ترحمَ الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، الدكتور صالح بن حمد السحيباني، على شهداء الإنسانية الذين فقدتهم الجمعيات العربية المكونة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، وقال: "رحمَ الله الذين رحلوا وهم يقومون بواجبهم الإنساني في خدمة ضحايا الحروب والصراعات والكوارث، وتركوا فينا تواصلاً معهم، نذكرهم في كل وقت، ونستذكر تضحياتهم، وندعو لهم بالرحمة والرضوان، ويغرسون فينا همة نسير بها لتحقيق رسالة السلام على مستوى العالم، ونزرع الأمل في نفوسنا، ونبني بقصص كفاحهم شهادة عمر جديد وكفاح ومستقبل مضيء يجسد أسمى معاني الإنسانية". بهذه الكلمات افتتح الدكتور السحيباني لقاء الوفاء لـ"شهداء الإنسانية" الذين قضوا نحبهم في الحروب والكوارث وهم يؤدون مهامهم الإنسانية والإغاثية، وذلك بحضور عميد السلك الدبلوماسي بالمملكة والسفير الجيبوتي لدى السعودية ضياء الدين بامخرمه، والمدير العام لإدارة الشؤون الدولية والإغاثة في هيئة الهلال الأحمر السعودي الأمير عبدالله بن فيصل، والرئيس الفخري للاتحاد العربي للعمل التطوعي الدكتور نجيب بن عبدالرحمن الزامل، وعدد من سفراء الدول العربية، ووفد من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ولفيف من المهتمين بالعمل الإنساني والإغاثي من إعلاميين وكتاب. وأشار "السحيباني" في كلمته لضيوف اللقاء الذي استضافته المنظمة في مقرها بالحي الدبلوماسي بالرياض مطلع العام الهجري الجديد، أن الهدف من اللقاء هو تسليط الضوء على حماية العاملين في مجالات العمل الإنساني، مشيراً إلى أن الاعتداء على المتطوعين والعاملين في الميدان الانساني، وكذا الاعلاميين والمنشآت الطبية وسيارات الإسعاف والإغاثة والشارات المحمية بالقانون الدولي الإنساني، يمثل ظاهرة مؤسفة من الظواهر واسعة الانتشار في النزاعات المسلحة المعاصرة. وقال: "وما الاعتداء على العاملين على نقل المساعدات في المنظمات الإنسانية والإغاثية، وبخاصة في سوريا وسفينة الإغاثة الإماراتية بالقرب من عدن، إلا مثالا واحدا صارخا من مئات الأمثلة التي تؤكد عدم اكتراث هذه النزاعات المسلحة وللأسف بالأعراف والمواثيق والمعاهدات والاتفاقيات الدولية". وعبر "السحيباني" عن أسفه، حيث قدمت جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في أرجاء الوطن العربي خلال السنوات الأخيرة مئات الشهداء من العاملين والمتطوعين الذين قدموا أرواحهم خدمة للإنسانية وتضحية لمساعدة المتضررين والمنكوبين من النزاعات المسلحة. وأوضح أن منظمة الهلال الأحمر السوري خصوصًا نالت نصيبًا وافرًا من هذه التضحيات، حيث قدمت ما يربو على 70 شهيدًا، كان آخرها الاعتداء السافر على قافلة المساعدات الإنسانية في حلب. وقدم الأمين العام أحر التعازي وأصدق المواساة باسمه ونيابة عن منسوبي المنظمة العربية وأعضائها لذوي شهداء الإنسانية والعمل الإنساني في كل من فلسطين وسوريا والعراق وليبيا واليمن وفي كافة أرجاء الوطن العربي. وأكد الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر أن هؤلاء الشهداء كانوا رمزاً للتضحية والعطاء، فحق لهم علينا الوفاء والقيام بعمل رمزي يوحي بالاستقرار والنماء. وطرح العديد من المبادرات العملية خدمة للعاملين في هذا المجال الإغاثي حيث أكد سعي المنظمة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة بالتأمين على جميع المتطوعين في الوطن العربي العاملين بخاصة في مناطق النزاعات والأزمات، واستحداث "اليوم العربي لشهداء الإنسانية"، والعمل مع الجهات المعنية في بعض البلاد العربية؛ لتمييز ذوي الشهداء وتقديرهم، ونحو ذلك من مبادرات. وبادر الحضور بمرافقة أمين عام المنظمة لغرس "شجرة الزيتون" في مقر المنظمة العربية التي تعد البيت العربي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر، وتأتي هذه المبادرة كإحساس معنوي أخوي تخليداً لذكرى شهداء قافلة المساعدات في حلب، ودلالة رمزية على استمرارية العطاء والنماء والصبر والصمود، ورسالة للسلام والمحبة، معززة بذلك قيم الوفاء، وتجسيد عرى الأخوة، واحترام كرامة الإنسان.
مشاركة :