الشارقة: علاء الدين محمود يمثل عام القراءة تحدياً كبيراً للمؤسسات الثقافية في الإمارات على وجه العموم، والشارقة بشكل خاص، باعتبارها معقل الثقافة والمعرفة، وباعتبار هذه المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وهو المشروع الذي وجد تفاعلاً شعبياً ورسمياً كبيراً لما يتضمنه من اهتمام بالعلم والمعرفة والثقافة في سبيل رقي الدولة وتقدمها. من هذه المؤسسات التي يقع على عاتقها مسؤولية كبيرة في التصدي لإنجاح المشروع الثقافي، تقف هيئة الشارقة للكتاب كعلامة فارقة في مجالات القراءة والمعرفة بعدد من المشروعات المعززة لإنجاح المبادرة بقيادة واعية من قبل رئيسها أحمد بن ركاض العامري، ذلك أنها أيضاً هي الجهة المنوطة بها إقامة وتنظيم الحدث الأبرز في الشارقة وهو معرض الشارقة الدولي للكتاب تلك الفعالية الكبيرة في الإمارات والمنطقة العربية، حتى صار هذا المعرض من أهم وأكبر المعارض في المنطقة، ليأتي حديث العامري لالخليج متضمناً هذه المعاني الثقافية، خاصة المشروع الكبير عام القراءة 2016. بدأ أحمد بن ركاض العامري حديثه بالإشادة بالإنجازات التي تحققت في عام القراءة، خاصة من قبل هيئة الشارقة للكتاب، فيقول إن هيئة الشارقة للكتاب هي أول هيئة حكومية تدخل مقياس القراءة في التعيين والترقيات على مستوى العالم، وكذلك أول هيئة تطلق أول ناد حكومي للقراءة في الشرق الأوسط، وغيرها من المبادرات الداعمة. وحول كيفية قيام هذه المبادرات يقول العامري إن ذلك تم تماشياً مع رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بضرورة البناء الفكري والثقافي للإنسان، والاستثمار في الموارد البشرية، وضمن المبادرات الخاصة بعام القراءة في دولة الإمارات، حيث أطلقت هيئة الشارقة للكتاب، مبادرة خلال عام القراءة لتحفيز موظفيها على ممارسة القراءة، تحت عنوان نادي القراءة التي تعتبر من المبادرات الكبيرة التي أطلقتها الهيئة تعزيزاً واستجابة لضرورة القراءة وبذل المعرفة، والاستثمار في الإنسان عبر العلم والتثقيف والتنوير والمعرفة، إذ إن النهضة الحقيقية تبدأ بالإنسان الذي هو موضوع التنمية، وإن توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة تقف ملهمة للهيئة، ينير بتوجيهاته ونصحه وإرشاده، من أجل أن تصبح القراءة ممارسة يومية، وسلوكاً ينعكس على الإنسان. وحول الهدف من هذه المبادرة، وكيف نجحت في تحقيق هذا الهدف الكبير، يقول العامري: إن هذه المبادرة التي تعتبر أول ناد حكومي للقراءة في الشرق الأوسط، تهدف إلى جعل القراءة عادة وأسلوب حياة للتطور والتنمية بين الموظفين، من خلال منح كل موظف في إدارات الهيئة وأقسامها كافة، نصف ساعة يومياً (أو ما يعادل ساعتين ونصف الساعة أسبوعياً) خلال ساعات الدوام الرسمي لممارسة القراءة والاطلاع، والتي ستنعكس نتائجها الإيجابية على الموظفين والهيئة والمجتمع، وسيتم خلال كل فترة اقتراح كتاب أو أكثر للقراءة، وسيتم تنظيم تجمعات وجلسات شهرية بين فريق العمل لمناقشة الكتب المقروءة من قبلهم. وهذا يعكس، بحسب ما يؤكد العامري، الاهتمام بعملية القراءة والتشجيع عليها عبر سبل وطرق جذابة، يتفاعل معها الموظفون والهيئة والمجتمع، وهي العملية التي لا تنتهي بالقراءة فقط، ولكن بتلمس ما يفاد من هذه القراءة، وما خرج به القارئ من خلال تلك النقاشات التي بدورها ستشكل قراءة جديدة كونها جماعية، وهو الذي، كما يؤكد العامري، سيكون ذا فائدة عظيمة وكبيرة تنعكس على النقاش ليستفيد كل قارئ من هذا التوجه، ليس من خلال ما قام بقراءته فقط، ولكن أيضاً من الذي قرأه الآخر، وهذا يعزز من عملية المثاقفة، والاطلاع على طرق جديدة واستخلاص الكتاب المقروء، وهذه من الفوائد الكبيرة في عملية القراءة، كذلك هي مهمة جداً في عملية اقتراح الكتب كونها ستعرف القارئ باهتمام الآخر، فيوسع في قراءته ومداركه ومعارفه. ولكون هذه المبادرة تعتبر مبتكرة وذكية، يوضح العامري حول توجه هيئة الشارقة للكتاب في إدخال قياس مستوى القراءة لدى الموظف، بوصفها معياراً للثقافة العامة في التقييمات الخاصة بالتعيينات والترقيات ضمن الأقسام كافة، كل حسب مستواه الوظيفي، وهي بذلك تكون أول هيئة حكومية تدخل هذا المقياس على مستوى العالم، وهذا الأمر بالطبع يعتبر إنجازاً كبيراً ليس على مستوى الإمارات، أو العالم العربي فقط، بل حتى على مستوى العالم، ما يمهد لأن تصبح هذه التجربة الكبيرة من قبل هيئة الشارقة للكتاب ملهمة لكل دول العالم المهتمة بعملية التثقيف والتنوير والمعرفة. ولعل هذه الإنجازات المتمثلة في المبادرات المبتكرة وغير المطروقة قادتنا، كما ينوه العامري، لقياس مدى نجاح الهيئة نفسها، وتكوينها، وفي هذه النقطة بالذات يقول العامري إن هيئة الشارقة للكتاب كانت قد بدأت عملها في ديسمبر/كانون الأول 2014، وهي تعمل على تشجيع الاستثمار في الصناعات الإبداعية وزيادة حصتها، وتوفير منصة فكرية للتبادل المعرفي والفكري والثقافي بين الشعوب والحضارات والثقافات، والتأكيد على أهمية الكتاب وأثره في نشر الوعي في المجتمع في ظل التطور التقني وتنوع مصادر المعرفة، واستقطاب المعنيين بقطاع الثقافة بوجه عام، والنشر والطباعة والترجمة والتوثيق بوجه خاص، إضافة إلى كُتّاب الأطفال، وهي مهام متعددة ومتنوعة وتحمل تحدياً كبيراً تتصدى له الهيئة عملياً عبر مبادرات جديدة من أجل تعزيز قيم المعرفة والثقافة. وحول كيفية تحقيق أهداف تلك المبادرات يذكر العامري أن الهيئة بهدف الوصول إلى أهدافها الإنسانية والمعرفية تتولى تنظيم عدد من المشاريع الثقافية المهمة في إمارة الشارقة، ويأتي في مقدمتها معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومهرجان الشارقة القرائي للطفل، ومنحة معرض الشارقة للترجمة، والبرنامج المهني للناشرين، وهو أول برنامج تدريب مجاني للناشرين في العالم العربي، إضافة إلى المؤتمر المشترك مع جمعية المكتبات الأمريكية.
مشاركة :