“ياهو” فحصت سرًا مئات ملايين رسائل البريد الإلكتروني لمصلحة FBI

  • 10/5/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

فضيحة جديدة تضاف الى سلسلة فضائح شركات التكنولوجيا العالمية. فقد كشف موظفون سابقون في ياهو أنّ الشركة صممت سرا برنامجا مخصصا للبحث في كل رسائل البريد الإلكتروني الواردة لعملائها بحثا عن معلومات محددة قدمها مسؤولون في المخابرات الأميركية FBI. وقال ثلاثة موظفين سابقين وشخص رابع مطلع على الأحداث إن الشركة التزمت بالطلب السري للحكومة الأميركية وقامت بفحص مئات ملايين حسابات ياهو للبريد الإلكتروني بناء على طلب من وكالة الأمن القومي أو مكتب التحقيقات الاتحادي. وهذه أول حالة تظهر لشركة إنترنت أميركية توافق على طلب لوكالة مخابرات للبحث في كل الرسائل الواردة بدلا من فحص الرسائل المخزنة أو فحص عدد قليل من الحسابات لحظة وصولها. ومن غير المعروف ما هي المعلومات التي كان مسؤولو المخابرات يبحثون عنها حيث طلبوا فقط أن تفحص ياهو مجموعة من الأحرف، وبحسب الخبراء فإن ذلك قد يعني عبارة في رسالة أو أحد المرفقات. ولم يتم تحديد البيانات التي ربما تكون ياهو قد سلمتها إن كانت فعلت ذلك وما إذا كان مسؤولو المخابرات تواصلوا مع شركات أخرى لخدمات البريد الإلكتروني من أجل طلبات مماثلة، لكن شركتي غوغل و مايكروسوفت سارعتا ليلا لاصدار بيانات تؤكد سلامة منصات البريد الالكتروني التابعة لهما من أي كشف أو تجسس مخابراتي. ياهو: نمتتثل للقوانين وبحسب اثنين من الموظفين السابقين فإن قرار الرئيسة التنفيذية لشركة ياهو ماريسا ماير الانصياع للتوجيهات أزعجت كبار المسؤولين التنفيذيين وأدت إلى استقالة رئيس أمن المعلومات بالشركة اليكس ستاموس في يونيو / حزيران 2015 الذي يتولى الآن المنصب ذاته في فيسبوك. وردّت ياهو على الفضيحة ببيان مقتضب قالت فيه: ياهو شركة تلتزم بالقانون وتمتثل لقوانين الولايات المتحدة، وامتنعت الشركة عن الخوض في مزيد من التفاصيل، فيما رفض ستاموس إجراء مقابلات حول الموضوع، فيما أحالت وكالة الأمن القومي أسئلة وكالات أنباء إلى مكتب مدير المخابرات الوطنية الذي رفض التعقيب. وقال الأشخاص المطلعون على الأمر إن طلب بحث حسابات البريد الإلكتروني لـ ياهو جاء في شكل منشور سري أرسل للفريق القانوني بالشركة. ومن المعروف أن شركات الهاتف والإنترنت الأميركية سلمت كما هائلا من بيانات العملاء لوكالات المخابرات، لكن بعض المسؤولين الحكوميين السابقين وخبراء المراقبة قالوا إنهم لم يروا في السابق مثل هذا الطلب الواسع لبيانات لحظة وصولها ولم يروا طلبا يستدعي تصميم برنامج كمبيوتر جديد. وعلّق المحامي ألبرت جيداري الذي مثل شركات الهاتف والإنترنت في قضايا المراقبة لمدة 20 عاما قبل أن ينتقل إلى جامعة ستانفورد هذا العام بالقول: لم أشهد هذا قط عملية تنصت على معلومات محددة لحظة وصولها .. سيكون من الصعب حقا على شركات تقديم الخدمة القيام بذلك. ورجح خبراء أن تكون وكالة الأمن القومي أو مكتب التحقيقات الاتحادي قدم طلبات مماثلة لشركات الإنترنت لأن من الواضح أنهما لا يعرفان حسابات البريد الإلكتروني التي يستخدمها الهدف. وتتقدم وكالة الأمن القومي عادة بطلبات مراقبة محلية عبر مكتب التحقيقات الاتحادي، ولذلك من الصعب معرفة أي وكالة تحتاج المعلومات. مايكروسوفت وغوغل: بريدنا خال من التجسس وقالت شركتا ألفابت، وهي الشركة القابضة لغوغل، ومايكروسوفت وهما شركتا البريد الإلكتروني الرئيسيتان في الولايات المتحدة إنهما لم تقوما بعمليات بحث مماثلة في رسائل البريد الإلكتروني، وأعلن متحدث باسم غوغل أنّ الشركة لم تتلق مثل هذا الطلب قط لكن إذا حدث فسيكون ردنا بسيطا: لا يمكن. أمّا شركة مايكروسوفت فأكدت في بيان أصدره متحدث باسمها أنها لم تشارك مطلقا في فحص سري لحركة البريد الإلكتروني مثلما ورد بشأن ياهو، لكنّ الشركة رفضت التعقيب عما إذا كانت تقلت مثل هذا الطلب.

مشاركة :