قبل 23 يوما كانت كاميرات العالم موجهة صوب هذين الرجلين،وقبل بضعة أشهر، من نهاية فترة أوباما الرئاسية،فإن واشنطن تقوم ما بوسعها من جهود لإنجاح معركة دبلوماسية،عبر التفاوض مع موسكو. في العاشر من سبتمبر كانت بوادر أمل مرتجى تلوح في الأفق، من جديد. وزير الخارجية الأميركي، جون كيري: تعلن الولايات المتحدة وروسيا اليوم،عن خطة،ففي حال تنفيذها،واتباعها،ستكون ثمة نقطة تحول ولحظة للتغيير دخلت الهدنة حيز التنفيذ يوم الثاني عشر من سبتمبر،فتنفست حلب الصعداء لبضعة أيام،ومنذ البداية كنا نعلم أن مستقبل الهدنة،سيتحدد مصيره هنا في حلب،فالمدينة ستكون اختبارا لإرادة كل الأطراف على الرغم من الانتهاكات العديدة،فإن وقف إطلاق النار، قد احترم بشكل عام،وحتى 19 من سبتمبر،وفي خضم التحركات الدبلوماسية،التي كانت تسعى إلى تمديد وقف إطلاق النار، فإن قافلة كانت تحمل مساعدات إنسانية وتابعة للأمم المتحدة،والهلال الأحمر،قد تعرضت لغارة جوية غرب حلب. من بين أهداف الهدنة كان إيصال المساعدات الإنسانية في المناطق المعوزة،كمثل المدينة المحاصرة،لكن الغارة قضت على الآمال المرجوة،فالشاحنات أصبحت قابعة هنا وتقطعت بها السبل على الحدود السورية،حتى وإن بذلت جهود جبارة، فإن الهدنة لم تستقم بعد. ومذ ذاك فإن حلب أصبحت مسرحا لوابل من القنابل،آخر الأحداث كان ما تعرض له أحد المستشفيات من غارات،وكان الأمر مدعاة لمناوشات ما بين موسكو وواشنطن،في الوقت الذي تحاول فيه الأمم المتحدة إحياء الجهود الدبلوماسية،فإن واشنطن وموسكو لا تزالان تمارسان حوار الطرشان. ويقول وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف: لسوء الحظ،ومنذ البداية كان هناك العديد ممن كانوا يرغبون في كسر الاتفاقات،بما في ذلك الإدارة الأميركية،وكما تعلمون،ففي يوم أمس،لقد نجح للأسف الشديد من كانوا ضد تسوية سياسية للأزمة السورية،وضد حلول لقرارات للأمم المتحدة ، و أولئك ممن كانت لديهم خطط لحل للوضع بواسطة القوة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري: يبدو أن النظام السوري وروسيا رفضا الحلول الدبلوماسية،محاولة منهما في تحقيق نصر عسكري على جثث مقطعة،وعلى حساب مستشفيات قصفت تدريجيا وعلى حساب أطفال يعانون من صدمات طويلة الأمد،فمن هم جادون في تحقيق السلام يتصرفون بأساليب أخرى تختلف عن تلك التي تتصرف بها روسيا 342 شخصا من بينهم 106 أطفال،قتلوا شرق حلب،خلال الاثني عشريوما الماضية،وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
مشاركة :