بدت قائمة المنتخب الاسترالي التي خاضت نهائيات كأس العالم البرازيل 2014 FIFAمجهولة لكثير من متابعي المستديرة الساحرة. فبعد نسختين في كأس العالم شارك فيها منتخب السوكروس بقائمة من الأسماء المألوفة، قرر المدرب الجديد آنذاك أنجي بوستيكوجلو ضخ دماء جديدة على قائمته قبيل انطلاق نهائيات البرازيل 2014؛ إذ قام بإشراك لاعبين غير معروفين في أكبر بطولة كروية على الإطلاق في مراهنة بدت غير محسوبة. من بين هذه الأسماء الجديدة، برز ماثيو ليكي كأكثر لاعب نجح في التأقلم مع الأجواء النارية لكأس العالم. فقد نجح بانطلاقاته الصاروخية القوية في الخط الأمامي في إثبات أنه لاعب واعد. ورغم أن بوستيكوجلو يشتهر بإحداث تغييرات كثيرة على قائمة لاعبيه إلا أن اسم ليكي، البالغ من العمر الآن 25 عاماً، ظهر بانتظام في قائمة الفريق في أغلب فترات السنوات الثلاث الماضية وهي الفترة التي لم تشهد المشاركة في نهائيات البرازيل فحسب بل خاض خلالها منتخب السوكروس مشواراً لن ينسى في نهائيات كأس الأمم الأسيوية على أرضه ووسط جمهوره. والآن يقترب المنتخب الأسترالي من خوض بعض البطولات الكبرى؛ أولها كأس القارات روسيا 2017FIFAوإذا واصل مسيرته الناجحة حتى الآن في تصفيات كأس العالم 2018، فإن العودة إلى روسيا بعد 12 شهراً من كأس القارات ستكون واقعاً. وبعد أن ذاق طعم المشاركة في أم البطولات، فإن ليكي يتطلع للعودة كما أنه سعيد بالآمال والتوقعات التي يضعها الفريق على عاتقه. وفي حديثه مع موقعFIFA.com،قال ليكي"اللعب في البرازيل كان تجربة رائعة بالنسبة لي. فهو حلم طالما راودني وأنا صغير. كاس العالم يتيح لك فرصة اللعب مع أفضل أندية العالم، وبلا شك فإن مجموعتنا كانت صعبة للغاية لكننا تماسكنا وأثبتنا قدرتنا على مجاراة الخصوم. بالطبع لم نحقق النتائج المرجوة، لكن البطولة فتحت أعيننا على أشياء كثيرة حيث أدركنا أننا لسنا بعيدين جداً عن صفوة منتخبات العالم. كانت بالنسبة لي تجربة جديدة ولم يتوقع أحد مني أو من الفريق نتائج كبيرة، لكن التوقعات أكبر الآن. لقد ظهرت بشكل طيب حين شاركت لكن يتوقع مني الآن أن أؤدي بنفس الطريقة بصورة منتظمة". وأضاف ليكي "لدينا فرصة للتأهل إلى كأس العالم من جديد، وهي فرصة بين أيدينا. الفريق يضم مجموعة من اللاعبين لم يسبق لهم اللعب في كأس العالم وهذا بلا شك الهدف الأكبر لكل لاعب". وبعد أن تخطى الدور الثاني من التصفيات الآسيوية بنجاح، استهل المنتخب الأسترالي المرحلة الثالثة والأخيرة بصورة جيدة؛ حيث بدأ المشوار بفوز سهل على المنتخب العراقي بثنائية نظيفة قبل أن يحقق فوزاً مهماً على المنتخب الإماراتي القوي في عقر داره تحت حرارة شمس أبوظبي الحارقة. وسيخوض الفريق مبارتين مهمتين هذا الأسبوع قد تحسمان مصيره من التأهل. يواجه المنتخب الأسترالي يوم الخميس نظيره السعودي في حلته الجديدة تحت قيادة بيرت فان مارفيك قبل أن يصطدم بخصمه اللدود، المنتخب الياباني، في مدينة ملبورن، مسقط رأس ليكي. وسبق لليكي الاحتكاك بعدد من اللاعبين اليابانيين حيث شارك ضدهم حين لعب بقميص انجلوشتاد الألماني وقبلها مع إف إس في فرانكفورت، وبروسيا مونشنجلادباخ. أسلوب لعب مختلف سبق لليكي أن لعب كرة القدم الأسترالية حيث لم يبدأ ممارسة كرة القدم الشهيرة إلا ببلوغ 11 عاماً حيث كان قبلها منخرطاً في ألعاب القوى. وكان اهتمامه بكرة القدم ضعيفاً حيث لا يتذكر سوى القليل عن كاس العالم 2006 التي شهدت تحقيق منتخب استراليا لأشهر فوز له على منتخب اليابان. لعب ليكي كرة القدم الأسترالية لمدة عام وهو في سن المراهقة، لكن يرى أن خلفية ممارسة كرة القدم الأسترالية ليست هي السبب وراء أسلوب لعبه القوي. إذ قال في هذا الصدد "أنا معروف بأسلوب لعبي القوي الذي يساعدني كثيراً في ألمانيا وهو الدوري الذي يعتمد على القوة البدنية. لكن لا أعتقد أن لعب كرة القدم الأسترالية لعام هو السبب اعتقد أن هذا هو بنياني العادي". وأيا كان السبب، فإن ليكي يثبت يوماً بعد يوم أنه عنصر هام في كتيبة الهجوم الاسترالي.
مشاركة :