دعا رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة المجتمع الدولي إلى المسارعة في تنفيذ ما تم إقراره من مبادرات في مجال التنمية المستدامة وأن يكون التركيز على المجتمعات الأكثر احتياجاً وأن تتكامل الجهود لتحسين الأوضاع المعيشية لسكان المناطق التي مزقتها الحروب والنزاعات. وقال سموُّه «إن الأحداث المأساوية التي تشهدها العديد من مناطق العالم تنذر بعواقب وخيمة على حاضر ومستقبل البشرية، وسيكون الوضع أكثر خطورة إذا لم تبادر الأسرة الدولية إلى إيجاد آليات فعالة للتعاون تكفل وقف النزيف الحاصل للأرواح والموارد وتوجيه الطاقات نحو تحقيق حياة آمنة ومستقرة لجميع البشر بشكل مستدام». ونبه سموُّه في رسالة وجهها إلى العالم بمناسبة احتفال برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بـ «اليوم العالمي للموئل» الذي يصادف اليوم الاثنين (3 أكتوبر/ تشرين الأول 2016)، ويقام هذا العام تحت شعار «الإسكان في المركز»، إلى أن المشاهد الأليمة لعمليات الهجرة والنزوح عبر الحدود من المناطق التي تشهد صراعات تحتاج إلى أن يكون الضمير الانساني حاضراً ويقظاً وأن يعمل الجميع من أجل أن يحيا أبناء هذه الشعوب في أجواء من الأمن والاستقرار. وأكد سموه أن البحرين عملت منذ وقت مبكر على قضية الاسكان ووضعت الخطط وخصصت الموازنات بهدف توفير المسكن الملائم للمواطن البحريني، وكانت من الرواد في إطلاق المشاريع الإسكانية على مستوى المنطقة في الستينات من القرن الماضي لإنشاء مدن عصرية متكاملة الخدمات. ونوه سموه إلى أن التوجيهات السامية لعاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أولت قضية الاسكان اهتماماً كبيراً من خلال تخصيص الموازنات لتمويل وبناء العديد من المشاريع الإسكانية، وأن العمل مستمر لبناء المزيد من الوحدات والمدن السكنية في مختلف مناطق المملكة. وشدَّد سموه على أهمية تبني رؤى وسياسات فعالة في مواجهة التحديات التي تواجه التنمية وفي مقدمتها الصراعات والإرهاب، والعمل بشكل أكثر جدية من أجل عالم خالٍ من التهديدات، وذلك من خلال تبني برامج التنمية المستدامة الكفيلة بتحقيق تطلعات الشعوب. وأكد سموه أن مملكة البحرين انطلاقاً من ايمانها بأهمية العمل الجماعي في حماية البشرية والحفاظ عليها، حريصة على دعم ومساندة كافة الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لمختلف دول وشعوب العالم. وأشار سموه إلى أن تزامن الاحتفال باليوم العالمي للموئل هذا العام مع احتفاء مملكة البحرين بتقديم جائزتها في مجال التنمية المستدامة إلى المدير التنفيذي السابق لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «الموئل» في مقر الأمم المتحدة بنيويورك أنا تيباجوكا، تقديراً لجهودها وإسهاماتها الكبيرة في دعم جهود الدول على صعيد التنمية الحضرية المستدامة، يُعد جزءاً من التزام مملكة البحرين تجاه دعم الجهود الدولية في مجال التنمية المستدامة وتشجيع وتحفيز المبادرات المتميزة في هذا المجال. وحيا رئيس الوزراء الدور الفاعل الذي يقوم به برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «الموئل» في تحقيق تطلعات الدول والشعوب على صعيد التنمية الحضرية والمستدامة.