علّقت واشنطن أمس الاثنين (3 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) مفاوضاتها مع موسكو بشأن إعادة تفعيل وقف إطلاق النار الفاشل في سورية وتشكيل خلية عسكرية مشتركة لاستهداف المتطرفين، وقالت إن «الصبر على سورية قد نفد». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، جون كيربي: «لم يتم اتخاذ هذا القرار بسهولة»، متهماً روسيا وحليفتها سورية بتصعيد الهجمات على مناطق المدنيين. وقال كيربي إن الجيشين الروسي والأميركي سيواصلان استخدام قناة اتصال وضعت لضمان عدم حدوث تصادم بينهما خلال «عملياتهما لمكافحة الإرهاب في سورية». إلا أن الولايات المتحدة ستستدعي الأشخاص الذين تم إرسالهم إلى جنيف من أجل إنشاء «مركز تنسيق مشترك» مع الضباط الروس للتخطيط لشن ضربات منسقة. من جهتها، أعربت وزارة الخارجية الروسية أمس عن الأسف إثر تعليق واشنطن المباحثات بشأن سورية، وقالت إن الولايات المتحدة تحاول إلقاء تبعة الفشل على روسيا. وفي تطور آخر، أكدت «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً التابعة للقاعدة) في بيان أمس (الإثنين) مقتل أحد قادتها في غارة جوية للتحالف الذي تقوده واشنطن.جبهة «فتح الشام» تؤكد مقتل أحد قادتها في غارة أميركية... و22 قتيلاً في اعتداء انتحاري استهدف حفل زفاف قرب الحسكةواشنطن تعلن «نفاد صبرها» وتُعلِّق المفاوضات مع روسيا بشأن سورية واشنطن - أ ف ب قررت الولايات المتحدة أمس الاثنين (3 أكتوبر/ تشرين الأول 2016)، وبعد تردد استمر أياماً عدة، تعليق مفاوضاتها مع موسكو بشأن إعادة تفعيل وقف إطلاق النار في سورية، واعتبرت أن «الصبر على روسيا قد نفد». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، جون كيربي «لم يتم اتخاذ هذا القرار بسهولة»، متهماً روسياً وحليفتها سورية بتصعيد الهجمات على مناطق المدنيين. وقال كيربي إن الجيشين الروسي والأميركي سيواصلان استخدام قناة اتصال وضعت لضمان عدم حدوث تصادم بينهما خلال «عملياتهما لمكافحة الإرهاب في سورية». إلا أن الولايات المتحدة ستستدعي الأشخاص الذين تم إرسالهم إلى جنيف من أجل إنشاء «مركز تنسيق مشترك» مع الضباط الروس للتخطيط لشن ضربات منسقة على المتطرفين. ولم ير هذا المركز النور. وسارعت موسكو إلى إبداء الأسف لهذا الموقف الأميركي. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاكاروفا «نحن نأسف لقرار واشنطن»، مشددة على أن الولايات المتحدة «تحاول إلقاء تبعة الفشل على غيرها، بعد أن فشلت في الوفاء بالتزاماتها التي عملت بنفسها على وضعها»، بحسب ما أوردت الوكالات الروسية. من جهته قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست إن «الصبر على سورية قد نفد». وأضاف إيرنست «إن صبر الجميع على سورية قد نفد» مضيفاً «لم يعد هناك ما يمكن أن تتحادث به الولايات المتحدة مع روسيا» بشأن سورية، معتبراً أن الوضع «مأسوي». وسيعلق الدبلوماسيون الأميركيون بذلك المحادثات مع روسيا بشأن إعادة تفعيل وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في التاسع من سبتمبر/ أيلول بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف. وانهارت تلك الهدنة خلال أسبوع وسط تبادل للاتهامات بين الجانبين وتصاعد القتال في الحرب السورية المستمرة منذ خمس سنوات. واتهمت واشنطن موسكو بالإخفاق في كبح جماح قوات الحكومة السورية وشن ضربات جوية تستهدف المدنيين. بينما تقول روسيا إن واشنطن أخفقت في الفصل بين المعارضين «المعتدلين» وإرهابيي تنظيم «القاعدة». وقال كيربي في بيان «للأسف فقد أخفقت روسيا في الوفاء بالتزاماتها بما في ذلك التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي». وأضاف أن روسيا «إما أنها كانت غير مستعدة أو غير قادرة على ضمان التزام نظام الأسد بالترتيبات التي وافقت عليها موسكو». وقال كيربي أيضاً «بدلاً من ذلك فقد اختارت روسيا والنظام السوري متابعة المسار العسكري بما لا يتناسب مع وقف الأعمال القتالية كما هو واضح من تكثيف هجماتهم ضد مناطق المدنيين». واتهم كيربي موسكو ودمشق بـ «استهداف البنى التحتية