شوربة الحب والمنسف طبقان لا تخلو منهما مائدة الإفطار في تبوك

  • 7/20/2013
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تبوك هدى اليوسف رصدت الباحثة في الموروث الشعبي والتراث العمراني فاطمة البلوي، أهم العادات الرمضانية في منطقة تبوك بين الماضي والحاضر، فتقول من أهم العادات الرمضانية الاستعداد بصنع الأغذية قبل دخول شهر رمضان لتكفي الشهر كاملاً، ولأنها تحتاج لمجهود كانت تتعاون الجارات في صنعها، كطحن القمح لعمل الطحين للخبز والسمبوسة ومنه يصنعن الشعيرية والمعكرونة بآلات بدائية ثم تقوم النساء بتجفيفها ومن ثم توزيعها بينهن لمدة تكفي شهراً وهذه الصناعات لا تكون إلا في رمضان، أيضا طحن حب القمح وجرشه عادة تسبق رمضان لتحضير الطعام من أجل وجبة والشوربة وهذه عادات اشتهرت بها حاضرة منطقة تبوك، أما البادية فيستعدون له بتشريح اللحم وتجفيفه وبوجود الجميد من اللبن يكون الاستعداد لتحضير الطعام لرمضان مكتملاً. ولمنتصف شهر رمضان طقوس اعتاد أهل تبوك عليها، حيث يقومون بصنع المهلبية وتزيينها وإعطائها للأطفال لتوزيعها على الجيران الذين يقومون بدورهم بتفريغ الصحن ووضع حسب مقدرة الأسرة مما يوجد لديها فبعضهم يضع قطعة من قمر الدين أو مكسرات أما الأسر الميسورة فكانت تضع قروشاً وكان هذا التوزيع يختص فيه الأطفال الذكور فقط فكان ينشر بهجة وفرحا بينهم. كان يجتمع الأطفال قرب المدفع قبل الإفطار يحملون معهم الماء في قوارير ينتظرون مدفع الإفطار وما إن يضرب المدفع حتى يشربوا الماء ليندفعوا لبيوتهم متسابقين في فرح ما يعمل جواً رمضانياً في كل ليلة، وكان تبادل الأطباق عادة اعتادها أهل منطقة تبوك حيث لا يترك الفقير في رمضان جائعاً بل يبعث كل بيت مما يطبخه، لبيوت الفقراء، فترى منظر النساء الكبيرات في السن أو الأطفال الذكور وهم يحملون الأطباق لهذه البيوت. وكان من أهم وجبات الحاضرة السمبوسة والمعكرونة وشوربة الحب وشراب قمر الدين. يقدم طعام الإفطار على فترتين حيث يفطرون على تمر وماء أو لبن ثم يذهب الرجال لصلاة المغرب، ليجدوا الطعام بعد العودة مقدما بأكمله، وبعد صلاة التراويح يجتمع الرجال في حلقات الذكر، التي يقوم بها أئمة المساجد بعد صلاة التراويح حتى منتصف الليل، في جميع ليالي رمضان، ما يجعل أكثر أهل البادية يقتربون في هذا الشهر الفضيل تحديداً من كل عام من المدن، ليكونوا قرب المساجد والماء. وتضيف البلوي أنه كان من عادة أهل البادية الاتفاق في أن تكون وجبة الإفطار كل يوم على شخص فيتكفل صاحب الدور بذبح ذبيحة كاملة تقدم مع وجبة الشوربة على الإفطار ليجتمع أهل المضارب في المكان المحدد وأهم هذه الوجبات وجبة «المقطوطة» و«المنسف» التي تقدم مع اللبن في إناء كبير يقال له «الباطية» مصنوع من خشب السدر، التي يقومون بتقديمها قبل الصلاة ليفطروا على تمر وماء أو لبن ثم يبدأون بالطعام ومن ثم القيام لصلاة المغرب، وكان المجتمع البدوي يقضي الليالي الرمضانية فيجتمع الرجال في أحد بيوت الشعر قرب النار أو ضوء القمر أو تحت ضوء فتيل وتجتمع النساء في كل ليلة مع أطفالهن في بيت آخر لأحاديث الذكريات وممارسة الأطفال ألعابهم الشعبية، أما الأسر البعيدة فتكون قد تجهزت لرمضان بتشريح اللحم وتجفيفه وأهم وجبات الطعام التي كانت تقدم في رمضان الجريش وشوربة القمح. وتؤكد البلوي أن الحياة اختلفت مع تقدم الزمن وتمسك أهل تبوك في بعض عاداتهم الرمضانية التي ما زالت تمارس فلا تخلو مائدة الإفطار من وجبتين رئيسيتين وهما شوربة الحب مع اللبن والمنسف، والاجتماع بعد صلاة التراويح من قبل الأقارب والجيران في كل ليلة من ليالي رمضان.

مشاركة :