المنبوذون في الهند يثورون على العنف الطبقي ويضربون عن جمع جيف الابقار المتحللة

  • 10/5/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

احمد اباد (الهند) (أ ف ب) - تنتشر في ارجاء غرب الهند جيف الابقار في الهواء الطلق، اذ ان افراد طبقة "داليت" او المنبوذين المكلفين بجمعها، مضربون عن العمل منذ تموز/يوليو الماضي احتجاجا على التمييز الذي يعانون منه. على مدى اجيال عدة، عملت عائلة سومابهاني على جمع جيف الابقار المقدسة في الديانة الهندوسية، وتقطيعها، لكن رب العائلة هذا متوقف عن العمل منذ اشهر. فقد اثار مقطع مصور يظهر هجوما نفذه متشددون هندوس على افراد من "الداليت"، في ولاية غوجارات شمال غرب الهند مسقط رأس رئيس الحكومة ناريندرا مودي، غضبا واسعا في صفوف ابناء هذه الطبقة الدنيا في الهند. ويقول سومابهادي البالغ من العمر 49 عاما والمقيم في ضواحي مدينة احمد آباد عاصمة الولاية "نظرا لهذه الظروف، افضل ان اموت من الجوع على ان اجمع جيف الابقار الميتة". نتيجة لهذه الحركة الاحتجاجية، صارت المنطقة عابقة ببقايا الابقار المتحللة، واضطر السكان الى جمع هذه الجيف في ارض واسعة، وهي المهمة التي كانت موكلة للمنبوذين. ويقول سومابهاني "لقد ضرب اخوان لنا من الداليت لأنهم كانوا يقومون بعمل الموكل اليهم منذ قرون، نحن الآن في معركة للحفاظ على كرامتنا". مع ان الدستور الهندي الغى الفروقات الطبقية منذ استقلال الهند، الا ان نظام الطبقات ما زال متجذرا في المجتمع، وما زال ملايين المنبوذين يعانون من تمييز يومي. يبلغ عدد ابناء هذه الطبقة 200 مليون نسمة، وهم يقبعون في ادنى سلم طبقات المجتمع الهندي. وغالبا ما توكل اليهم مهام يتعفف ابناء الطبقات الاخرى عن القيام بها، مثل دفن الموتى وازالة الفضلات البشرية. - "قتلها الاسد" - تجول الابقار في الهند بأمن وسلام، في المدن كما في الارياف، اذ ان اكل لحومها محرم في الديانة الهندوسية التي تعتنقها الغالبية الكبرى من السكان. لكن حين تنفق هذه الحيوانات بشكل طبيعي، ينبغي على ابناء طبقة "داليت" ان يزيلوا جيفها، ويمكنهم ان يبيعوا جلودها الى الدباغين وشحومها الى صانعي الصابون. في آخر تموز/يوليو الماضي، قام متشددون هندوس باحتجاز اربعة من المنبوذين واشبعوهم ضربا بقضبان حديد بين جمع من الناس، للاشتباه في انهم قتلوا بقرة. وصورت هذه الحادثة وانتشر المقطع كالنار في الهشيم على مواقع الانترنت، واثار احتجاجات كبيرة في غوجارات. وقام متظاهرون غاضبون من الداليت بوضع جيف ابقار في مبان عامة، واحرقوا حافلات، ورموا الشرطة بالحجارة فسقط شرطي قتيلا. وبعد التحقيقات، تبين ان المنبوذين الاربعة ابرياء مما نسب اليهم، وان البقرة قتلها اسد. ويقول جينغش ميفاني، وهو ناشط قيادي بارز في طبقة المنبوذين ان الاحتجاجات تشير الى وعي جديد في صفوف ابناء طبقته التي ترزح تحت عبء "الاستغلال الاقتصادي والعنف الطبقي". ومع ان اسم طبقة المنبوذين تغير الى الداليت، الا ان ربع الهنود ما زالوا يتعاملون معهم على انهم منبوذون، بحسب دراسة اعدت العام الماضي. وقال عدد من المشاركين فيها مثلا انهم يرفضون دخول داليت الى منازلهم، او انهم لا يقبلون ان يتشاركوا معهم في استخدام الاواني. - "قوموا به انتم!" - تشهد الهند في الآونة الاخيرة صعودا للتشدد الديني الهندوسي، وتتكرر حوادث الاعتداء على اشخاص باسم الحفاظ على البقر، وذلك منذ وصول مودي الى الحكم في العام 2014، وهو ذو توجهات قومية هندوسية. في احد المواقع في منطقة سورندرانغار، تنتشر بقايا الابقار المتحللة، فهنا ايضا ما زال الداليت مضربين عن العمل، رغم الاثر الاقتصادي على حياتهم. ويقول ناتوبهاي بارمار ان النشطاء الهندوس "يهاجموننا لانهم يظنون اننا نقتل الابقار، لكننا لسنا جزارين، نحن لا نفعل شيئا سوى سلخ جلود" النافقة منها. ويضيف "لماذا لا يهتمون هم بالابقار المقدسة ويجمعون بقاياها حين تموت؟ ان لم يكن يعجبكم كيف نقوم بعملنا، قوموا به انتم!".

مشاركة :