أكدت روسيا رفضها مسودة القرار، الذي تقدمت به فرنسا لمنظمة الأمم المتحدة بشأن الهدنة في مدينة حلب السورية، وقالت إنها تعتزم التفاوض مع الولايات المتحدة بشأن هدنة جديدة، وشددت على أن حملة القصف التي تشنها في سوريا فعالة للغاية، نافية أن تكون مقاتلاتها قصفت مستشفيات بعد اتهامات بارتكاب جرائم حرب، فيما أجرت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، مشاورات مكثفة مع الأمم المتحدة والجهات الفاعلة ذات الصلة في سوريا حول المبادرة الإنسانية الطارئة للاتحاد الأوروبي لحلب. ورأى غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي، في معرض انتقاده مسودة القرار، أن المسودة ذات دوافع سياسية، وتهدف لوضع سوريا وروسيا تحت الضغط، وأن بلاده تعتزم التقدم كبديل عنها باقتراح روسي خاص لمجلس الأمن. وأوضح غاتيلوف أن المحادثات مع واشنطن لم تحدث تقدماً حتى الآن وأن موسكو اقترحت أكثر من مرة هدنة لمدة 48 ساعة، ولكن الولايات المتحدة ترفض ذلك. ورفض نائب وزير الخارجية الروسي الاتهامات الموجهة لبلاده بأن الغارات الروسية في سوريا دمرت مستشفيات أيضاً، وقتلت مدنيين، وقال إنه لا أساس لصحة هذه الاتهامات، وأن الكثير من هذه المستشفيات المزعومة تستخدم من قبل المقاتلين كمستشفيات ميدانية مستترة، إضافة إلى أنه لاستخدام المدنيين كدروع بشرية. وقال غاتيلوف إن الضربات الجوية الروسية التي جاءت دعماً لنظام الرئيس السوري بشار الأسد منعت الإرهابيين من السيطرة على البلاد. ونقلت عنه وكالات الأنباء الروسية، قوله من هذا المنظور فإن مشاركتنا كانت فعالة للغاية، خاصة الآن بعد تدهور الوضع في المنطقة المحيطة بحلب. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد، أمس، أن روسيا قلقة بشأن تطورات الوضع في سوريا، وتسعى لإعادته إلى طبيعته، وقال لافروف نريد إزالة العقبات كافة التي تقف في طريق تحقيق كل ما اتفقنا عليه لإعادة سوريا للوضع الطبيعي، مشيراً إلى أن الاتفاق الروسي الأمريكي مازال مُعلقاً بسبب غموض الموقف الأمريكي من سوريا. وأضاف نريد إزالة هذا الغموض، حيث يؤثر بشكل مباشر في تعاوننا مع الولايات المتحدة لتطبيق الاتفاقات الروسية الأمريكية. من جهة أخرى، قالت المتحدثة عن المسؤولة الأوروبية نبيلة ماسرالي في مؤتمر صحفي إن موغيريني تشاورت مع المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا كما أنها تحدثت مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وستجري اتصالاً في وقت لاحق مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إضافة إلى أطراف معنية أخرى. وكانت المسؤولة الأوروبية موغيريني ومفوض الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات كريستوس ستايليانيدس قد أعلنا، الأحد، في بيان مشترك عن مبادرة عاجلة تهدف إلى السماح للمنظمات الإنسانية بأداء عملها وحماية المدنيين، وإنقاذهم من القتال الدائر الآن شرقي مدينة حلب شمالي سوريا. (وكالات)
مشاركة :