تشير توقعات الهيئة العامة للأرصاد وحمية البيئة، إلى تأثير العوالق والأتربة المثارة، على مدى الرؤية الأفقية في أجواء عدد من مناطق المملكة اليوم الثلاثاء. وتنشط الرياح السطحية على فترات، وتشمل مناطق المدينة المنورة والرياض وتبوك، تمتد إلى الأجزاء الساحلية منها، فيما تتهيأ فرص تشكل السحب الرعدية في سماء الجنوب الغربي، مع احتمال هطول الأمطار على جازان وعسير والباحة، قد تمتد إلى مرتفعات منطقة مكة المكرمة، وترتفع نسبة الرطوبة على سواحل البحر الأحمر، مما يؤدي إلى تكون الضباب خلال الصباح الباكر. وطبقا لمؤشر الأرصاد، تسجل درجات الحرارة الصغرى، معدلات منخفضة في معظم مدن المملكة، وأجواء تميل للبرودة ليلا في الأجزاء الشمالية، وتكون العظمى نهارا بين بداية إلى منتصف الثلاثينات في معظم المناطق، وتبلغ الأربعينات عند الظهيرة في مكة المكرمة والمدينة النبوية. وبحسب مختصين في الطقس، يُحتمل معاودة نشاط الرياح، على أجزاء من المنطقة الشرقية اليوم، بحيث تعمل على إثارة الأتربة والغبار في مواقع متفرقة، وتنحسر سريعا خلال 24 ساعة القادمة بإذن الله. وتكون الأجواء حارة نسبيا في النهار، مع استمرار معدل الحرارة بمتوسط 35 درجة للعظمى، وتلامس العشرينات المئوية ليلا، متوقعا تحسن واعتدال الطقس بشكل عام. كما توضح خرائط الطقس، وجود بوادر لتشكل مرتفعات جوية، مصحوبة بنشاط الرياح الشمالية، وبالتالي الفروقات الحرارية، فيما يبدأ التأثير المباشر بتيارات هوائية تميل للبرودة، بعد منتصف الشهر، وسط احتمال وترقب للأمطار، في مثل هذا الوقت من العام بمشيئة الله، حيث يبدأ موسم الأمطار في مناطق الوسطى والشرقية والشمالية، في النصف الثاني من اكتوبر. وفي سياق متصل كان توضيح خبير المناخ والفلك، الدكتور عبدالله المسند، الأستاذ المشارك بجامعة القصيم، متحدثا عن التحولات الفصلية التي تعيشها المملكة حاليا، فيشير الى أن طقس شبه الجزيرة العربية من الصعوبة والتعقيد بمكان، لدرجة أن موسم الأمطار (من أكتوبر إلى مايو)، لا يكاد يخضع لنمط أو آلية تكرارية يسهل معها استقراء المستقبل البعيد. وقال إن التنبؤ بموسم رطب أو جاف، أو بموسم بارد جداً أو معتدل بشكل دقيق، تدرج في قائمة المحاولات في هذا السياق، وهي ليست دقيقة ولا موثوقا بها 100%، ومن جهة أخرى يكون التعامل مع التنبؤات الجوية قصيرة المدى في حدود خمسة أيام، وأحياناً قليلة أتعامل مع متوسطة المدى، كعشرة أيام وذلك في ظروف ومعطيات خاصة. وقال الدكتور المسند: ان منزلة الصرفة تستمر حتى 15 أكتوبر، ويعقبها مباشرة دخول الوسم في 16 أكتوبر، على وجه التقريب، مشيرا الى ان طالع الصرفة، هو آخر نجوم سهيل الأربعة، والتسمية تعني انصراف الحر عند طلوع نجم هذه المنزلة فجراً من المشرق، والوسم ليس بمنزلة أو نجم في السماء، بل صفة لوقت من السنة، وله من المنازل القمرية: (العواء والسماك والغفر والزبانا)، ويختلف وقت دخول الوسم من حساب إلى آخر، وهي مسألة مقبولة في حدود 10 أيام تقريباً. ووفقاً لحساب أم القرى ينتهي الوسم في 6 ديسمبر، فيكون عدد أيامه 52 يوماً، ويستمر الليل خلال هذه الفترة في الأخذ من حصة النهار بشكل يومي، حتى يقترب من 14 ساعة في نهاية الموسم. وأضاف: إن دخول الوسم يتوافق مع تواصل الشمس انحدارها إلى الجنوب، فيتحول الطقس الى مرحلة التحسن، وتنخفض درجة الحرارة ويبرد الليل تدريجيا، أيضا خلال هذه الفترة من السنة، تبدأ مراكز الضغط الجوي بالتداخل وعدم التمايز، وذلك بسبب الانتقال من فصل لآخر، فتتعاظم وتتسع الضغوط المرتفعة على حساب الضغوط المنخفضة. ويتسع المرتفع الجوي الشمالي البارد، حتى يندفع مسار المنخفضات الجوية الحركية جهة الجنوب، ومنها تبدأ بواكير المنخفضات الممطرة بإذن الله، اعتبارا من منتصف شهر أكتوبر إلى شهر مايو، وعندما تتحد المنخفضات مع وجود أخاديد باردة علوية تحدث ـ بإذن الله تعالى ـ حالة من عدم الاستقرار الإيجابية، والتي قد تسيطر على المنطقة لبضعة أيام مصحوبة بهطول الأمطار.
مشاركة :