صراحة-متابعات: أكد تربويون أن عودة الاختبارات التحريرية لطلاب وطالبات المرحلة الابتدائية من الصف الثاني حتى السادس سيكون لها دور كبير في حل العديد من مشكلاتهم من تأخر دراسي وصعوبات تعلم، مشيرين إلى إذكاء روح التنافس بين الطلاب وإبراز الفروق الفردية ودعم سير عملية التقويم المستمر، محذرين من عودة الرهبة والارتباك للأسر إذا عادت بشكلها السابق قبل بداية التقويم المستمر. وقالت مستشارة الإدارة العامة للتربية والتعليم بجدة الدكتورة جواهر مهدي إن للتقويم المستمر آليات وممارسات تربوية لا بد أن يعيها المعلمون والقائمون على التربية بجميع فئاتهم، ومفهوم أن الاختبارات التحريرية لا تندرج تحت ممارسات التقويم المستمر مفهوم خاطئ يجانبه الصواب، فالتقويم المستمر يعني استمرار عمليات التقويم ومرادفتها لعملية التعليم. وأضافت أن نجاح التقويم يتوقف على دراية المعلم بأهدافه ووعيه بأساليب تقويمها وقدرته على ترجمة هذه الأهداف إلى معايير وسبل قياس هذه المعايير وفق مؤشرات وشواهد يقف بها على جميع جوانب النمو للطالب (العلمية والميول والاتجاهات والقيم والعلاقات والسلوك) وبما يمكنه من تشخيص نواحي الضعف وجوانب القوة واكتشاف الموهبة، مشيرة إلى أنه نشأ عن بعض النشاطات من المعلمين حيال الاختبارات التحريرية وتغييبها تماما من الممارسات اليومية والأسبوعية والشهرية، استهتار من بعض الدارسين بكسب المهارات الأساسية والثانوية من ضعف الخط وتردي التعبير وتدهور الجمل وبعدها عن الوفاء بمضمونها، وعندما عادت المطالبة وتأكيد دور الاختبارات التحريرية لم تعد إلا لأهمية إجرائها في دعم سير عملية التقويم المستمر. وحذرت جواهر من عودة الممارسات التقليدية السابقة حيال إجراء الاختبارات من إضفاء جو الرهبة وسيادة الخوف على المتعلمين أو التركيز على هذا النوع من التقويم والاهتمام به دون وسائل التقويم الأخرى وأنواعه المتعددة من بطاقات ملاحظة ومقاييس أدائية ومقاييس نمائية وملفات إنجاز، لافتة إلى أن التطبيق الميداني للاختبارات هو ما يقلل من ظاهرة الغياب. من جهته، قال مشرف الصفوف الأولية بتعليم جدة محمد الشهري إن الاختبارات التحريرية موجودة في أدوات التقويم بلائحة تقويم الطالب، والحديث عن عودتها أمر غريب لأنها لم تحذف أصلاً، منوها إلى أن إلزام المعلمين والمعلمات بإجرائها هو تنظيم جديد لم يطبق بعد وﻻ نستطيع الحكم على شيء لم يقس بعد. وبحسب تعبيره فان الاختبارات هي أقل أدوات التقويم تحديدا للمستوى وﻻ تقيس حقيقة الطالب ومستواه، وجعلنا منها القياس الوحيد لتحديد مستوى الطلاب وهذا غير سليم تربويا. وقالت مديرة وحدة الخدمات الإرشادية بإدارة التوجيه والارشاد بتعليم جدة سمر ركن إن إدارتها تستقبل العديد من حالات التأخر الدراسي خاصة في المرحلة المتوسطة ويرجع اكتشاف التأخر الدراسي في هذه المرحلة المتأخرة لآلية التقويم للطالبات فى المرحلة الابتدائية حيث يكون الاستناد على رأى المعلمة والاعتماد على الاختبارات الشفوية، مشيرة إلى أن عودة آلية الاختبارات التحريرية للطلاب فيها حد فاصل لقياس المستوى الإدراكي والاستيعابي الحقيقي للطالب، كما أن في عودة الاختبارات التحريرية للمرحلة الابتدائية التزام بالحضور المدرسي لنهاية الفصل الدراسي لأن مبدأ الإجازة الطويلة أيضا له مردود نفسى على الطالب وحيويته في العودة الى المدرسة بعد طول انقطاع. وأضافت أن عودة الاختبارات التحريرية للمرحلة الابتدائية سيمكن من اكتشاف المشكلات الدراسية مبكرا باختلاف أنواعها من (بطء تعلم، تأخر دراسي، صعوبات تعلم، أو تأخر عقلي) للعمل على إلحاق الحالة بالجهة التربوية المناسبة لقدراتها، منوهة أن من سلبيات التقويم المستمر إن انخفضت الهمة لدى الطالبات ولم يعد هناك مجال للتميز بمستويات متفاوتة لأن الكل ينجح. من جانبها، أكدت وزارة التربية والتعليم في تعميم لجميع إدارات التربية والتعليم على أن يجري المعلمون من الصف الثاني حتى الصف السادس اختبارات تحريرية (لا تقل عن ثلاثة اختبارات أحدها في نهاية الفصل الدراسي) في جميع المواد الدراسية ما عدا القرآن الكريم والتربية البدنية والفنية، وتكون وفق طبيعة المهارات في كل مادة، وفي تواريخ محددة ورصد نتائجها ضمن شواهد اتقان للطالب للمهارات التي تمت دراستها، مع توظيف جميع أدوات التقويم الأخرى. وأشارت في تعميمها إلى تولي مديري المدارس الإشراف على تطبيق الاختبارات ومتابعة نتائجها وآلية رصدها وفق المعمول به في نظام نور، فيما يتولى المشرفون التربويون متابعة المدارس لأداء الاختبارات. اليوم
مشاركة :