الحساسة مثل المستشفيات، ومنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحتاجين». وكرر تهمة واشنطن بأن روسيا والنظام السوري مسئولان عن الهجوم الدامي في 19 سبتمبر على قافلة الأمم المتحدة للمساعدات في شمال سورية على مشارف حلب. وفي السياق نفسه ندد وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت أمس (الاثنين) بـ «صلافة» نظام الرئيس السوري بشار الأسد وحليفه الروسي اللذين يمطران حلب بالقنابل «ويدعيان أن الذين يصابون بهذه الضربات هم من الإرهابيين». وما يمكن أن يكون سرع الموقف الأميركي الأخير هو إعلان موسكو أمس أن حملة القصف التي تشنها في سورية «فعالة للغاية». وقال نائب وزير الخارجية، غينادي غاتيلوف إن الضربات الجوية الروسية دعماً لنظام الرئيس السوري منعت المتطرفين من السيطرة على البلاد. وقال «من هذا المنظور فإن مشاركتنا كانت فعالة للغاية خاصة الآن بعد تدهور الوضع في المنطقة المحيطة بحلب». مشروع قرار فرنسي دبلوماسياً قدمت فرنسا مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي أمس (الاثنين) يدعو إلى فرض وقف لإطلاق النار في مدينة حلب، وإنهاء جميع الطلعات الجوية العسكرية فوق المدينة. وبموجب مشروع القرار، فإن المجلس يهدد باتخاذ «إجراءات إضافية» في حال لم تلتزم الأطراف بوقف إطلاق النار، إلا أنه لا يدعو إلى تفعيل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يسمح بفرض عقوبات أو استخدام القوة العسكرية. وصرح سفير فرنسا في الأمم المتحدة فرانسوا دولاتر لوكالة «فرانس برس»: «مسئوليتنا تحتم علينا أن نفعل كل ما بوسعنا» لمحاولة توحيد المجلس وراء جهود «إنهاء معاناة حلب». ويعرب مشروع القرار عن «الغضب من مستوى التصعيد غير المقبول في العنف» ويدعو جميع الأطراف إلى التطبيق الفوري لوقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية ووقف تحليق جميع الطائرات الحربية فوق حلب. إلا أن الجواب الروسي بالرفض جاء سريعاً. فقد أعلن غاتيلوف، حسب ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية «إننا لا ندعم من حيث المبدأ هذا النوع من الإجراءات المسيسة التي تهدف إلى استخدام مجلس الأمن لتكثيف الضغوط على سورية وروسيا». مقتل مسئول في «فتح الشام» وأكدت «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً التابعة للقاعدة) في بيان أمس (الاثنين) مقتل أحد قادتها في غارة جوية للتحالف الذي تقوده واشنطن. وقالت الجبهة في بيان أن «الشيخ أحمد سلامة (أبو الفرج المصري) عضو مجلس شورى جبهة فتح الشام» قتل «إثر غارة جوية للتحالف الدولي في ريف إدلب الغربي». وكانت وزارة الدفاع الأميركية قالت في وقت سابق إن غارة جوية أميركية استهدفت عضواً «بارزاً» في «القاعدة» في سورية. على الأرض تواصل قصف المنشآت الطبية في شرق حلب. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن إن «طائرات حربية استهدفت بشكل مباشر «أكبر مستشفى في شرق حلب، في حين أكد المسئول في الجمعية الطبية السورية الأميركية، أدهم سحلول أن «مستشفى (أم10) تدمر بالكامل» مشيراً إلى مقتل ثلاثة عمال صيانة كانوا داخله. وقتل 22 مدنياً وأصيب العشرات بجروح في تفجير انتحاري استهدف قاعة أفراح قرب الحسكة في شمال شرق سورية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في حصيلة مرشحة للارتفاع. وأوضح المصدر أن «انفجاراً عنيفاً» هز قاعة أفراح على طريق الحسكة - القامشلي، «وجرى التفجير خلال إقامة حفل زفاف (...) وهو ناجم عن تفجير شخص لنفسه داخل صالة أفراح، ما أسفر عن استشهاد ٢٢ مواطناً مدنياً على الأقل وسقوط عشرات الجرحى» موضحاً أن عدد القتلى «مرشح للارتفاع لوجود عدد كبير من الجرحى بحالات خطرة». كما قتل شخصان على الأقل أمس جراء تفجيرين انتحاريين استهدفا وسط مدينة حماة السورية، وفق ما أورد الإعلام الرسمي، تبناه تنظيم «داعش» وفق ما ذكرت وكالة «أعماق». وقتل 21 مقاتلاً تدعمهم القوات التركية في شمال سورية في انفجار ألغام الأحد وضعها تنظيم «داعش»، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس (الاثنين).
مشاركة :