.. للكاتبة انتصار العقيل قدرة على تحدي فقاعات الزمن، فلقد اختلفت والأستاذ عبدالله أبو السمح، والأستاذ حمد القاضي ، والأستاذ عبدالله باجبير معها، حول بعض ما طرحته من موضوعات وكان الاختلاف الأكبر هو ما أثير حول «زواج المسيار». ومرت الأيام ودارت الأعوام، ومضى كل إلى غايته دونما عتب حتى فاجأتني الأيام عند دخولي مستشفى الدكتور سليمان فقيه لعلاج الشد العضلي الذي أصابني، وجدت الأستاذة انتصار بشحمها ولحمها في الغرفة المجاورة لغرفتي ترافق زوجها الأستاذ منصور عطار الذي تعرض لكسور في ساقه فتفضلت بزيارتي وهدايا من كل نوع ولون لتؤكد لي أن ما مضى فات وأن المستقبل بيننا هو التقدير والاحترام ثم أهدت إلي آخر اصداراتها وهي رواية عنوانها : حين تهطل السماء دموعا. والواقع أنها كاتبة مقالة رقيقة وكاتبة رواية، وقصص قصيرة متميزة بحكم معايشتها للحياة الاجتماعية بجميع صورها، وبالذات المجال العائلي فكما يقولون : «كم في البيوت من عجائب وغرائب القصص». وقد استفادت الأستاذة انتصار من تلك القصص ورصدتها في ما تكتب بقلمها السيال المتميز برشاقة الحرف ودقة التصوير. وفيما أذكر أن الأستاذ الكبير عبدالله عبدالجبار رحمه الله، قال عنها ذات يوم زرته فيه مع الأستاذ عبدالله أبو السمح بمنزله في مشروع الأمير فواز : رفقا بالقوارير أيها العبادلة فإن انتصار كاتبة مبدعة بدون ريب. كما أن أخي الأستاذ عبدالله الجفري رحمه الله، قال عنها عندما احتد بيننا وبينها الخلاف حول زواج المسيار : لو أن انتصار العقيل تجافي الحدة في حوارها، وتتفرغ لكتابة الروايات فإني لا أشك أنها ستصبح غادة السمان الحجاز. وأعود فأقول : لقد قرأت رواية الأستاذة انتصار العقيل «حين تهطل السماء دموعا» في ساعة ونصف لسلاسة الأسلوب وجميل التعبير فتحية لها ولأعمال أدبية أخرى. آية : «لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت». وحديث : فيما روى الامام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أحسن أحدكم اسلامه، فكل حسنة يعملها تكتب له بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، وكل سيئة يعملها تكتب له بمثلها. شعر نابض : وما السعادة في الدنيا سوى شبح فإن صار شيئا مله البشر.
مشاركة :