوفي «جعلوني مجرماً»... لهذا هم جعلوه معارضاً بامتياز، ومع مرور الوقت انكشفت الحقائق وظهر المستور لأن المعارضة لا تعني أنك تعارض من أجل الحصول على مكاسب شخصية. المعارضة لا تعني بالضرورة أن تكون قريباً من صنع القرار السياسي. المعارضة لا تعني الحصول على وجاهة إعلامية واجتماعية. المعارضة باختصار هي إيمان مطلق بالقضايا التي تتبناها حتى تتحقق بغض النظر عن النتائج... مسألة الانعزال أو الانشقاق أو حتى الاستقلالية في القرار، لا تعني أنك ستحصل على شعبية مطلقة حتى تخلصهم من بعض القرارات الحكومية «الجائرة»، حسب رأيك. مهما رفعت من شعارات الوحدة الوطنية والمحافظة على المال العام والقضاء على البيروقراطية الحكومية، فلن تنجح سواء في الانتخابات أو حتى في قبة عبدالله السالم، لأنك ستشعر بالغربة والوحدة. وفي المحصلة النهائية الناس بدأت تفهم اللعبة السياسية و«الصوت الواحد» عزيز وغالِ على الجميع، فاستدرك الواقع الذي من حولك حتى لا تغرق وعليك التفكير في شكل أفضل للوصول إلى آلية وطريقة، إذا كنت بالفعل تريد أن تبر بقسمك إذا ما وصلت لمجلس الأمة، أو أنها ستكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، لأنني على يقين أن العدد سيزيد في المقبل من الأيام ويتبرأون من المعارضة، كما تبرأت امرأة العزيز من ذنبها على يوسف وما لبثت أن قالت الحقيقة... إذا كان خيار الاستمرار في مقاطعة الانتخابات غير صائب، فعلى كتلة الغالبية أن تتبنى «خارطة طريق» وأجندة واضحة للوصول إلى حل وسط بدلاً من التوهان الذي يعيشه معظم أعضائها. فهناك المرجف والمتردد وما بينهما، وهذا ما يتحمل مسؤوليته في شكل كامل «العراب»، ولن تجدوا حلاً أبداً إلا من خلال مجلس الأمة، ولا تتركوا الحبل على القارب حتى يتكسب البعض على تاريخكم المشرف. إضاءة: النجاح في الانتخابات، شيء، والنجاح تحت قبة عبدالله السالم، شيء آخر. meshal-alfraaj@hotmail.com
مشاركة :