أعلنت وزارة الداخلية في مصر مقتل القيادي في جماعة «الإخوان المسلمين» محمد كمال وحارسه ياسر شحاتة في مواجهة مع قوات الشرطة أثناء دهم شقة كانا يختبئان بها في حي البساتين في القاهرة، فيما قضت محكمة بإعدام متهميْن اثنين حضورياً في قضية «العائدون من ليبيا». وقالت وزارة الداخلية في بيان مساء أول من أمس إن «معلومات توافرت لقطاع الأمن الوطني تفيد باتخاذ بعض قيادات الجناح المسلح لتنظيم الإخوان الإرهابي من إحدى الشقق الكائنة في منطقة البساتين مقراً لاختبائهم والإعداد والتخطيط لعملهم المسلح في المرحلة الراهنة، فتم استهداف هذا الوكر، وحال دهم القوات الأمنية له، فوجئت بإطلاق أعيرة نارية تجاهها من داخله، ما دفعها إلى التعامل مع مصدرها»، وأسفر ذلك عن مقتل محمد كمال وياسر شحاتة. وأشار البيان إلى أن كمال هو «المسؤول الأول عن كيانات تنظيم الإخوان المسلحة، ومؤسس الجناح المسلّح للتنظيم ولجانه النوعية في أنحاء البلاد والقائم على إدارة وتخطيط وتدبير عملياته العدائية التي اضطلعت عناصره بها خلال الفترة الماضية بتكليف من قيادات التنظيم بالخارج، وكان على رأسها اغتيال النائب العام السابق الشهيد هشام بركات والعقيد وائل طاحون، ومجموعة من ضباط وأفراد هيئة الشرطة والقوات المسلحة، ومحاولة اغتيال المفتي السابق الدكتور علي جمعة». وأصدرت محكمتان عسكريتان حكميْن بالسجن المؤبد ضد كمال في قضية «تشكيل مجموعات مسلحة للقيام بعمليات عدائية ضد مؤسسات الدولة»، وقضية تفجير عبوة ناسفة خلف قسم شرطة في مدينة أسيوط جنوب القاهرة، كما انه مطلوب ضبطه في قضايا عدة، أبرزها اغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات في حزيران (يونيو) من عام 2015. يذكر أن كمال عضو في مكتب إرشاد جماعة «الإخوان»، وكان يشغل مسؤولية مكتبها الإداري في محافظة أسيوط، وهو طبيب وعمل أستاذاً في جامعة أسيوط، وتولى مسؤولية اللجنة الإدارية العليا للجماعة عام 2014 مع اشتداد أزمتها عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي. وقاد كمال جناح الجماعة المُناهض لنائب المرشد ورجلها القوي محمود عزت، وقرّب إليه غالبية الشباب الداعي إلى مواجهة السلطات بالعنف، والتخلي عن المعارضة السلمية. ورفض الاعتراف بقرارات أعلنتها الجماعة، من بينها عزل الناطق الإعلامي السابق باسمها محمد منتصر، واعتبر أنه «الناطق الشرعي» باسم الجماعة، ومن حينها للجماعة صوتان ومنبران إعلاميان. ويشير بيان وزارة الداخلية إلى علاقة بين كمال وجماعة «حسم» المُسلحة التي برز أسمها أخيراً مع تبنيها هجمات إرهابية، أبرزها محاولة اغتيال النائب العام المساعد المستشار زكريا عبدالعزيز قبل أيام في القاهرة الجديدة باستهداف موكبه بسيارة مفخخة، ومحاولة اغتيال المفتي السابق الدكتور علي جمعة في ضاحية السادس من أكتوبر عند أطراف القاهرة، وهما الهجومان اللذان نشرت جماعة «حسم» صوراً لهما لتأكيد ضلوعها فيهما. ولفت بيان وزارة الداخلية إلى أن كمال مسؤول عن محاولة اغتيال الدكتور علي جمعة، ما يوحي بعلاقة بين كمال وتلك الجماعة التي أثارت جدلاً بهجماتها كونها غير معروفة. واعتبر الجناح الموالي لكمال في جماعة «الإخوان» أن قوات الأمن قامت بـ «تصفيته». وقال الناطق باسمه محمد منتصر إن «قوات الأمن اعتقلت كمال وقتلته بعدها». وتبنى الأمين العام للجماعة الدكتور محمود حسين تلك الرواية في بيان للجماعة، وقال إن رواية تبادل إطلاق النار «كذب بواح»، مضيفاً: «ما يعرفه القاصي والداني أن الدكتور كمال لم يستخدم السلاح في حياته، وكذلك شحاتة». من جهة أخرى، قررت محكمة جنايات القاهرة أمس إحالة أوراق متهميْن اثنين حضورياً على المفتي لأخذ رأيه في إعدامهما بتهمة «الانضمام إلى تنظيم إرهابي مسلح» اسمه «العائدون من ليبيا». وحددت المحكمة جلسة 5 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل للنطق بالحكم. ويحاكم في القضية 16 متهماً أحيلوا على المحاكمة الجنائية العام الماضي عقب ضبطهم في منفذ السلوم أثناء عودتهم من ليبيا. وأسندت التحقيقات لهم تهم «الضلوع في أعمال عنف وإرهاب خارج الأراضي المصرية، والتخطيط لاستهداف المنشآت داخل البلاد». وقررت محكمة جنايات القاهرة أمس تأجيل نظر محاكمة 213 متهماً في قضية تنظيم «أنصار بيت المقدس»، إلى جلسة 29 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري لاستكمال سماع الشهود. وكانت نيابة أمن الدولة أحالت المتهمين على المحاكمة، وأسندت إليهما ارتكاب جرائم «تأسيس وتولي قيادة والانضمام إلى جماعة إرهابية، والتخابر مع منظمة أجنبية، وتخريب منشآت الدولة، والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والشروع فيه، وإحراز أسلحة آلية وذخائر ومتفجرات». وبايعت جماعة «أنصار بيت المقدس» في تشرين الثاني عام 2014 أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم «داعش»، وغيّرت اسمها إلى «ولاية سيناء»، وهي مسؤولة أساساً عن غالبية الهجمات الإرهابية شمال سيناء. وفي سيناء، أعدم مسلحون يتبعون لـ«داعش» شاباً في قلب مدينة العريش مساء أول من أمس. وقال شهود إن سيارة خاصة ترفع علم «داعش» أتت من ناحية حي المساعيد، ووقفت قرب شارع أسيوط في قلب مدينة العريش، فترجل منها مسلحون ملثمون مدججون بالسلاح، وأنزلوا شاباً موثق اليديْن والقدمين يرتدي الزي البرتقالي الذي يُلبسه «داعش» لضحاياه الذين يذبحهم، وهموا بذبحه، وحينها حاول الأهالي التدخل لمنعهم من ارتكاب الجريمة، لكنهم هددوهم بإطلاق النيران في الهواء، ثم ذبحوا الشاب وفروا هاربين. وأفيد بأن الشاب يُدعى إبراهيم الحمراوي، وخطفه مسلحون من أمام منزله قبل أيام، ويُعتقد أنهم ذبحوه لشكهم في تعاونه مع قوات الأمن للإبلاغ عن تحركات المسلحين. وذكرت مصادر طبية وشهود أن رجلاً مُسناً (75 سنة) أصيب بطلق ناري مجهول المصدر قرب منطقة الماسورة عند المدخل الغربي لمدينة رفح.
مشاركة :