استنكر المدير التنفيذي لمركز أفلاذ لتنمية الطفل بالمنطقة الشرقية فضيلة الشيخ الدكتور أحمد البوعلي حادثة تعرض طفلة تبلغ من العمر 6 سنوات للنحر في الأحساء، مطالبا بالتعرف على الأسباب ومعاقبة مرتكبة الجريمة وكل من تسول له نفسه لهذا الفعل الشنيع الذي يجني على الأبرياء. وشدد البوعلي على ضرورة التعاون مع كل الجهات المعنية لحماية الطفولة التي تتعرض للعديد من المآسي والجرائم البشعة مبينا بأن ما حدث للطفلة مؤسف جدا، وانما حصل موقف غريب وشاذ، وبفضل من الله لسنا مجتمعا عنيفا بل مجتمع لطيف وواعي. وأكد بأن أهالي الاحساء جبلوا على التعايش والتراحم والمحبة والألفة، لكن لكل قاعدة شواذ وما حدث تصرف فردي من مريض نفسي أو عقلي. وأضاف رغم كل الجهود التي تبذل في المجتمع سواء من مركز أفلاذ لتنمية الطفل في توعية المجتمع أو غيره من مؤسسات حكومية ومدنية إلا اننا في حاجة الى بذل المزيد من الجهود للتغلب على ظواهر العنف والتي تخرج بين الفينة والأخرى، حيث أظهرت بعض الدراسات العديد من حالات العنف التي يتعرض لها الأطفال في المجتمع، ووفق أحدث الإحصاءات، فإن (45%) من إجمالي أطفال المملكة يتعرضون لنوع من أنواع العنف، وهي نسبة كبيرة جدا ومخيفة. كما أنها تشير إلى وجود خلل في نوازع الرحمة وان كانت تحدث من ندرة قلة من بعض أفراد المجتمع. وأكد بأن الوالدين يشكلان النسبة الأكبر من المُعنِّفين للأطفال، بنسبة (74%)، فيما يُشكل عنف الإخوة والمعلمين والعمالة المنزلية والمُعنِّفين الغرباء ما نسبته (14%)، في حين بلغت نسبة المُعنِّفين المجهولين (12%)، وأنه لابد من الخروج بمقترحات سواء تشريعية أو توجيهية للمؤسسات التربوية والاجتماعية والإعلام لما له من دور فعال فى بناء المجتمع. وشدد الدكتور البوعلي على ضرورة الاهتمام بالطفل ودعم قضايا الطفولة وبخاصة الأطفال ضحايا العنف والاعتداء، موضحا بأن هناك أسبابا للعنف منها عدم التوافق النفسي والاجتماعي والبطالة والفقر والإدمان، إضافة لبعض المفاهيم الخاطئة مثل القوامة والولاية. وأرجع أسباب تزايد العنف ضد الأطفال حسب معظم الدراسات إلى مجموعة من العوامل منها الاقتصادية، حيث بينت دراسة سابقة أن إيذاء الأطفال يحدث بصورة أكبر في الأسر ذات الدخل المنخفض، فقد وصلت نسبة العنف ضد الأطفال 29% في الأسر التي يقل دخلها عن 3000 ريال شهريا، إضافة لأسباب اجتماعية مثل التفكك الأسري، الخلافات الزوجية، كبر حجم الأسرة وإدمان المخدرات مما يؤدي إلى تشرد وضياع الأطفال. وممارسة مفاهيم خاطئة حول أساليب التنشئة منها العقاب الجسدي أو اللفظي، إلى جانب غياب الوعي بأساليب التنشئة السليمة.
مشاركة :