أنقرة، بودابست رويترز انتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الاتحاد الأوروبي أمس، وقال إنه لم يف بعد بتعهده بتقديم مساعدات قيمتها ثلاثة مليارات يورو للمهاجرين كجزء من اتفاق لكبح تدفق اللاجئين إلى أوروبا. ودخل أكثر من مليون لاجئ الاتحاد الأوروبي العام الماضي بعد أن استقلوا الزوارق من تركيا إلى اليونان. وتراجع العدد منذ أن وافقت أنقرة على منع المهاجرين من الإبحار من شواطئها في مقابل أن تدفع دول الاتحاد ثلاثة مليارات يورو هذا العام لمساعدة تركيا على تحسين ظروف نحو ثلاثة ملايين لاجئ سوري يعيشون على أراضيها. وقال إردوغان إن الاتحاد الأوروبي لم يف بالجزء الخاص به في الاتفاق. وأضاف في مؤتمر للعلوم والتكنولوجيا في أنقرة «قال الاتحاد إنه سيدفع ثلاثة مليارات يورو للمهاجرين، الوقت يمر والعام يقترب من نهايته هؤلاء الناس يعدون ولكنهم لا يفون». ورفضت متحدثة في المفوضية الأوروبية تصريحات الرئيس التركي وقالت إن تقديم الدعم المالي للاجئين في تركيا تسارعت وتيرته في الشهور الأخيرة. وكتبت المتحدثة في رسالة إلكترونية «الاتحاد الأوروبي يحترم التزاماته بموجب البيان الأوروبي التركي، التلميحات بعكس ذلك بما في ذلك المساعدات المالية للاجئين في تركيا غير صحيحة وغيرمفيدة ببساطة». وذكر متحدث باسم المفوضية أن من بين الثلاثة مليارات يورو (3.4 مليار دولار) تم تخصيص 2.24 مليار للمساعدات الإنسانية وغير الإنسانية وأضاف أن 1.25 مليار يورو تم الاتفاق عليها و467 مليوناً تم صرفها. وذكر المتحدث أن المفوضية وقعت الأسبوع الماضي منحتين مباشرتين بقيمة 600 مليون يورو لدعم اللاجئين السوريين في تركيا. من جهة أخرى قال رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان أمس، إنه سيعدل الدستور لضمان ألا يفرض الاتحاد الأوروبي على البلاد استقبال مهاجرين. وجاء تصريحه بعد استفتاء أجري الأحد على خطة الاتحاد لتوزيع المهاجرين على الدول الأعضاء بنظام الحصص لكن نسبة إقبال الناخبين كانت ضعيفة بشكل يحول دون جعل التصويت صالحاً. وحرمت هذه النتيجة رئيس الوزراء اليميني من تحقيق فوز واضح يتحدى به نظام الحصص وطالبه حزب الحركة من أجل مجر أفضل (يوبيك) بالاستقالة. وقال الحزب إن استفتاء الأحد الذي قالت الحكومة إن 98.3% من المشاركين فيه رفضت نظام الحصص كان فاشلاً ومنح بروكسل»ورقة رابحة». ولم يشارك في الاستفتاء سوى نحو 40 % من إجمالي 8.26 مليون يحق لهم الانتخاب وهو ما يجعل عملية التصويت صحيحة لكن شرعية نتيجة الاستفتاء تستلزم مشاركة نسبة لا تقل عن 50% من إجمالي عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت. وقال أوربان للبرلمان إن الاستفتاء حقق هدفه، مضيفاً أن مليون ناخب آخرين يدعمون سياسته المتعلقة بالهجرة الآن مقارنة بمن صوتوا لحزب تحالف الديمقراطيين الشبان (فيدس) الذي ينتمي إليه في الانتخابات البرلمانية عام 2014 عندما عاد إلى السلطة. وتابع للبرلمان وسط صيحات الاستهجان من المعارضة «هذا القرار وهذا الدعم (من الشعب) يلزمني بالتصرف. «فيدس والحزب الديمقراطي المسيحي يعتقدان أن من الملائم والصحيح والضروري التدخل لإعطاء ثقل قانوني لرغبة الشعب، ومن ثم أنا سأبدأ تعديلاً للدستور.»
مشاركة :