مناورات سعودية قُبالة السواحل الإيرانية تنفي الأكذوبة الغربية وتُفشل المؤامرات

  • 10/4/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لطالما تحدثت وسائل الإعلام الغربية، وخصوصاً الأمريكية، عن أكذوبة تقول إن الشراكة السعودية تقوم على مبدأ حماية الولايات المتحدة الأمريكية  للسعودية؛ بينما توفر السعودية النفط لأمريكا، وهو توصيفٌ يصعب تصديقه؛ فالمملكة العربية السعودية لديها ما يكفي من القدرات والإمكانات العسكرية الضخمة واللازمة للدفاع عن مصالحها ومصالح أشقائها الخليجيين، ولن تساوم على مبادئها.   إفشال المؤامرات كان ذلك جلياً خلال تدخّل القوات السعودية ودرع الجزيرة في البحرين واليمن، وإفشال المؤامرات الانقلابية الإيرانية في هذين البلدين العربيين، وإنقاذهما من المخالب الإيرانية التي لولا لطف الله والتدخُّل السعودي لأصبحت حالة هاتين الدولتين، مثل العراق ولبنان.   مناورة ضخمة في هذا الأسبوع أعلنت قيادة القوات البحرية السعودية، مناورة بحرية ضخمة بدأت الأحد قُبالة السواحل الإيرانية، وتشمل مضيق هرمز وبحر عُمان؛ حيث تهدف إلى التأكّد من جاهزية البحرية السعودية لأيّ طارئ, بخلاف رغبة الحكومة السعودية في تأكيد مقدرتها على الوقوف في وجه الأطماع الإيرانية بحزم وبشكل منفرد دون الولايات المتحدة الأمريكية التي بات موقفها غامضاً في كل قضايا المنطقة، ولم تعد من مصلحتها مواجهة طهران في المنطقة، خصوصاً بعد الاتفاقية النووية.   قلق وتحذيرات التحرُّك المنفرد السعودي يُقلق الغرب، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما حذّر منه مدير الأبحاث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى باتريك كلاوسون؛ في تقريرٍ له بالقول: "إن تراجع الدور الأمريكي في المنطقة سيعزّز من تحرُّك السعودية بمفردها لمواجهة التدخلات الإيرانية في المنطقة، كما حدث في اليمن، منتقداً تراجع أمريكا في فرض عقوبات إضافية على طهران عقب تجاربها الصاروخية الأخيرة، وتراجعها في الملف السوري وفي الملف النووي"، وبيَّن قائلاً: "إذا لم تقف أمريكا في وجه إيران في المنطقة، فإن الرياض ستفعل ذلك بمفردها".   "درع الخليج -1"   نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، على لسان قائد القوات البحرية الملكية السعودية، الفريق الركن عبدالله السلطان؛ قوله: "إن التمرين البحري (درع الخليج -1) يضم تشكيلات من القوات البحرية بالأسطول الشرقي؛ حيث تشمل السفن والطائرات ومشاة القوات البحرية ووحدات الأمن البحرية الخاصّة"، مشيراً إلى أن التمرين يأتي ضمن سلسلة التمارين التي تنفذها القوات البحرية الملكية السعودية في منطقة الخليج العربي ومضيق هرمز وبحر عُمان.   ردع العدوان وأضاف "السلطان": "التمرين يهدف إلى رفع الجاهزية القتالية واكتساب المهارات اللازمة من خلال الدقة في التخطيط والاحترافية في التنفيذ والقدرة على ممارسة إجراءات القيادة والسيطرة على الوحدات المختلفة في مسرح العمليات؛ ذلك للدفاع عن حدود المملكة وحماية الممرات الحيوية والمياه الإقليمية وردع أيّ عدوان أو عمليات إرهابية محتملة قد تعيق الملاحة في الخليج العربي".   