دشنت وزارة الثقافة في البحرين، بالتعاون مع وزارة الخارجيّة، رسمياً حفل إطلاق المنامة عاصمة السياحة الأسيوية 2014، إيذاناً ببدء فعاليّات الاحتفال والتي تستمر على مدار العام الحالي، وتستحضر في مظاهرها ومضامينها الاحتفاء بالحضارات والثقافات الآسيوية المتنوعة والعريقة. انطلق التدشين الرسمي الثلثاء الماضي، والذي يوافق يوم السياحة العربي ويوم ميلاد الرحالة العربي ابن بطوطة، بمؤتمر صحافي أقيم بحضور وزيرة الثقافة البحرينية الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، ووزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، والأمين العام لحوار التعاون الآسيوي بندت لمسشون، وعدد من سفراء الدول العربية والآسيوية. وتبعه حفل فنّي استعراضي لأوركسترا بوليوود ماسالا الهندية التي قدمت عرضها في الساحة الخارجية لمتحف موقع قلعة البحرين. وبهذا الإعلان الرسمي تعد المنامة بعام مليء بالفعاليات الثقافية ذات البعد الحضاري الآسيوي، تعقد خلاله مملكة البحرين صيغ تعاون جديدة مع السفارات الآسيوية من أجل استضافة أسابيع ثقافية آسيوية بشكل شهري، تعمل على ترويج الفن الخاص بالبلد الضيف، وذلك تزامناً مع احتفاء المنامة بالفنون التشكيلية تحت شعار «الفن عامنا». ومع اختيارها عاصمة للسياحة الآسيوية، تقدم عدداً من المعارض الفنية والفعاليات الثقافية التي من بينها: «المعرض الحرفي الآسيوي» لتسليط الضوء على ثقافة ريادة الأعمال الحرفية في المجتمعات المختلفة في دول آسيا، وذلك على غرار المعارض العالمية التي تروّج لمنتجاتها، حيث تشارك كل دولة آسيوية في المعرض بجناح يمثل ثقافتها تبيع فيه منتوجاتها الحرفية التقليدية. وسيقام على هامش المعرض مؤتمر حول الحرف والتراث غير الملموس، بالتعاون مع المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي بالمنامة. كما يستضيف متحف البحرين الوطني معرض خمسمئة عام من الخط الإسلامي - روائع من متحف شكيب سابانجي الذي يُقام بالتنسيق بين متحف شكيب سابانجي من إسطنبول ومتحف البحرين الوطني، ويعرض مجموعات أصلية من أهم الأعمال التي أرّخها فن الخط سواء كانت مصاحف أو رسائل أو وثائق ومخطوطات ملكية تعود إلى فترة الازدهار العثمانيّ. ومن تركيا العثمانية إلى اليابان الإمبراطوريّة ومعرض فن الماكي الياباني الذي ينطلق مطلع الشهر المقبل ويعد اليوم أفضل فن على مستوى العالم. كان هذا الفن محصوراً في نتاجاته على الأباطرة والنبلاء والرهبان، بيْدَ أنه صار متاحاً للعامة بدءاً من القرن السادس عشر. وما لبث أن صار هذا الفن جزءاً مهماً من طبيعة الحياة ومتصلاً بيومياتها. ومن الهند يستضيف متحف البحرين الوطني معرض «الهند عبر العدسة» في مزاوجة لاثنين من أبرز المصورين الصحافيين في الهند، وهما راجو راي وتي إس ساتيان، مع عمل من إبداع اثنين من المصورين العالميين المعاصرين، اللذين أبدعا حجماً مرموقاً من الأعمال حول موضوع الهند، وهما كارين كنور وميمونة غوريسي. وفي انطلاقة هي الأولى له، تدشن المنامة ملتقى البحرين الأول لأفلام البحر، الذي تسعى وزارة الثقافة من خلاله إلى إيجاد حراك سينمائي لإنجاز أفلامٍ بحرينية وخليجية من طريق دعم الشباب وتشجيعهم على إنتاج أفلام قصيرة. خلال هذا المهرجان سيتم عرض أفلام أُنتِجَت خلال العامين الأخيرين، شرط أن يكون البحر موضوعها أو إطارها البيئيّ، بالإضافة إلى عروض أفلام مرافقة تستعيد بعض أجمل أفلام البحر التي عُرِضَت خلال تاريخ السينما. جدير بالذكر أن منتدى حوار التعاون الآسيوي (ACD) أعلن في 26 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي عن اختيار المنامة مدينة للسياحة الآسيوية للعام 2014 بموافقة كل أعضاء الدول المشاركة والتي يبلغ عددها 33 دولة، إثر المقترح الذي تقدمت به وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في افتتاح المؤتمر، والذي دعت من خلاله الدول الأعضاء في هذا التكتل الإقليمي وصناع القرار والشخصيات المشاركة من مختلف دول آسيا لترشيح المنامة نظراً إلى تكوينها الحضاري والتاريخي وتجربتيها الأخيرتين كعاصمة عربية للثقافة وعاصمة عربية للسياحة في العامين 2012 و2013، واشتغالها المستمر في المشاريع الثقافية والفكرية والتراثية عربياً وعالمياً. المنامةالمنامة مدينة للسياحة الآسيوية