فرض سيلتا فيغو نفسه عقدة لمدربه السابق لويس انريكي بعدما أسقط برشلونة حامل اللقب 4-3 مساء الأحد في المرحلة السابعة من الدوري الاسباني لكرة القدم. وكانت الفرصة سانحة أمام برشلونة لاعتلاء الصدارة بعد اكتفاء غريمه التقليدي ريال مدريد بالتعادل مع ايبار 1-1، لكن فريق انريكي عجز عن تخطي سيلتا فيغو ما فتح الباب أمام اتلتيكو مدريد للتربع على الصدارة بفارق الأهداف عن جاره اللدود بعد تغلبه على فالنسيا 2-صفر. ويبدو أن سيلتا فيغو أصبح عقدة انريكي الذي اشرف على هذا الفريق لموسم واحد 2013-2014 وقاده للفوز على ريال مدريد 2-صفر؛ ما تسبب بتوجيه ضربة قاضية لآمال الأخير بإحراز اللقب. وترك انريكي سيلتا فيغو في 16 مايو/ أيار 2014 قبل أن يلتحق بعدها بثلاثة أيام فقط بفريقه السابق برشلونة كخلف لجوسيب غوارديولا. وكان الاختبار الأول لانريكي أمام سيلتا فيغو «صادما» إذ سقط برشلونة على أرضه صفر-1 في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني 2014 ثم مرة أخرى على ملعب «بالاديوس» بنتيجة كبيرة 1-4 في 23 سبتمبر/ أيلول 2015 وصولا إلى مباراة الأحد التي شكلت الخسارة الثالثة له بمواجهة فريقه السابق. والمفارقة أن سيلتا فيغو لم يفز على أي فريق بقدر عدد المباريات التي فاز بها على برشلونة بقيادة انريكي الذي شاهد النادي الكاتالوني يتخلف في الشوط الأول بثلاثية نظيفة للمرة الأولى منذ العام 2007 (ضد فياريال حينها). تير شتيغن لن يغير أسلوبه ولكن برشلونة عاد إلى أجواء اللقاء في الشوط الثاني بفضل هدف من مدافعه جيرار بيكيه وركلة جزاء للبرازيلي نيمار قبل أن تحبط عزيمته بالخطأ القاتل الذي ارتكبه حارسه الألماني مارك-اندريه تير شتيغن عندما سدد الكرة ومن دون أي ضغط على التشيلي بابلو هرنانديز الذي حولها في القائم ومن ثم تهادت في الشباك. وهذه المرة الثانية فقط التي تهتز فيها شباك الحارس الألماني بأربعة أهداف في الدوري الاسباني والأولى كانت أمام سيلتا فيغو بالذات الموسم الماضي. واعتذر الحارس الألماني بعد المباراة، قائلا: «لو لم ارتكب هذا الخطأ لكانت لدينا فرصة جيدة للفوز بالمباراة. لا يمكنني ارتكاب خطأ من هذا النوع. إنه خطئي لكني لن أغير الطريقة التي ألعب بها على رغم ما حصل». ورفض انريكي تحميل تير شتيغن الذي حطم في أوائل الموسم ضد اتلتيك بلباو الرقم القياسي من حيث التمريرات الناجحة لحارس مرمى في مباراة واحدة، مسئولية الهزيمة التي تسببت بتراجع برشلونة إلى المركز الرابع خلف اتلتيكو وريال وإشبيلية وأمام فياريال بفارق الأهداف فقط، وذلك قبل الدخول في عطلة المباريات الدولية. وقال انريكي لتلفزيون برشلونة: «الهزيمة هي هزيمة الجميع. إنها هزيمتي أولا. أنا المسئول عن الفريق. الآن علينا استعادة توازننا. كان اليوم مهما جدا بالنسبة لنا وكنا نملك فرصة تصدر الترتيب لكننا لم نستغلها». أول ثنائية لبيكيه وواصل «بدأنا المباراة جيدا وكنت راضيا عن الدقائق الـ15 الأولى لكننا دخلنا بعدها في دينامية سلبية وبدأنا نخسر المواجهات الفردية التي تفوقوا فيها علينا. اللاعبون ليسوا آلات. علينا الآن أن نستعيد توازننا والقتال في المباراة المقبلة». وكان بإمكان برشلونة العودة اقله بنقطة بعدما نجح بيكيه مجددا في إعادته إلى اللقاء بتسجيله الهدف الثالث والثنائية الشخصية الأولى له بقميص الأخير في جميع المسابقات، لكن الوقت داهم رجال انريكي لان الهدف جاء في الدقيقة 87 ولاعبو سيلتا عرفوا كيف «يقتلون» المباراة في الوقت المتبقي. وتحدث بيكيه عن مجريات المباراة قائلا: «هدف سيلتا الأول جعلنا نغير مخططاتنا. ثم سجلوا هدفين سريعين (31 و33). لقد أعجبت بردة فعل الفريق في الشوط الثاني لأنه من الصعب نفسيا تلقي 3 أهداف في فترة وجيزة». وكانت المباراة مميزة للاعب الوسط المتألق اندريس انييستا الذي خاض مشاركته الـ600 مع برشلونة في جميع المسابقات، كما أصبح صاحب ثاني أكثر مشاركة مع الفريق في الدوري خلف زافي هرنانديز (505 مباريات) بعدما خاض مباراته الـ393، متفوقا على القائد السابق كارليس بويول (392). ومن المؤكد أن انييستا كان يفضل الاحتفال بهذه المناسبة بطريقة أفضل وهو أكد بعد المباراة «إنها هزيمة مؤلمة لأننا كنا نملك فرصة الانقضاض على الصدارة. لقد قدمنا كل ما لدينا لكن العودة لم تكتمل». وواصل «أنا سعيد حقا ببلوغ المباراة الـ600 لكني كنت أود الاحتفال بانتصار. علينا العمل بجد الآن من اجل مواجهة التحديات المقبلة».
مشاركة :