رسائل متعدّدة وتحمل المناورات السعودية رسائل عدة، أهمها إلى طهران وهي أن السعودية مستعدة للتحرُّك بشكل تدميري وحاسم لمواجهة أيّ تهديد يطول مصالح الدول الخليجية في المنطقة، كما حدث في البحرين واليمن، كما أن العبث الذي تقوم به طهران في المنطقة لن يستمر.   "الإرهابية" الكبرى كما تبدو الرسالة الثانية موجّهة إلى الحكومة الإيطالية التي ارتكبت خطأً غير مبرّر بإجرائها مناورات بحرية، الأسبوع الماضي، مع إيران التي تعد إحدى أكبر الدول الداعمة للإرهاب في العالم؛ بحسب تصنيف وزارة الخارجية الأمريكية الأخير.   وصلت الرسالة وهو ما ردَّت عليه السعودية في وقتها، وأعلنت القيام بمناورة بحرية تشارك فيها كل التشكيلات البحرية السعودية رداً على هذه المناورات الغريبة؛ حيث فهمت إيطاليا الرسالة وأرسلت وزيرة دفاعها، أمس إلى الرياض؛ حيث التقاها ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان في مكتبه أمس.   التقلُّب والتحصين ليس غريباً أن تكون واشنطن من الدول التي تريد السعودية أن توصل إليها رسالة مفادها أن شراكتكم مهمة؛ لكن السعودية لن تكون ضحية إدارة متقلبة في الأولويات والأهداف, ولن تكون لقمة سائغة وسهلة، كما قال الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرّمة؛ حيث تسعى السعودية دائماً لتحصين نفسها وحماية أمن المنطقة ومقدرات البلاد، وهو ما أكّده ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، في أثناء زيارته الأخيرة إلى تركيا التي قال فيها، إن بلادنا مستهدفة ولا يختلف اثنان على ذلك, لكننا نحصن أنفسنا بكل الوسائل والسبل المتاحة.   تسليح متطور تمتلك البحرية السعودية تسليحاً متطوراً، ويصنفها خبراء، بأنها القوة البحرية الأكبر في المنطقة بعد إسرائيل، ومع ذلك تمضي السعودية بخطط طموحة نحو الريادة في هذا المجال في منطقة مضطربة ومعقدة.   السفن والصواريخ وكانت وكالة "نوفستي" للأنباء، قد كشفت عن صفقة أسلحة متطورة لبيع 5 سفن دورية حديثة مزوّدة بصواريخ "كاليبر" بعيدة المدى للسعودية، تصل سرعة هذه السفن إلى 30 عقدة، وتبلغ حمولتها 1300 طن، وهي تتسع لطاقم مكوّن من قرابة 80 فرداً، وتقدر هذه السفن على قطع مسافات نحو 6 آلاف ميل بحري دون الدخول إلى موانئ.. وتزوَّد السفن الدورية من هذا الطراز بأسلحة حديثة، ومنها منصّات إطلاق صواريخ كاليبر بعيدة المدى، ومدفع عياره 57 ملم، ومنظومة صواريخ مضادة للجو، ورشاشات. كما من الممكن تجهيز منصّة لمروحية "كا-27 بي إس" على متن مثل هذه السفينة.   صفقة الـ 11 ملياراً وكان مسؤول أمريكي، قد أعلن في أكتوبر الماضي موافقة الحكومة الأمريكية على صفقة بيع أربع سفن حربية متعدّدة المهام من إنتاج "لوكهيد مارتن"، والمعدات المرتبطة بها للسعودية، في صفقة تقدّر قيمتها بـ 11.25 مليار دولار، وقال المصدر غير المفوض له بالحديث علناً، إن وكالة التعاون الأمني والدفاعي التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) التي تشرف على المبيعات العسكرية الخارجية أخطرت أعضاء الكونجرس الليلة الماضية بالصفقة التي تشمل برامج التدريب وأنظمة رادار وأخرى تعمل بالموجات الصوتية وذخيرة وأنظمة توجيه عالية الدقة.

مشاركة :