توتر دبلوماسي بين العراق وتركيا على خلفية عملية الموصل الوشيكة

  • 10/6/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

سجل توتر دبلوماسي اليوم الأربعاء بين تركيا والعراق، وسط تصاعد الخلاف بين الدولتين الجارتين قبل العملية الوشيكة التي يستعد الجيش العراقي لشنها لاستعادة مدينة الموصل من أيدي الجهاديين. ويتصل الخلاف خصوصا بنشر قوات تركية قرب الموصل، الأمر الذي يرفضه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بشدة، مبديا خشيته من «حرب إقليمية». وقد عبرت تركيا عدة مرات في الأيام الماضية عن تحفظات حيال احتمال مشاركة مقاتلين شيعة أو مجموعات مسلحة كردية معارضة لأنقرة في هذا الهجوم. ودعا البرلمان العراقي، الحكومة إلى اتخاذ إجراءات رادعة بحق تركيا، واصفا القوات التركية الموجودة في قاعدة بعشيقة بشمال البلاد لتدريب متطوعين عراقيين سنة بهدف استعادة السيطرة على الموصل، بأنها «قوات احتلال». وأكد العبادي الأربعاء في مؤتمر صحفي في بغداد، «إننا لا نريد الدخول في نزاع إقليمي»، مبديا خشيته من أن «تتحول المغامرة التركية إلى حرب إقليمية». وفي مؤشر إلى التوتر بين الجارين، استدعت أنقرة الثلاثاء السفير العراقي لطلب توضيحات، فيما قامت بغداد بالمثل واستدعت السفير التركي الأربعاء، بحسب مصادر في وزراتي خارجية البلدين. والسبت أجاز البرلمان التركي للجيش مواصلة مهماته في العراق وسوريا لعام إضافي، ما يسمح له بالتحرك حتى نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2017، خارج حدود بلاده وخصوصا في هذين البلدين. تصريحات استفزازية .. وتساءل نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش، «أين كانت الحكومة العراقية حين استولى تنظيم داعش، على الموصل؟»، منددا باستخدام النواب العراقيين عبارة، «قوات احتلال» للإشارة إلى الوجود التركي في شمال العراق. وكان الجيش التركي أطلق في 24 أغسطس/ آب، عملية «درع الفرات» في سوريا لطرد تنظيم «داعش»، والمقاتلين الأكراد من المناطق الحدودية. وقد حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من أن عملية الموصل قد تؤدي إلى تداعيات مذهبية، ما دفع بوزارة الخارجية العراقية إلى استدعاء السفير التركي بسبب ما وصفته الأربعاء، بالتصريحات التركية «الاستفزازية» حول معركة تحرير الموصل. وفي مؤتمر صحفي الأربعاء في أنقرة، اتهم وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، الحكومة العراقية بسوء النية حيال بلاده، لافتا إلى أن مسؤولين رسميين في بغداد كانوا «زاروا معسكر بعشيقة، وقدموا إليه دعما ماليا». وأكد كورتولموش، أن قوات بلاده ليست في وارد أن تتحول «قوة احتلال». من جهته، حذر وزير الدفاع التركي فكري إيزيك، من أن هجوما على الموصل قد يؤدي إلى فرار ما يصل إلى مليون شخص من المنطقة. وقال في بيان نشرته وكالة «دوغان» الأربعاء، «على حلفائنا أن يبحثوا إمكان رؤية مليون لاجىء في حال حصول عملية في الموصل. إن مشكلة كهذه يجب أن تحل داخل حدود العراق». واعتبر أن احتمال تدفق عدد كبير من اللاجئين يفرون من الأراضي العراقية سيشكل «عبئا كبيرا»، على تركيا، وقد يؤثر أيضا على أوروبا. وتستقبل تركيا نحو ثلاثة ملايين لاجىء معظمهم سوريون فروا من النزاع في بلادهم. وسيطر تنظيم «داعش» على مدينة الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، في 2014. إلا أن بغداد تعد الآن لعملية واسعة بمساعدة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لاستعادة المدينة من التنظيم المتطرف. وقبل أسبوع، أعطى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الضوء الأخضر لإرسال حوالى 600 جندي إضافي إلى العراق مع اقتراب معركة الموصل، التي تشكل آخر معقل مهم لتنظيم «داعش» في العراق، حيث خسر أراضي واسعة. وتمكنت القوات العراقية خلال الفترة القريبة الماضية من استعادة بلدات مهمة بينها الشرقاط والقيارة، الواقعة إلى الجنوب من الموصل بهدف التقدم لاستعادة السيطرة على كبرى مدن الشمال.

مشاركة :