منحت جائزة نوبل الفيزياء للعام 2016 أمس، إلى البريطانيين الثلاثة: ديفيد ثاوليس وف. دانكن هولداين وج. مايكل كوستيرليتس، لأبحاثهم حول المادة الغريبة التي يتوقع أن تكون لها تطبيقات في مجال صناعة الحواسيب الفائقة القوة. وقالت مؤسسة نوبل، إن أبحاث العلماء الثلاثة أتاحت إحراز تقدم في الفهم النظري للأسرار الغامضة للمادة، وفتحت آفاقاً جديدة في تطوير مواد مبتكرة. ورأت أن الفائزين هذه السنة فتحوا الطريق إلى عالم مجهول تمر فيه المادة بأطوار غريبة، وقد استخدموا الوسائل الرياضية المتقدمة لدراسة المراحل أو الأطوار غير المعتادة للمادة، مثل الموصلات الفائقة، والأجسام ذات الميوعة الفائقة، والأشرطة المغناطيسية الدقيقة. وقال لوران ليفي، أستاذ الفيزياء في جامعة غرونوبل الفرنسية، إن اكتشافات هؤلاء العلماء أحدثت ثورة في المفاهيم، فقد أدخلوا أفكاراً جديدة في الفيزياء، أدت إلى تحقيق عدد كبير من الاكتشافات الجديدة. وعمل ثاوليس وهولداين وكوسترليتس على دراسة العوازل الطوبولوجية، وهي أشكال من المادة تتسع فيها الأبحاث العلمية في السنوات العشر الأخيرة. وهذه المواد التي تتميز بخاصيات الموصل الفائق والمائع الفائق، أو الاثنين معاً، من شأنها أن تفتح آفاقاً واسعة في تصميم الحواسيب الكمية. وتبدي الحكومات اهتماماً كبيراً بالحواسيب الكمية، على أمل أن تكون قادرة على الكشف السريع عن أي رمز سري يحمي بيانات سرية مصرفية أو طبية أو دفاعية أو تجارية. وكان العالم الهولندي أندريه غيم، أول من عزل واحدة من هذه المواد، الغرافين، في العام 2004، ونال بفضل ذلك جائزة نوبل في العام 2010، إلى جانب الروسي البريطاني كونستانتين نوفوسيلوف. ويبلغ ثاوليس 82 عاماً من العمر، ولد في إسكتلندا، ويعمل أستاذاً في جامعة سياتل في واشنطن، وحصل على نصف قيمة الجائزة، أي 4 ملايين كورونا سويدية (417 ألف يورو). أما النصف الآخر فيتقاسمه هولداين (65 عاماً) المولود في لندن، والأستاذ في جامعة برينستون في نيوجيرسي بالولايات المتحدة، وكوستيرليتس، المولود أيضاً في إسكتلندا العام 1942، والأستاذ في جامعة براون في ولاية رود آيلاند الأمريكية.
مشاركة :