إذا قام الرئيس الفلبيني الجديد رودريغو دوتيرتي بتنفيذ تهديداته المتمثلة بالتنصل من حلفه مع الولايات المتحدة، الذي بدأ منذ 65 عاماً، فإن أول المتضررين من ذلك سيكون البعثة الاميركية في بلاده، التي أصبحت نموذجاً للنجاح في مكافحة العمليات الإرهابية في شتى انحاء العالم. وبعد التهديدات التي أطلقها، اخيراً، بوجوب مغادرة القوات الأميركية المرابطة في بلاده، وعديدها بضع مئات من الجنود، قال الرئيس دوتيرتي قبل ايام، إن تحالف بلاده مع واشنطن قد وصل إلى «نقطة اللاعودة»، وأضاف لاحقاً أن المناورات العسكرية المشتركة المزمعة قريباً ستكون هي الأخيرة من نوعها مع الولايات المتحدة. وتأتي هذه التهديدات بطرد نحو 100 جندي أميركي من القوات الخاصة، اضافة إلى نحو 300 أو 500 جندي عادي، فيما يتصاعد القلق في واشنطن وجنوب شرق آسيا، من جهود تنظيم «داعش» المتطرف لنشر مخالبه في المنطقة. ويخالج الحكومات قلق خاص من كون التنظيم المتطرف يمكنه اعادة إحياء مجموعة «أبوسياف»، وهي ميليشيا تعمل في جنوب الفلبين، والتي شكّلها وقام بتدريبها تنظيم «القاعدة» المتطرف، والتي بسببها تقوم القوات الأميركية بتقديم المساعدة لمانيلا منذ 14 عاماً. ويظهر تسجيل فيديو ضمن حملة دعاية يقوم بها «داعش» يتحدث عن مصالحة في الفلبين، حيث يظهر مقاتلوه في الغابات وهم يتعهدون بالولاء لـ«داعش». وفي ابريل الماضي نشبت معركة بين مجموعة «أبوسياف» والجيش الفلبيني نجم عنها مقتل 18 جندياً من الجيش وجرح العشرات. وحتى الان لم يكشف التنظيم المتطرف، عما اذا كان باستطاعته العمل عبر مجموعة «أبوسياف» كي يبسط نفوذه، ولكن الخبراء يعتقدون أن القتال ضد الميليشيات أصبح الآن في لحظة مصيرية. وقال وزير الدفاع الاميركي، اشتون كارتر، لأعضاء الكونغرس الاسبوع الماضي، عندما سئل عن التهديد الذي يشكله تنظيم «داعش» «إن جنوب شرق آسيا هو المنطقة التي يرغب تنظيم (داعش) في الوصول اليها». وفي أعقاب أحداث 11 سبتمبر، تم تشكيل مهمة مكافحة الإرهاب التي تقدم المشورة والمعلومات الاستخباراتية، بغية مساعدة مانيلا على محاربة ميليشيا «أبوسياف»، التي تقوم بأعمال الخطف طلباً للفدية، كما أنها تشكلت بأموال من تنظيم «القاعدة». وبعد مرور 14 عاماً على المهمة، التي تمثل نجاحاً باهراً، حيث تم اضعاف مجموعة «أبوسياف» بشكل كبير، تستخدم القوات الفلبينية تكتيكات أكثر دقة، خلال العمليات التي تقوم بها جنباً إلى جنب مع القوات الخاصة الأميركية. ويرى الجيش الاميركي ان هذه المهمة ناجحة في مكافحة الإرهاب.
مشاركة :